الشهيدة جرادات.. سلبها الاحتلال فرحتها فأرعبته

الاسم: هنادي تيسير جرادات
العمر: 28 عاماً
المدينة: جنين
العمل: محامية
تاريخ الاستشهاد: 4/10/2003م
نوع العملية: تفجير نفسها في حيفا
الحصيلة: 22 قتيل وعشرات الجرحى

نقف كثيراً عند نتذكر سيرة الشهيدة المحامية ابنه سرايا القدس "هنادي تيسير جرادات" تلك الفتاة التي عاشت بين أهلها وشعرت بحس المسئولية تجاه أهلها ووطنها، لتضرب العدو وتصيبه في مقتل رغم حياة البساطة وحب العمل والجهاد التي طوال مشوار حياتها، فكان لاستشهاد شقيقها "فادي" الدافع الأكبر لتبنيها نهج الجهاد والاستشهاد.
والدة هنادي "أم فادي" وصفت علاقتها مع إخوتها بالجيدة فكانت تعاملهم بمنطق الفتاة الأم والمعلمة ولا ترفض أي طلب لأحد منهم مهما كان صعوبته ومهما كلفها ذلك من عمل ومشقة.
وقالت الوالدة: "رغم الحالة المادية الصعبة للعائلة إلا أنها تابعت دراستها وتخرجت من جامعة جرش بالأردن من كليه الحقوق، وكانت تعمل بين الفينة والأخرى في مهنة المحاماة لتصرف على عائلتها المكونة من تسعة أفراد"، مبينه أنها كانت مثالا للفتاة القنوعة التي لا تعرف الطمع أو الجشع طريقاً.

الاحتلال سلب فرحتها 
وتابعت "أم فادي" كانت تجهز أخاها من أجل إكمال فرحته، الذي كان على موعد مع الزواج بعد أشهر قليلة وتحملت المسئولية الكاملة لتجهيزه، ولكن قوات الاحتلال سلبتها فرحتها عندما قامت باغتيال شقيقها "فادي" وأحد أقربائه عندما كانا يجلسان على باب منزلهم"، لافتا إلى أن وقت استشهاد "فادي" كان والدها يقوم برحلة علاجية في الأردن.
أوضحت أنه بعد استشهاد شقيقها التزمت هنادي البيت وقامت بصيام شهرين متتاليين، كونها شعرت بحس المسئولية الدائم باعتبارها أكبر إخوتها وعملت على مواساة أهلها بعد فراق أخيها وتقول لوالدتها دائما" الحياة بدها تمشي واحنا بدنا نعيشها سواء راح فادي أو ظل".
وبينت أم فادي بأن هنادي في صباح يوم العملية كانت الابتسامة لا تفارق وجهها فقالت لوالدها مازحة "بدي أجوزك أنت بدك تدلل على" وكانت حينها صائمة، مضيفة" أنه بعد مرور ساعات قليلة لمغادرتها المنزل سمعنا عن عملية في حيفا فقمنا بالاتصال على "هنادي" لتغادر عملها فما كان الرد إلا أن الهاتف مغلق وبعد ساعة فوجئنا بوصول وسائل الإعلام للمنزل لتبلغنا أنها منفذة العملية.

الشعور بالتقصير
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان يقول عن هنادي "لقد انتصرت للمقدسات وحاولت أن ترد كيد هذا المحتل، ودمائها الذكية تشعرنا في هذه الأيام بمدى التقصير الذي وصلنا إليه فهي كانت ولا زالت تضئ لنا طريق الحرية، فلقد كانت مثالا للفتاة المجاهدة الصالحة".
ويضيف عدنان "إننا أحوج إلى أن نكون متوحدين في هذه الأيام، وليس أن تقوم السلطة في الذكري العاشرة لاستشهاد هنادي بحملة مداهمات وتفتيش لمدينة جنين، مشدداً على ضرورة الوحدة في هذا الوقت لان من يعتقد بأن سياسة العصي سوف تهدأ المنطقة فهذا غير واقعي".

بكافة وسائل المقاومة
وأكد على ضرورة مواجهه المحتل الذي يعتقل في جنين ويتحرك مسكوناً برعبها، بكافة وسائل المقاومة وأساليبها المتاحة، لأن مشروع التسوية هو مشروع فاشل والسير فيه مجرد تضييع وقت على حساب الكرامة والأرض.
يذكر أن الاستشهادية جرادات ابنه سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد نفذت عملية استشهادية في مدينة حيفا المحتلة عام 2004، وأدت إلى مقتل 22 صهيونياً وأصابت خمسين آخرين بجروح مختلفة.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 7/10/2013)