شهادات الأسرى العلمية من خلف القضبان تجعل لحياتهم قيمة

من إنجازات الأسرى في إضراب عام 1990 والذي استمر لمدة أسبوعين، السماح لهم بالالتحاق بالجامعة العبرية لنيل اللقب الجامعي، وقبل عدة سنوات أوقفت إدارة السجون عملية التعليم الأكاديمي للأسرى الفلسطينيين، بينما المعتقلون الجنائيون يسمح لهم بمواصلة تعليمهم الجامعي حسب قوانين السجون.
وعن موضوع التعليم قال الأسير المحرر جمال أبو محسن من طوباس شمال الضفة الغربية: "عندما وجدت نفسي خلف القضبان كان أمامي خياران، أن أجعل لحياتي قيمة، أو أن أضيع عمري وعقلي خلف القضبان".
وكان أبو محسن قد اتهم بقتل المستوطن "شلوموا يحيى" في مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية في العام1991 ، وكان الطالب الأول، ويبدأ مرحلة جديدة من حياته وهو يحمل شهادتين حصل عليهما في السجن".
الأسير أبو محسن تعلم في السجن الاقتصاد واللغات، وقد أنهى الدرجة الأولى في العلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس بنظام التعليم عن بعد، ومن ثم حصل على شهادة الماجستير من جامعة القدس الفلسطينية.
وعن التعليم في الجامعة العبرية قال: "تعلمت عن الحركة الصهيونية من وجهة نظر صهيونية، ولم يكن هناك أي تمييز ضدنا كطلبة، أثناء الدراسة كتبت أبحاثا انتقدت فيها الحركة الصهيونية، وقبلوا ما كتبت، أردت فهم كل شيء، وأن أجعل لحياتي معنى، وإلا لقتلت روحي داخل السجن".
وتحدث النائب د. ناصر عبد الجواد، وهو أول فلسطيني يحصل على شهادة الدكتوراة داخل السجن، حيث قال: "لم تمنعني جدران السجن وقضبانه من الحصول على درجة الدكتوراة في الفقه الإسلامي، وكانت رسالة الدكتوراة عن أحكام الأسير في الإسلام، ورغم صعوبة الوضع داخل السجون، إلا أنني استطعت انتزاع حقي في التعليم رغم أنف مصلحة السجون وقراراتها، ولم يمنعني الحكم الجائر عليّ بالسجن الفعلي 12 عاما، من الحصول على شهادة الدكتوراة، وكتبت جميع صفحاتها بين جدران السجن ولم استعن بجهاز حاسوب، وكانت مكتبات السجن الغنية بالمراجع ملاذي الوحيد، والاتصالات التي كانت متوفرة".
ويضيف عبد الجواد: "الأسير الفلسطيني وخصوصا أصحاب الأحكام العالية لديهم معنويات عالية، ويتطلعون للحياة وتقديم رسالة لمجتمعهم رغم أن عدد سنوات الحكم تصل عدة آلاف من السنين، ومع ذلك يضعون هذه الأحكام وراء ظهورهم، وهذا ما دفع إدارة السجون إلى وقف قرار السماح لهم، لأنهم وجدوا الأسرى أصحاب رسالة رغم السجن"، مؤكدًا أن "نظرة الصهاينة للأسرى عنصرية، ويتمنون لهم الموت الروحي وتبقى أجسادهم بلا روح تقاوم إجراءاتهم".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 30/1/2014)