معتز عبيدو..حكاية أسير "إعاقته" أرحم من قيود حَوَلت حياته لجحيم

في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بيوم "ذوي الاحتياجات الخاصة"، للمطالبة بحقوقهم، والتسليط على قضاياهم، فهناك أشخاص "الإعاقة" لديهم "أرحم" بكثير من القيد الذي يوصد أيديهم ويحول حياتهم لجحيم لا يطاق، وبحاجة فقط لمعرفة تفاصيل حياتهم المؤلمة.
فالأسير معتز محمد فرج عبيدو البالغ من العمر (34 عاماً) من مدينة الخليل بالضفة المحتلة، والمعاق حركياً، لم تشفع له إعاقته أمام جبروت الاحتلال "الصهيوني" الذي يصر على استمرار اعتقاله رغم وضعه الصحي المتردي.
عبيدو اعتقل في الحادي عشر من شهر أبريل 2013، ويعاني شللاً في قدمه اليسرى، ومشكلة في يده جراء تعرضه لإطلاق نار جنود الاحتلال خلال اعتقاله حيث أجريت له عدة عمليات جراحية، فيما تمزقت أمعائه، بسبب إصابته بعيار ناري من النوع المتفجر (دمدم) أطلقه عليه جنود الاحتلال أثناء اعتقال سابق له عام 2011.
وأوضح والد معتز خلال حديث مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نجله يعاني من الموت البطئ ولا يُعطَ له العلاج المناسب، حيث تتهمه "دولة العدو" بخطف جندي، وتحاول بكل الطرق أن تدمر معنوياته من خلال أطباء السجن "الصهاينة" حيث يؤكدون له أن لا علاج مناسب له.
وذكر عبيدو، أنه ووالدة الأسير معتز وزوجته ممنوعين من زيارة الأسير بما يعرف "المنع الأمني"، فيما يُسمح فقط لزوجة والده بزيارته والاطمئنان، مضيفاً أنه تمكن من رؤيه نجله خلال جلسة محكمة له في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، حيث تم تأجيل المحاكمة للرابع عشر من شهر يناير المقبل.
وعن تلك اللحظات يقول عبيدو:" رأيته وقد ظهر المرض عليه ولم أتمالك نفسي عند رؤيته فوضعه الصحي متردي وصعب، وقد دمر السجانون معنوياته النفسية".
ويقبع في سجون الاحتلال العشرات من الأسرى المرضى الذين يعانون أوضاعاً صحية صعبة، فيما تتمادى "دولة العدو" في ممارسة بطشها وإجرامها ضدهم حيث تمنع عنهم الدواء، وقد استشهد أربعة أسرى مرضى منذ بداية العام الحالي في سجون الاحتلال.
وطالب والد عبيدو، المؤسسات الحقوقية والإنسانية وكافة أبناء الشعب الفلسطيني والقادة والمسؤولين للوقوف بجانب الأسرى المرضى والعمل على الإفراج عنهم بأي طريقة، حتى لا يلاقوا مصير الشهداء الأسرى.
وأعرب عبيدو، عن حزنه البالغ على حياة ابنه التي يهددها المرض والموت في أي وقت في حال استمرت "دولة العدو" في اعتقالها له ولكافة الأسرى المرضى.
وكان نادي الأسير، قد حذر من خطورة حالة الأسير عبيدو، حيث يُعاني من شلل جراء إطلاق النار عليه من مسافة خمسة أمتار أثناء محاولة اعتقاله من بيته Ùˆ أطلق عليه رصاصة دمدم تفجرت بمنطقة الحوض Ùˆ البطن. وفي الاعتقال الأخير بتاريخ 11/4/2013Ù…  تم إصابته  في يده اليمنى بعد أن قامت سلطات الاحتلال بإطلاق النار عليه بشكل مباشر.
ويصف نادي الأسير الحالة الصحية للأسير على النحو التالي، القدم اليسرى مشلولة، القدم اليمنى ضعيفة و في تدهور مستمر، الإخراج عن طريق كيس موجود في البطن، التبول عن طريق كيس في العضو التناسلي، مصاب بيده اليمنى ومعرضة للشلل، حرقت قدمه اليسرى دون أن يشعر بها قبل أشهر.
وقال نادي الأسير أنه Ùˆ حسب  تقارير الأطباء فإنه بحاجة إلى ثلاث عمليات أو أكثر من أجل التخلص من الأكياس الخاصة بالإخراج والتبول ومن أجل توقف تدهور قدمه اليمنى ومحاولة زرع أعصاب في قدمه اليسرى وبحاجة إلى عملية جراحية في اليد.

(المصدر: فلسطين اليوم، 03/12/2013)