قمح انتظاري

بقلم الأسير: باسم الخندقجي

خُذْ لُقمةَ الوقتِ مني
وشيئاً من الدمعِ ..
ودَعْ الأُرجوحة فارغةً مِنكَ
تَهُزُّها الريحُ ودَعْني
من ترابِ القمر
أُعمي عيونَ الزمن
وأُطعمُكَ أَكثرَ من لُقمةٍ
على مائدةِ الوطن ..
فلا الزمنُ يراني
في صلواتِ الليلِ
ولا يراني القدر ..
النبيُّ في داخلي يبكي
على طِفلي
ويجهشُ همسةً .. همسةْ
خُذني إذنْ
كي أغفو لبُرهةٍ بجانبك
وامنحني شيئاً من الطهارةْ
وضَعْ يدكَ على رأسي
وأروري لي حكايةَ البراءةْ ..
إهمس في أُذني طفولةْ
وأَجزاءَ من ضحكةِ زيتونةِ
وأحرس طائرتي الورقيةْ
فالريحُ تشتدُ جوعاً
والأُرجوحةُ مَلَّتْ
من الفراغِ إهنزازاً
على أَرضِكَ التي زَرَعْتُ فيها
قمحَ إنتظاري ..
أَسأَلُكُ :
"
متى حَصَدْتُ باقةً
من الأُقحوانِ ..
أَهدْيتُها لكَ
يومَ كانَ عرسُك ؟"
فتُجيبَني بسؤالِ صمتكْ :
"
هل في لُقمةِ الوقت ِ
تكمن أَسرارُ الأحزان ؟"
ثُمَّ يتلاش الحلمُ بتلاشي
الأرجوحة في سكونِ الريح
وأُصابُ مُجدداً
بحزنِ رحيلِ الصديق
وأَسأَلُ نفسي :
هل أَموتُ جوعاً بلُقمةِ وقتي
أم مُختنقاً في غبارِ وحدتي
وقسوةِ الطريق ... ؟


(المصدر: موقع مؤسسة القدس للثقافة والتراث)