مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد القائد الميداني Øازم ضهير: شجاعة صيغت بعزة وكبرياء
"Øازم ضهير" اسم على طريق Ùلسطين، ودم مبارك أريق Ùوق أرضها الطهور، ليلتØÙ… بدم الشهداء ÙÙŠ غزة والخليل وجنين ونابلس ليرسموا خارطة الوطن المقدس، وليعطوا Ù„Ùلسطين مزيداً من الطهارة والقداسة ÙÙŠ وقت ÙŠØاول Ùيه بعض المرتزقة من تجار الدم والتاريخ ومن سماسرة الوطن أن يختصروا الوطن ÙˆÙلسطين، Ùمعذرة يا "Øازم" ومعذرة يا كل الشهداء، أن سمØنا لأنÙسنا وبكلماتنا اقتØام Øدود دمكم الطاهر أو الوصول إلى طهارة روØكم، وأنتم الذين لقنتم العدو الدرس تلو الدرس ÙˆØققتم الانتصار تلو الانتصار لتصنعوا Ùجر وطن عÙلّقت له المشانق السياسية وكتب اسمه ÙÙŠ صÙØØ© سجل النسيان الدولية، لكن هيهات هيهات لهم..
قصة ضوء الشمعة
لم يدر ÙÙŠ خلد الشهيد القائد الميداني بسرايا القدس Øازم Ù…Øمود ضهير، الذي خاض صولات وجوالات من المعارك الضارية ضد جيش الاØتلال الصهيوني والتي ÙƒÙللّت بانتصار المقاومة ÙÙŠ معركتي "بشائر الانتصار" Ùˆ "السماء الزرقاء"ØŒ أنَّ إشعال "شمعة" لتضيء عتمة ليل الشتاء المظلم بسبب انقطاع التيار الكهربائي والØصار المتواصل ضد قطاع غزة، ستكتب نهاية Øياته الØاÙلة بالجهاد والعطاء، وزوجته وأبنائه الأربعة وهم يغطون ÙÙŠ نوم عميق لتصعد روØهما إلى بارئها لتق٠يوم المشهد العظيم وتØاسب كل مسئول عن تقصيره ÙÙŠ Øمايتهم وإنقاذ Øياتهم من الموت.
ويعتبر الشهيد المجاهد Øازم ضهير "أبا Ù…Øمود" الذي قضى Ù†Øبه إثر Øادث Øريق Ùاجع، مسؤول Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù‡Ù†Ø¯Ø³Ø© ÙÙŠ سرايا القدس Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي بلواء غزة، وهي الوØدة المسئولة عن صناعة وابتكار العديد العبوات الناسÙØ© التي Øطمت أسطورة "الميركاÙاه" بكاÙØ© أجيالها عدا عن الجيبات المصÙØØ© والجراÙات وغيرهم من الآليات العسكرية التي يستخدمها الاØتلال لقتل شعبنا الÙلسطيني.
واستطاع الشهيد "Øازم" رغم صغر سنه أن يصنع لنÙسه اسماً سيظل Øياً ÙÙŠ تاريخ هذه الأمة المترامية الأطرا٠ÙÙŠ زمن غابت Ùيه النخوة Ùˆ الشهامة.
الابن بار .. رØÙ„ بالدموع
والدة الشهيد "Øازم" أم مازن التي لازالت دموعها Øاضرة ÙÙŠ مقلتيها Øزناً وكمداً على ما ألم بابنها وزوجته وأطÙاله الأربعة، تقول: "الشهادة كانت Øاضرة بقوة ÙÙŠ وجدان نجلي Øازم، لذا كان دائما يوصني بالصبر والاØتساب Øال Øدث ذلك له خلال مواجهته لجنود الاØتلال الصهاينة، والاعتناء من بعده بأطÙاله.."ØŒ ثم صمتت Ù‡Ùنيهةً بعد أن سقطت دمعة يتيمة على وجنتيها واستطردت قائلةً: "لكنه ذهب وزوجته وأطÙاله الأربعة الذين كانوا متعلقين به بصورة كبيرة إلى عدالة السماء التي ستنصÙهم Øيث لا ظلم ولا جور"ØŒ مرددة "Øسبنا الله ونعمَّ الوكيل على كل من كان سبباً Ùيما وقع لابنها وأسرته من كارثة سببها الزج بمعاناة الناس ÙÙŠ المناكÙات السياسية..".
وواصلت الأم الصابرة Øديثها المÙعم بالØب عن عديد المواق٠التي تنم على مدى التزام نجلها ونبله وأخلاقه العالية الرÙيعة، وبره بها وبوالده، قائلةً: "كان Øازم عطو٠مØب للجميع ومØبوب من الجميع، والØديث عن مناقبه يطول ويطول، Ùكثيراً ما كان يسهر على راØتي ويعد بنÙسه طعام الإÙطار أو العشاء ويقدمه لي، ويصطØبني معه إلى المتنزهات وشاطئ البØر لأقضي بصØبته وأطÙاله وقت جميل ليخÙ٠عني وطأة الجلوس ÙÙŠ البيت..".
وتØدثت "أم مازن" على آخر رØلة اصطØبها Ùيها "Øازم" مع أبنائه وزوجته إلى شاطئ البØر رغم برودة الجو نزولا عند رغبتها، قائلة: "قبل يومين من الØاث المؤلم زارني Øازم كعادته Ùوجدني Øزينة كئيبة، Ùسألني عن السبب، Ùقلت له: "زهقانه من قعدة البيت يا بني"ØŒ Ùما كان منه إلا أن Ø£Øضر سيارة أجرة واصطØبني وأطÙاله وزوجته إلى شاطئ البØر، ثم أخذنا إلى Ø£Øد Ù…Øال بيع "الآيس كريم" واشترى لنا جميعاً بوظة.."ØŒ وتابعت قائلة: "Øازم الله يسهل عليه ويجعله من أهل الجنة كان اللي ÙÙŠ جيبته مش ملكه، Ùهو المسئول عنّا إلى جانب أسرته، عدا عن الالتزامات الكثيرة التي كان يتØملها..".
Øازم .. عنوان التÙوق
أما والده الØاج "أبو مازن" Ùبدأ Øديثه باØتساب نجله وزوجته وأبنائه عند الله شهداء الظلم والاستهتار Ø¨Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ØŒ معرباً عن أمنيته أن يكون ما تعرض له ابنه وعائلته من Øادث Øريق مؤلم أودى بØياتهم جميعاً آخر ضØايا انقطاع التيار الكهربائي بسبب الØصار.
وقال "أبو مازن" الذي بدأ عليه الØزن والØسرة على Ùراق نجله وعائلته، بصوت مخنوق: "Øازم تميز بالتزامه ÙˆØيائه وطيبة قلبه ÙˆØبه للجميع وشعوره بالمسئولية والاستعداد للتضØية لأجل إسعاد الآخرين"ØŒ مؤكداً أن ÙˆÙاة ابنه بهذا الØادث المؤلم شكل صدمة كبيرة له ولجميع من عر٠"Øازم".
وتابع Øديثه بعد برهة من الوقت قائلاً: "كان رØمه الله مصدر سعادة لي، Ùكثيراً ما كان يبهرني بتÙوقه وتميزه، Øتى كانت له خبرة كبيرة ÙÙŠ مجال الإعداد والتدريب إنه الأمر الذي أهله أن يكون Ø£Øد Ø£Ùراد ÙˆØدة التدريب ÙÙŠ ذات الجهاز"ØŒ مؤكداً أن نجله Ùضل نقل خبرته العسكرية إلى مجاهدي سرايا القدس.
وأشاد والد "Øازم" بعمق العلاقة التي كانت تربطه بنجله وعن مدى Øرصه الدائم على رؤيته والاطمئنان عليه بين الÙترة والأخرى نظراً لغيابه المتواصل عن البيت بسبب تÙرغه الكامل للعمل الجهادي وقلقه عليه.
شقيق يعز Ùراقه
من جانبه قال شقيقه "مازن": "Øازم لم يكن شقيقي Ùقط بل كان أخ، وصديق ورÙيق درب عشت معه الØلوة والمرة، وتقاسمنا معاً المعاناة وضنك الØياة"ØŒ مشيداً بمواق٠شقيقه "Øازم" الكثيرة التي تنم على مدى تعلقه بالله ÙˆØبه Ù„Ùعل الخير ومساعدة الآخرين.
وأضاÙ: "كان شقيقي الشهيد Øازم إنسان ÙÙŠ غاية البساطة يعامل الناس بأخلاق الإسلام ÙŠØترم الكبير ويوقره ويعط٠على الصغير ويرØمه ÙŠØب الجميع ويØبه الجميع وإذا تعرض للإساءة كان يصÙØ ÙˆÙŠØºÙر ما لم تنتهك Øرمات الله"ØŒ مشيراً إلى أن الشهيد كان يتميز بالتÙاعل مع من ÙŠØيط به ÙÙŠ المجتمع Ùكان كثير الأصدقاء ومن كاÙØ© الأعمار Ø£Øبه كل من عرÙÙ‡ Øيث كان مثالاً للرجل القادر على تØمل المسئولية.
تÙاصيل مهمة ÙÙŠ Øياته
وينتمي الشهيد المجاهد "Øازم ضهير" إلى أسرة متدينة وملتزمة قدمت العديد من الشهداء Ùˆ الجرØÙ‰, Øيث جاء ميلاده يوم 27/4/1980Ù…ØŒ وتتكون أسرة شهيدنا "Øازم" من تسع أشقاء وثلاث شقيقات.
وعاش شهيدنا مراØÙ„ Ø·Ùولته وشبابه ÙÙŠ منطقة "جديدة" بØÙŠ الشجاعية شرق مدينة غزة, Øيث تلقى مراØÙ„ تعليمه الأساسي ÙÙŠ مدارسها، ثم أنهى دراسة المرØلة الثانوية من مدرسة "جمال عبد الناصر" Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØªÙوق، أهله للالتØاق بكلية التربية تخصص "لغة عربية" بجامعة الأزهر - بغزة.
واضطر شهيدنا "Øازم" ترك مقاعد الدراسة ÙÙŠ السنة الثانية ليتÙرغ لمساعدة والده على تØمل أعباء أسرتهم الكبيرة، Øيث عمل ÙÙŠ جهاز الأمن الوطني المشهود له بالبذل والعطاء، واختير مدرباً عسكرياً بعد اجتيازه مرØلة تدريب قاسية بتÙوق.
الشهيد "Øازم" متزوج ولديه أربعة أبناء هم: "Ù…Øمود 8 سنوات" Ùˆ"نبيل 5 سنوات" Ùˆ" ÙØ±Ø 3 سنوات" Ùˆ"سمر 4 شهور" وجميعهم ذهبوا معه جراء الØريق المأساوي الذي تعرضوا له مساء يوم الخميس المواÙÙ‚ 31/1/2003.
Ù…Øطاته الجهادية
التØÙ‚ المجاهد Øازم ضهير إلى صÙو٠سرايا القدس Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي، وواصل مشواره الجهادي، وقدم ما لديه من خبرات عسكرية لإخوانه المجاهدين منذ انضمامه ÙÙŠ أوائل انتÙاضة الأقصى.
وللاطلاع أكثر على سجل الشهيد "Øازم" الØاÙÙ„ بالبطولات، تØدث القائد الميداني بسرايا القدس "أبو عبد الله"ØŒ الذي أكد أن الشهيد "Øازم" ترك بصمة واضØØ© ÙÙŠ كاÙØ© المجالات العسكرية التي عمل بها.
وقال أبو عبد الله: "Øازم بدا مشواره الجهادي ÙÙŠ سرايا القدس مجاهد ÙÙŠ الوØدة الصاروخية المسئولة عن إطلاق مئات الصواريخ "القدسية" باتجاه المغتصبات الصهيونية، ثم تم اختياره ليكون مدرب عسكري ÙÙŠ ÙˆØدة الإعداد والتدريب، نظراً لما أبداه من تÙوق وإبداع عسكري Ùريد، تم تعيينه قائداً لمل٠العمليات العسكرية بلواء غزة، ثم تم تكليÙÙ‡ قيادة ÙˆØدة الهندسة والتخريب Øيث استطاع مع إخوانه المجاهدين تجهيز عبوات وأØزمة ناسÙØ© لجميع مجاهدي السرايا بلواء غزة، استعداداً لأي عدوان صهيوني غاشم"ØŒ مشيراً إلى تعرض الشهيد لعدة Ù…Øاولات اغتيال خلال تنÙيذه لمهمات جهادية خاصة. ويسجل للشهيد مشاركته ÙÙŠ التصدي لعديد الاجتياØات التي تعرضت لها المنطقة الشرقية Ù„ØÙŠ الشجاعية والزيتون وشمال القطاع.
ولÙت "أبو عبد الله" إلى أن السرايا تتØÙظ الØديث الآن عن بعض الابتكارات والإبداعات التي أعدها الشهيد "Øازم" لمواجهة العدو الصهيوني. واعتبر "أبو عبد الله" سقوط الشهيد وعائلته ÙÙŠ Øادث الØريق المؤلم خسارة كبيرة لسرايا القدس ولكل Ùلسطين نظراً لكونه يمثل "أيقونة" إبداع ÙÙŠ كاÙØ© المجالات.
رØيل البطل
واستيقظت غزة Ùجر يوم الخميس المواÙÙ‚ 31/1/2013 على خبر الØريق الذي أودى بØياة "الشهيد Øازم ضهير" وزوجته وأبنائه الأربعة جميعاً جراء إشعال شمعة لتضيء عتمة ظلم وقع على شعبنا المØاصر.
لربما تعجز الكلمات عن وص٠أبو Ù…Øمود ولكنها الشهادة تختار من تراه الأجدر بأن ينال هذا الوسام وهذا الشر٠الكبير.. ونØتسب عند الله المجاهد "Øازم ضهير" وعائلته شهداء عند الله، ورزق أهله الصبر والسلوان.
(المصدر: سرايا القدس، 17/2/2013)