الأسير عائد مرقة... أصيب بتضخم في الكبد وضعف نصف بصره في أيامه الأولى في التحقيق

يولد الأسر في غالبه معاناة كثيرة لكل فلسطيني يتعرض له، لكن المعاناة تكون واحدة ومشتركة ألا وهي فقدان الحرية والحرمان من الأهل والأحباب وقيود أخرى داخلية تشنها إدارة السجون الصهيونية ضدهم، لكن أخطر ما يحدث في السجون هو أن يدخل الأسير سليماً معافىً من الآلام والأوجاع ليتعرض وبعد الفترة الأولى من الأسر (التحقيق) للإصابة بأمراض تعم آثارها سائر جسده وحركته.
ومن تلك الحالات التي أصابها المرض أثناء التحقيق، الأسير عائد أسعد فخري مرقة من مدينة الخليل، وهو من مواليد: 9/1/1966، وأب لثلاثة أبناء، حيث أصيب عائد بعدة أمراض نتيجة ضراوة التحقيق الذي يمارسه الاحتلال في سجونه.
تقول (أم شادي) زوجة الأسير عائد مرقة لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان:" علمنا وبعد اعتقال زوجي بثلاثة أشهر إنه يعاني من قصور وتضخم في الكبد ومن تجمع الماء في قدميه، وفقدان الرؤية بوضوح في عينه اليسرى، وكل ذلك أصيب به نتيجة التعذيب، مؤكدة إن زوجها لم يكن يعاني من أي من تلك الأمراض قبل اعتقاله.
وتشير أم شادي التي يعتقل الاحتلال زوجها لأول مرة منذ زواجهم منذ 18 عاماً قائلة:" في الليلة التي اعتقل فيها زوجي كنا والأبناء جالسين وكان ابني البكر شادي مريض، حتى فوجئنا بطرقات جنود الاحتلال على باب المنزل وعندما دخل الجنود كانوا في وضع الاستنفار والغضب الشديد وقاموا بتفيش المنزل ودبوا الرعب بين الأبناء الذين عايشوا واقع ولحظات اعتقال والدهم من بينهم بألم كبير.
وتضيف أم شادي، إلى إن الاحتلال لا يمارس إجرامه على البشر فقط، فقد قام جنود الاحتلال في ليلة اعتقال زوجها بتاريخ: 11/5/2013 بسرقة جهازي حاسوب من منزلهم وجهاز هاتف، كما سرقوا سيارة زوجها ولم يعيدوها، مستنكرة ما قاموا به حيث إنه لا يتلاءم مع أي حقوق، وإنه انتهاك صارخ لأملاك الناس وخصوصياتهم.
الأسير مرقة أمضى في أقبية التحقيق في سجن عسقلان وكما أكدت زوجته 40 ليلة، ومن ثم حول لسجن عوفر الذي لم يستقر فيه فترة طويلة، ثم نقل مرة أخرى لسجن إيشل الذي لا يزال فيه حتى الآن.
وتقول عائلة مرقة لأحرار، وبعد أن تمكنت من زيارته في سجنه إنه فقد الكثير من وزنه وإنه يعاني جراء الأمراض التي أصيب بها خلال التحقيق، منوهة إلى إنه لم يعرض على طبيب أو ينقل إلى مشفى للعلاج منذ اعتقاله.
ويوجه الاحتلال الصهيوني للأسير عائد مرقة ووفق ما يقول محاموه، تهماً عديدة أبرزها إطلاق النار ضد جنود صهيونيين، إلا إن المحكمة العسكرية الصهيونية لم تنطق بالحكم عليه حتى الآن.
أما أبناء الأسير مرقة: ( شادي وبشار وشقيقتهم شذى) لا يستطيعون نسيان حتى أدق التفاصيل في تلك الليلة التي اعتقل فيها والدهم، حتى إنهم لا زالوا وكما أكدت والدتهم يشعرون بصدمة الاعتقال التي جرت من أمامهم.
وتبدي عائلة الأسير عائد مرقة قلقاً كبيراً على أسيرها الذي دخل الأسر لا يعاني من أي مرض، وها هو الآن يعاني أكثر من مرض ولم يمضي على اعتقاله سوى أقل من عام.

(المصدر: مركز أحرار، 05/03/2014)