عائلة الأسير رداد تتألم لرسالته الأخيرة

تلقت عائلة الأسير المريض معتصم رداد من قرية صيدا شمال مدينة طولكرم رسالته الأخيرة عبر المحامي  الذي زاره بسجن هداريم بحزن وقلق على حياته، حيث قال" إن مت فسأموت وأنا مرتاح النفس والبال وبعزة وكرامة".
وتقول والدته المكلومة: "ابني يعاني من مرض في أمعائه ونزيف دائم والأطباء أقروا أنه من أصعب الحالات المرضية، ووضعه الصحي خطير جدا، وقال للمحامي أنه سيموت وهو مرتاح البال في عزة وكرامة، وهذا الخبر نزل علينا كالصاعقة".
واستنكرت عائلة رداد من موقف مؤسسات حقوق الإنسان التي تعتني بشئون الأسرى من هذه الرسالة التي  تصدر من شخص مريض يعاني من مرض خبيث منذ فترة طويلة، ولا تحرك ساكن.
وزير الأسرى السابق وصفي قبها علق على قضية الأسرى المرضى قائلا: "الأسرى المرضى يموتون داخل السجن والأسرى المحررين يموتون في ظروف غامضة وكان أخرهم الشهيد مجدي حماد".
وأضاف: "أما الأسير معتصم رداد فالوقفات معه ومع الأسرى المرضى خجولة، فهذا الأسير يموت في اليوم ألف مرة ومصلحة السجون تتعمد إيذائه بنقله في بوسطة حديدية، إضافة إلى رفضها الإفراج عنه رغم خطورة وضعه الصحي".
وقد قال الأسير رداد، لمحامي نادي الأسير الذي قام بزيارته في سجن "هداريم" حيث يحتجز "إن مت فسأموت وأنا مرتاح النفس والبال وبعزة وكرامة" في ظل التراجع المستمر على وضعه الصحي والذي وصل ذروته خلال الثلاثة شهور الأخيرة وهو يتلقى العلاج الكيماوي كل شهر وكرتزون وعلاج آخر للقلب.
ويشار أن الأسير رداد يعاني من التهابات مزمنة وحادة في الأمعاء بما تعرف "بالكولايتس، واضطراب في دقات قلبه، وآلام في المفاصل والعظام، وضيق في التنفس.
وازدادت حدة النزيف بعد إقدام مصلحة سجون الاحتلال على نقله بواسطة عربة النقل "البوسطة" واحتجازه فيها لمدة 3 ساعات ونصف الأمر الذي أدى إلى حدوث نزيف بشكل قوي، نقل على إثرها  بنفس الليلة إلى عيادة السجن لوجود كمية كبيرة من الدماء في بطنه.
وكانت المحكمة عقدت للأسير للمطالبة بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي إلا أنه تم تأجيلها ثلاث مرات، في الوقت الذي أوصى به الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال جميع الأمعاء الغليظة ووضع كيس للبراز خارج البطن، ولكن مماطلة المحكمة وتأجيلها المتعمد للقضية دفع الأسير إلى رفض إجراء العملية.
وقبل عامين، كان أطباء من إدارة سجون الاحتلال قرروا إجراء عملية للأسير لاستئصال جزء من أمعائه لمنع انتشار الالتهاب وبالفعل نقل إلى المستشفى لإجرائها إلا أنهم في اللحظات الأخيرة قرروا عدم إجراء العملية ما أدى إلى استفحال المرض حتى أصبح بحاجة إلى استئصال جميع أمعائه وهو معتقل من عام 2006م ومحكوم بالسجن 20 عاما.

(المصدر: أحرار ولدنا، 30/03/2014)