مؤسسة مهجة القدس ©
مقابر الأرقام ÙˆØسن النوايا!!
بقلم/ د. أيمن أبو ناهية
بكل ألم ÙˆØزن نتسلم رÙات جثامين شهدائنا الأبرار أصØاب الذكرى العطرة والسيرة الخالدة والصورة المشرÙØ© والشهادة ÙÙŠ سبيل الله Ùداء Ù„Ùلسطين وشعبنا وقدسنا وقضيتنا العادلة، الذين ودعونا مجاهدين Ùدائيين أبطالاً ورجعوا إلينا شهداء أبطال ونØسبهم كذلك ولا نزكي على الله Ø£Øدا، ونسأله أن يتغمدهم برØمته وان يجمعنا بهم ÙÙŠ الÙردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالØين ÙˆØسن أولئك رÙيقا.
سلطات الاØتلال الصهيوني كعادتها تشعرنا بأنها الدولة ذات المصداقية وتتعامل معنا بØسن النوايا وكأنها صاØبة ØÙ‚ وليس مدانة على ما قامت به ÙÙŠ السابق ولازالت لم تقصر ÙÙŠ ارتكاب الجرائم بØÙ‚ الشعب الÙلسطيني. Ùقتلت من قتلت ولم ترØÙ… Ø£Øدا من الأطÙال والشباب والنساء وكبار السن، واØتجزت جثثهم Ùيما يسمى "بمقابر الأرقام"ØŒ Øتى الشهداء تعمل سلطات الاØتلال على اØتجازهم عندها إلى سنين بل عقود طويلة، التي هي أشبه ما يمكن وصÙها بمعتقلاتها التي تأسر Ùيها أسرانا، Ùهذا التشبيه هو الذي ينطبق بالÙعل على Øالة اØتجاز دولة الاØتلال لرÙات الشهداء، التي تتعمد بجعل كل ما يتعلق بنا هو عبارة عن سجن، سجن معد للشهداء، وسجن معد للأسرى وسجن Ù…Øكم على الشعب الÙلسطيني ÙÙŠ الضÙØ© والقطاع.
بل إن سلطات الاØتلال الصهيوني تشن علينا Øروبا بأشكال مختلÙØ©ØŒ ÙØروبها العسكرية والسياسية والاقتصادية باتت معروÙØ© لدينا وتعودنا عليها، لأنها تمارسها ضدنا جهارا نهارا، لكن الشيء الذي لم نتعود عليه هو Øربها النÙسية، التي تعتبر أشد من Øروبها الأخرى سابقة الذكر، Øين تØتجز جثامين شهدائنا لعقود وسنوات طويلة، وبدون معاد وإنذار مسبق تÙاجئنا بأسماء الشهداء Øسب رقمه المسجل على قبره، لتسلمنا رÙاتهم ومنهم من كان مجهول الهوية ولا يعر٠أØد عن مصيره ولم تÙد سلطات الاØتلال أهله باستشهاده وإن رÙات Øثته Ù…Øتجزة لديها أو مدÙون ÙÙŠ "مقابر الأرقام". ÙˆÙÙŠ هذه الØالة تكون سلطات الاØتلال قد قتلت الشهيد وأهله وذويه مرات عديدة على مدار سنوات الاØتجاز، كما هي قصة اختÙاء الشهيد عبد الناصر البوز (مؤسس الÙهد الأسود) لأكثر من 23 عاما. أو قصة اØتجاز جزء من جثمان الشهيدة ريم ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø´ÙŠ التي Ùجرت Ù†Ùسها على Øاجز بيت Øانون (ايرز) ÙÙŠ يناير 2004 وقتلت أربعة جنود صهاينة، وتم تسليم أهلها بعد العملية 2 كم من Ù„Øمها وشعرها، والآن يسلمون أهلها الجزء الآخر المØتجز من رÙات جثتها. أو كي تجعل من Øجز الرÙات عبرة لنا بأن هذا هو Øال ومصير كل من ÙŠØاول القيام بعمليات استشهادية ضد الصهاينة، لكن كما قالت أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)ØŒ "Ùلا يضر الشاة سلخها بعد ذبØها".
لكن السؤال الذي أصبØت إجابته واضØØ© ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ù…Ø³ ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø§Ø± هو: ماذا تستÙيد سلطات الاØتلال الصهيوني من اØتجاز جثامين الشهداء الÙلسطينيين؟ لعلنا نذكر قبل سنتين الضجة الإعلامية التي أثارها الصØÙÙŠ السويدي باستروم ليزيØØŒ Øين كش٠اللثام عن Øقيقة سرقة سلطات الاØتلال الصهيوني أعضاء الشهداء الÙلسطينيين من أجسادهم، وتأكيدا على ذلك أهالي الشهداء الذين اكتشÙوا آثار عبث بجثث أبنائهم الشهداء بعد استلامهم من قبل سلطات الاØتلال. وهذا يؤكد ما تم تسريبه للإعلام الصهيوني لتصريØات عن كل من مدير معهد الطب العدلي ومدير معهد "أبو كبير"ØŒ بأن كل جثة وصلت إلى المعهد كانت تنتزع من ظهر صاØبها. بدون مواÙقة مسبقة من عائلة المتوÙى، Øيث تم انتزاع رقع جلدية من جثث Ùلسطينيين Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¬Ù†ÙˆØ¯ الاØتلال الذين تعرضوا لإصابات أو Øروق، إضاÙØ© إلى نزع قرنيات من عيون الجثث وأعضاء داخلية.
هذه هي أخلاقيات دولة الاØتلال الصهيوني التي تدعي Øسن النوايا، بل هي سوء النوايا، للمقايضة والمناورة من جديد للعبة السياسية القادمة التي سيكون المÙاوض الÙلسطيني أداتها للنزول عن الشجرة والØجل على المصالØØ© لإÙشالها كما Ùشلت مرات عديدة، وإشغالنا بقضية الØصول Øتى على باقي رÙات الشهداء المØتجزين ÙÙŠ "مقابر الأرقام" الذين يقدر عددهم "317" جثة، من خلال المقايضة وتقديم التنازلات السياسية تØت شعار المÙاوضات السلمية التي لم Ù†Øصد منها إلا خيبات الأمل ولا Ù†Øصل على أي من قضايانا، وإلا لماذا الآن بالذات أعلنت دولة الاØتلال عن Øسن نواياها بتسليم رÙات جثث الشهداء؟! لذا لابد أن نكون أكثر يقظة بعدم تØويل قضية أسرانا والإصرار على تنÙيذ مطالبهم العادلة Øسب ما تم الاتÙاق عليه مع الاØتلال الذي أخذ باختراق الاتÙاقية ولم يلتزم بتنÙيذ بنودها، وهذا الشيء يجري ÙÙŠ دمه، إلى قضية جديدة اسمها الرÙات، لابتزاز ما يمكن ابتزازه.
Ù†ØÙ† لا نقلل من أهمية عودة جثامين ورÙات الشهداء إلى أهلهم وذويهم ليدÙنوا بجوارهم، بل Ù†ØÙ† مع إرجاع أي ذرة رمل من تراب Ùلسطين، لكن المهم ÙÙŠ الأمر الأØياء الباقون السائرون على درب الشهداء. وهنا لابد من أن لا نهمل Øقنا ÙˆØÙ‚ شهدائنا الذين تركوه ÙÙŠ أعناقنا Ù†ØÙ† الأØياء، ببذل الجهود على المستوى الرسمي وغير الرسمي لمقايضة سلطات الاØتلال الصهيوني ÙÙŠ كل المØاÙÙ„ الدولية ومنظمات Øقوق الإنسان على اØتجازها لجثامين شهدائنا، وكش٠Øقيقة ما تقوم به سلطات الاØتلال وجمع الأدلة الدامغة التي تؤكد على قيامها بسرقة أعضاء من جثث شهدائنا ونقلها إلى مرضى يهود، أو بيعها ÙÙŠ الخارج، ÙˆÙØ¶Ø Ù‡Ø°Ù‡ الدولة المارقة على القانون الدولي التي تÙعل ما تشاء دون Ù…Øاسب أو مراقب.
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 4/6/2012)