التعليم الجامعي داخل الأسر

عمل الأسير الفلسطيني على التأقلم مع كل الظروف والتغلب على سطوة الجلاد وقسوة السجان وسخر الأسير كل الإمكانات رغم ندرتها ليتيح لنفسه حياة كريمة منذ بداية الاعتقال، وكان التعليم أحد أهم أهداف الأسرى.
انتسب عدد كبير من الأسرى للجامعات العبرية وحصلوا على شهادات عليا ولكن كان دائما النظر يتجه نحو الجامعات العربية والفلسطينية بالذات وبالفعل حصل لهم ما أرادوا.

يقول الأسير الباحث ثامر سباعنة في هذا السياق:
"الأسير الفلسطيني يخوض معركة في مواجهة متواصلة ومستمرة مع المحتل وكان التعليم أحد أهم جولات هذه المعارك ولا ننكر الفضل الكبير للأسير محمد صبحة الذي قدم دراسته كاملة حول الموضوع حتى تم اعتماده والبدء فيه".
استطاع الأسرى بعد إضراب الكرامة شهر إبريل 2012، أن يحصلوا على موافقة باعتماد جامعة الأقصى في غزة ليكون لها فروع في سجون الاحتلال، بحيث تجرى محاضرات ومساقات جامعية بالإضافة إلى إجراء امتحانات رسمية للطلاب الأسرى ويتم رفع علامات الطلاب من خلال المحامين ووسائل التواصل المختلفة ليتم اعتمادها في الجامعة.

يقول الأسير مهند الشيخ وهو محاضر في الجامعة:
"بدأ العمل في هذه الجامعة حيث قمنا بإعداد قوائم للطلاب الراغبين بالدراسة وقد وصل عدد الطلاب الأسرى في سجن شطة إلى 25 طالباً، كما اعددنا قوائم تضم الأسرى القادرين على إعطاء محاضرات وتعليم الطلاب وبعد ذلك عملنا على إدخال الكتب وكل منهاج مطلوب بالإضافة إلى جدول الاختبارات".
كما أضاف الأسير أحمد أبو خضر والذي يعتبر أحد القائمين على مشروع الجامعة، "كانت البداية صعبة جداً، حتى أنها كانت حلم للكثيرين، ولكن أتوقع أن نحققه بهذا الشكل وهذا النجاح، وخلال أشهر قليلة انتصرنا على جبروت وظلم السجن والسجان".

المحاضر الأسير قتيبة مسلم علّق على الموضوع قائلاً:
"حالياً نقوم بإعطاء الطلبة الأسرى بكالوريس في التاريخ بواقع 135 ساعة معتمدة بالإضافة إلى دبلوم خدمة اجتماعية ودبلوم إعداد دعاة، وتمكنا من إدخال بعد رحلة معاناة صعبة".
أحد الطلاب الأسرى وهو الأسير رامي نور، أحد المستفيدين من مشروع الجامعة يقول: "تغيرت حياتي في السجن عندما انتسبت للجامعة وبدأت بأخذ المحاضرات، وتم كسر الروتين اليومي، كما وجدت أنني أحقق ذاتي وأستفيد من وجودي، كما أفكر في مواصلة التعليم للحصول على شهادات عليا إن شاء الله".
رغم كل العراقيل من قبل إدارة السجون إلا أن مشروع الدراسة الجامعية أحد أهم وأعظم الانتصارات لأنه إصرار على الاستمرارية والعطاء رغم القيود.

(المصدر: أسرى فلسطين، 20/10/2013)