مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد الع٠.. غبط أخاه الشهيد وأقلقه تأخر دوره!
ÙÙŠ إطار التوثيق لسيرة شهداء الØرب الأخيرة على غزة - التي لم تخل٠من الØزن الذي اعترى وجوه أهالي الشهداء على Ùراق Ø£Øبائهم، ÙØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ù…Ø§ زال نازÙاً، لكن ÙÙŠ بيت الشهيد "Ù…Øمد العÙ" بدا الأمر مختلÙاً، Ùوالدته أم يوس٠"60 عاماً" بدت على وجهها علامات Ø§Ù„Ø§Ù†Ø´Ø±Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¨Ù‡Ø¬Ø©ØŒ Ùلا مظاهر للعزاء، والعصير ØÙ„ÙŽÙ‘ Ù…ØÙ„ القهوة.
بدأت تتØدث عن ابنها Ù…Øمد: "Ù…Øمد Øبيبي، وهو كان يتمنى الشهادة وقد نالها، وأنا سعيدة لأنه قد Øقق هدÙÙ‡ وأسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنان وأن ينال الÙردوس الأعلى".
واستمرت قائلة: "Ù…Øمد "31 عاماً" منذ استشهاد شقيقه الأصغر باسم ÙÙŠ السادس عشر من شهر نوÙمبر لعام 2008Ù…ØŒ ظلَّ يستØØ« خطاه Ù†ØÙˆ الشهادة، ÙˆÙÙŠ كل يوم جمعة كنا نزور قبره، كان يجلس أمام القبر ويناجيه بالقول: "هنيئاً لك يا باسم، متى سألØÙ‚ بك؟!"ØŒ لقد كان Øبيبي أبا عبيدة عاشقاً للشهادة، Ùكان يعاتب Ù†Ùسه كثيراً على أن كثيراً من أصدقائه نالوا الشهادة وهو لم يلØÙ‚ بهم!".
Ùالصبر عند الصدمة الأولى (والكلام لأم يوسÙ) هو ما أوصاني به Ù…Øمد، "وأنا أؤكد له بأنني صابرة ومØتسبة ومستعدة لتقديم شقيقيه الآخرين على Ù†Ùس الدرب، كما Ùعلت الخنساء من قبل".
اللØظات الأخيرة التي رأيت٠Ùيها Ù…Øمد - الذي استشهد إثر سقوط ركام عليه أثناء مروره بجانب منزل تعرض للقص٠- كانت ÙÙŠ بيت شقيقته، كانت تبدو عليه علامات الإرهاق، قدمت له الطعام ÙاكتÙÙ‰ بشرب العصير، ودخل لينام، وبعدها لم أره إلا Ù„Øظة توديعه.
وتابعت قائلة: "لم أجزع Ùقد أنزل الله بقلبي الصبر، وودعته وأنا أرجو الله أن يتقبله شهيداً، وما أذكر أنني قلت له "مع السلامة يا Ù…Øمد، الله يهنيك بالشهادة".
خلوق .. بار بوالديه
Ùالع٠(كما تروي والدته) كان مدرساً للتربية الإسلامية ÙÙŠ المرØلة الثانوية، لكن هذا العمل لم يكن يلبي طموØه، ÙØاز على درجة الماجستير ÙÙŠ التÙسير، وقدم أوراقه لدراسة الدكتوراة، وانتقل ÙÙŠ الÙترة الأخيرة للعمل بهيئة التوجيه السياسي والمعنوي ÙÙŠ وزارة الداخلية .
وهو متزوج منذ ثمانية أعوام، ولديه من الأبناء عبيدة ÙÙŠ الص٠الثالث الابتدائي وبكر ÙÙŠ الص٠الأول الابتدائي، ولانا "3 سنوات"ØŒ وزوجته Øامل ÙÙŠ الشهر الخامس.
وتواصل قائلة: "Ù…Øمد كان إنسانا خلوقاً، Ù…Øبوبا من الجميع، وكريما، ويمتاز بالبساطة والتواضع، ويØب الترÙيه عن زوجته وأولاده وأخذهم إلى شاطئ البØر والمتنزهات، Ùقد كان أولاده وزوجته مرتبطين به كثيراً، Ùقد كان صديقاً لأولاده ولم يكن يضربهم أو يهينهم، وكان كثيراً ما يصطØبني معه ÙÙŠ تلك النزهات".
وزادت قائلة: "رØمه الله كان باراً بى وبأبيه إلى أقصى درجة، Ùقد كان يمر عليَّ ÙÙŠ بيتي يومياً ويطمئن علي، وإذا ما Ø£Øضر طعاماً لزوجته وأولاده طلب مني أن آخذ منه ما أريد قبل أن يأخذه إلى منزله، ولم يكن بره بنا أمراً مستغرباً على إنسان ØاÙظ لكتاب الله ولألÙ٠من الأØاديث الشريÙØ© ويواظب يومياً على صلاة الÙجر".
كانت لمØمد خلوة يومية مع ربه، ÙينÙرد بنÙسه على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø²Ù„ أو ÙÙŠ Ø¥Øدى الغر٠ويناجي الله، ويقضي جزءاً من الوقت Ø¨Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ°ÙƒØ± الله ومراجعة كتاب الله، بجانب أنه كان إماماً وخطيباً خاصةً ÙÙŠ صلاتي الجمعة والتراويØ.
شهيد يز٠شهيداً
ÙرØØ©ÙŒ كبيرة شعر بها Ù…Øمد عندما استشهد شقيقه باسم ( كما تقول والدته) Ùهو الذي ز٠إلي خبر استشهاده، قبل أربعة أعوام٠من الآن، Ùقد أدينا العمرة سوياً أنا وباسم الذي سبقني بالعودة إلى غزة بينما بقيت ÙÙŠ جدة أنتظر موسم الØج، Ùيومها Ù…Øمد هو من نقل لي خبر استشهاد باسم، Ùكان ÙرØاً باستشهاده، بل هو من أمَّ المصلين ÙÙŠ صلاة الجنازة عليه ÙÙŠ خطوة٠أذهلت من Øوله.
وتذكر أم يوس٠أنه ÙÙŠ الذكرى الرابعة لاستشهاد باسم كتب Ø£Øد Ø£Ùراد أسرة المسجد على الØائط "لن ننساك يا أبا عبادة ÙÙŠ ذكراك "ØŒ ÙˆÙ…Ø§Ø²Ø Ù…Øمد قائلاً: "لقد تركت لك Ùراغاً"ØŒ ÙˆÙعلاً بعد يومين استشهد Ù…Øمد ÙÙƒÙتب ÙÙŠ ذلك المكان الÙارغ "إلى الملتقى ÙÙŠ الجنة يا أبا عبيدة".
Ùراغ كبير تركه "أبا عبيدة" ÙÙŠ Øياة زوجته وأولاده، لكن ثمار تربيته بدأت ØªØªØ¶Ø (ÙˆÙقاً لوالدته) Ùعبيدة وبكر يذهبان لوØدهما إلى صلاة الÙجر، وعندما طلبت منهما أن يذهبا برÙقة جدهما خشية أن يصيبهما مكروه، أكدا لي بأنهما ليسا خائÙين، وهما يؤكدان بأنهما يريدان السير على نهج والدهما، وهما Ùخوران بكونه شهيدا، Ùقد اصطØبا معهما صوره ÙÙŠ اليوم الأول للدوام إلى المدرسة ليراها زملاؤهم ومدرسوهم.
"كلنا سنموت، لكن الله يختص بالشهادة عباده المخلصين، Ùˆ نسأل الله أن يعيننا على تربية أبنائه كما Ø£Øب وأوصى، بأن تكون تربيتهما على طاعة الله ÙˆØÙظ القرآن وصلاة الÙجر، وأن لا نشعرهما بأن شيئاً قد تغير بعد استشهاده، وخاصة مدللته "لانا" التي كان ÙŠØبها كثيراً ويناديها بـ"ننوش" التي ما Ùتئت تردد منذ استشهاده "بابا ÙÙŠ الجنة".
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 1/12/2012)