مؤسسة مهجة القدس ©
الاستشهادي الثاني المصري: سيد عبود Øسنين
سيرة الشهيد
الشهيد سيد عبود Øسين، ابن أسرة بسيطة مكاÙØØ©ØŒ مكونة من والده التاجر (السريØ)ØŒ الذي يق٠ÙÙŠ ميدان العتبة يبيع الملابس الجاهزة، ووالدته وشقيقه أيمن، الطالب ÙÙŠ المعهد الÙني التجاري ÙÙŠ الزقازيق، وشقيقته إيمان، الØاصلة على بكالوريوس المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، ودخل الأسرة يكÙيها بالكاد، وتسكن ÙÙŠ ØÙŠ شعبي مزدØÙ…ØŒ ÙˆÙÙŠ بيت متواضع، وتستأجر شقة صغيرة لا تزيد مساØتها على 40 متراً مربعاً، لا تملك إلا الأثاث الضروري، لكنها تملك ما هو أغلى من كل شيء: "الشر٠والكرامة وعزة النÙس"ØŒ وتØب الوطن وأمتها الإسلامية.
وجعلت هذه الهمجية، والبربرية الصهيونية (سيد عبود)ØŒ الذي كان يراها على شاشة التلÙزيون، يتمنى أن يكون مجاهداً بين صÙو٠الÙلسطينيين، وأن يسهم ÙÙŠ كسر هذا الصل٠الصهيوني، ولم يكن هذا ما ÙŠÙكر Ùيه سيد، ÙˆØده، بل كان يشاركه ÙÙŠ هذا التÙكير آلا٠الشباب المصريين، وكبار السن أيضاً.
كان سيد عبود، يبيع الملابس الجاهزة ÙÙŠ ميدان العتبة، عندما التقى بعض الشباب، الذين يودون الجهاد والاستشهاد مثله، والتقت إرادتهم، وتمكنوا من التغلب على كل العقبات، واخترقوا الØدود، ووصلوا إلى قطاع غزة، وانضموا إلى (سرايا القدس) وكان من بينهم (سيد عبود)ØŒ الذي ترك أهله وبلده منذ شهر نوÙمبر سنة 2000Ù…ØŒ ليبدأ مشوار البطولة والجهاد، الذي انتهى باستشهاده ÙÙŠ أول أيام رمضان الماضي.
يقع المنزل رقم (6) منزل العائلة، ÙÙŠ شارع السند، ÙÙŠ أرض نوبار ÙÙŠ شبرا الخيمة. وأهل المنطقة كلهم Ùخورون بما Ùعله (ابن الØنة) وما أن يسأل المرء Øتى يسمع الإجابة على ألسنة الجميع (نعم نعرÙه، إنه الشهيد عبود، الذي رÙع رأس مصر وشبرا وأرض نوبار). وسرنا إلى منزله ÙÙŠ شبه زÙØ© جماعية من شباب المنطقة Øتى وصلنا إلى داره.
ÙÙŠ بيت الشهيد
وصلنا إلى الشقة المتواضعة، ÙÙŠ الطابق الخامس والمكونة من غرÙتين، واستقبلنا بترØاب ÙˆØÙاوة، وتناولنا معهم الشاي، الذي أصروا على أن نشربه قبل الØديث، وقالت والدته إنها ترتدي الثياب السوداء، ليس Øزناً على ابنها الشهيد، لكن لأنها تعودت على هذه الثياب، مثل غيرها من نساء الأØياء الشعبية المتواضعة، وكانت تجلس بجوار شريك Øياتها على السرير، الموجود ÙÙŠ غرÙØ© النوم.
وقالت عن اليوم الأخير الذي رأت Ùيه الشهيد ابنها: "لن أنسى هذا اليوم أبداً، Ùقد استيقظ يومها، كالعادة مبكراً، وخرج ليØضر لنا الÙول Øتى Ù†Ùطر جميعاً، وكان يصر على أن يشتريه بنÙسه، رغم أنه كان يعود ÙÙŠ ساعة متأخرة من الليل، بعد عناء عمل طويل، يقضيه واقÙاً على قدميه ÙÙŠ بيع القماش ÙÙŠ العتبة.
لم يكن ÙÙŠ ذلك اليوم ضاØكاً كعادته، Ùقد كان دائم الضØÙƒ والهزار معنا جميعاً، كان صامتاً، وكأنه يخÙÙŠ شيئاً عنا، وتناول طعام الإÙطار وشرب الشاي، وطلب من والده مبلغاً من المال، Øتى يشتري به قماشاً ليبيعه، ثم ارتدى ثيابه، وقبل أن يخرج قبل يدي، وطلب مني أن أدعو له، واØتضن شقيقه أيمن وشقيقته إيمان، ثم خرج متوكلاً على الله".
وتسيل دموع والدة الشهيد، ويØتبس صوتها، ÙØªÙ…Ø³Ø Ø¯Ù…ÙˆØ¹Ù‡Ø§ بمنديل من القماش الأبيض، وتكمل قائلة: "ÙÙŠ ذلك اليوم، كان قلبي مشغولاً عليه، ولم أكن أعر٠سبباً لذلك. ومرت الأيام بعد ذلك، ثقيلة صعبة، إلى أن علمنا أنه ذهب إلى Ùلسطين ÙØ§Ø³ØªØ±Ø§Ø Ù‚Ù„Ø¨ÙŠØŒ ÙˆØمدت الله على أن ابني لم يمت أو يلØÙ‚ به مكروه، وأنه بطل، ذهب ليساعد إخوتنا ÙÙŠ Ùلسطين، وكنت أدعو له، ولغيره، من شبان Ùلسطين، بأن يرعاهم الله ويكلل ÙƒÙاØهم وجهادهم، Øتى جاء خبر استشهاده". وتتوق٠عن الØديث وتزغرد زغرودة اÙتخار واعتزاز Ùهي (أم البطل الشهيد) Ùلماذا لا تزغرد؟.
مشوار البطولة
وقال والده: "تأخر سيد ولم ÙŠØضر ÙÙŠ الموعد، الذي تعود أن ÙŠØضر Ùيه، Ùذهبت إلى بعض زملائه، الذين يقÙون معه ÙÙŠ ميدان العتبة، Ùقالوا إنهم لم يشاهدوه، وكان ذلك يوم السبت المواÙÙ‚ 24 نوÙمبر سنة 2000. وذهبت إلى المØÙ„ الذي كنا نشتري منه الملابس الجاهزة، لأنه كان قد أخذ مني 450 جنيهاً لشراء الملابس، Ùقالوا إنه لم ÙŠØضر إليهم، وعدت إلى البيت وقضينا ليلة، يعلم الله أنها كانت طويلة وقاسية، Ùهو الذي كان يساعدني على بيع القماش، ÙˆØÙ„ Ù…Øلي عندما مرضت، أي أنه كان عائلنا الوØيد.وجاء الصباØØŒ Ùتوجهت إلى لموسكي للسؤال عنه، ولم يدلني Ø£Øد على مكانه، Ùذهبت إلى قسم الشرطة، معتقداً أن البلدية أمسكت به أثناء بيعه الملابس، Ùلم أجده هناك، وتوجهت إلى مستشÙÙ‰ سيد جلال، لعله يكون قد أصيب ÙÙŠ Øادث، Ùلم أجده أيضاً، ÙØررت ÙÙŠ القسم Ù…Øضراً عن غيابه، وسلمت أمري أنا والعائلة إلى الله سبØانه وتعالى. وكنا ندعو الله ÙÙŠ كل وقت أن يعود إلينا، أو أن نعر٠أين هو؟". يضي٠والد الشهيد، البالغ من العمر 55 سنة: "بعد مرور 20 يوماً، تم استدعائي إلى مبنى أمن الدولة، وسألوني عن ظرو٠تغيبه، وهل كان متديناً أم لا؟ وهل كانت له علاقات بأي Ùرد من Ø£Ùراد الجماعات الإسلامية، أو غيرها؟ Ùقلت لهم إنه لا يهتم بالسياسة، وليس متديناً إلى الدرجة، التي تجعل له علاقات بهذه الجماعات، وكل ما ÙÙŠ الأمر أنه مثل أي مصري، يتابع الأخبار ÙÙŠ التلÙزيون، وبخاصة ما يتعرض له شعب Ùلسطين من ظلم واضطهاد. وقبل أن يمضي أسبوع، طلبوني مرة أخرى وأخبروني أن ابني تمكن من دخول Ùلسطين، Ùاطمأن قلبي، وعدت متهلل الوجه ÙرØاً، أبشر والدته وشقيقه وأخته. وكان الجميع ÙرØين بأنه على قيد الØياة، ومن يومها بدأنا نتابع أخبار Ùلسطين بشوق ولهÙØ© أكثر، Ùهناك Ùلذة كبدنا بينهم، ولم يتصل بنا سيد، طوال Ùترة غيابه، وكنا كلما سمعنا عن عملية استشهادية، نتوقع أن يكون سيد Ø£Øد الشهداء، أو الأبطال الذين Ù†Ùذوها، رغم أنه لم يخبرنا أنه بين صÙو٠المقاومة".
معنى هذا أنكم كنتم تتوقعون أن يكون شهيداً؟
"نعم بكل تأكيد" يقول الأب والأم معاً.
وكي٠تلقيتم هذا الخبر؟
تقول والدته: "طبعاً، ÙÙŠ البداية، بكيت وتأثرت جداً، Ùهم ابني الكبير، وسند العلية، ولم أره منذ عامين، لكن بعد أن Ø£Ùقت من الصدمة، Øمدت الله على أنه مات شهيداً، وأنه مات بطلاً، ولم يذهب دمه هباء، Ùقد قتل ÙˆØ¬Ø±Ø Ø¹Ø¯Ø¯Ø§Ù‹ من الجنود الصهيونيين، الذين يقتلون الأطÙال والنساء، ÙÙŠ كل مكان ÙÙŠ Ùلسطين، وساعتها أطلقت الزغاريد أنا والجيران بدلا من Ø§Ù„Ù†ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹ÙˆÙŠÙ„. وأنا Ùخورة به جداً، ونØÙ† جميعاً Ùداء للعروبة والإسلام. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تتØرر Ùلسطين، وسو٠يكون هذا اليوم قريباً بإذن الله، Ùدماء الشهداء هي التي تروي شجرة الØرية".
ويقول والد الشهيد: "كلنا مع إخواننا ÙÙŠ Ùلسطين، دمنا معهم وقلوبنا معهم، ولكن لي رجاء إلى المسئولين عن المقاومة الÙلسطينية، وهو: إذا كان ابني الشهيد سيد عبود، قد سجل شريط Ùيديو قبل العملية الإستشهادية، أن Ù†Øصل على نسخة منه، Øتى Ù†Ùتخر به ونريه كل الناس، علامة بطولة وجهاد لهذا الشاب المصري، الذي ضØÙ‰ بروØÙ‡ من أجل Ùلسطين ÙˆØتى أشاهد وأرى وأسمع، ما قاله ابني قبل استشهاده، وأعمل على تنÙيذ وصيته"ØŒ رØÙ… الله الشهيد واسكنه ÙØ³ÙŠØ Ø¬Ù†Ø§ØªÙ‡ وألØقنا به عن قريب شهداء مقبلين غير مدبرين بعد إن نقتل من أعداء الله اليهود اللهم أمين...
(المصدر:شبكة أنا المسلم للØوار الإسلامي)