الأسير محمد أبو طبيخ يعاني المرض والاهمال ومحروم من الزيارات

الحكم القاسي وعذابات المرض وعقاب المنع الامني، لم ينل من معنويات وعزيمة الأسير محمد صبحي محمد أبو طبيخ 34 عاما من جنين، فرغم معاناته الكبيرة سطر لوحات صمود وتحد خلف القضبان بتأدية واجبه النضالي مع إخوانه الأسرى في تحدي سياسات الاحتلال وإدارة سجونه، إضافة لتمسكه بسلاح العلم، فبعد الدبلوم يواصل دراسته وكله عزم على الحصول على شهادة البكالوريوس في التاريخ.

قائمة أمراض
في منزلها بمدينة جنين، الذي يتزين بصوره ، تعرب والدته الستينية جميلة عبد القادر عن القلق والخوف على وضعه الصحي كونه يعاني من عدة أمراض وترفض إدارة السجون علاجه، وتقول "بحمد الله أنا صابرة ومتوكلة على الله، رغم أنهم هدموا منزلنا وحرموني ابني الذي قضى حتى اليوم 12 عاما خلف القضبان، لكن ما يثير قلقي اهمال الاحتلال علاجه رغم تدهور حالته الصحية"، وتضيف "محمد يعاني من أزمة في الصدر والتهاب في القصبات الهوائية وحصوة في الكلى والتهاب في الاثنا عشر، ورغم المضاعفات والمطالبات المستمرة والشكاوي لم يتلق أي علاج وتتعمد إدارة السجون عقابه والانتقام منه بمنع الدواء عنه"، وتكمل "حتى عندما يتلقى الانسان العلاج لهذه الأمراض تبقى حياته عرضة للمخاطر، فكيف بابني المحتجز في ظروف غير إنسانية ولا يتوفر له أبسط دواء، والمؤسف أن المؤسسات التي تتباكى على حقوق الانسان تهمله وكافة المرضى، لذلك أملنا برب العالمين أن يفرج كربه لنتمكن من علاجه قبل فوات الأوان".
وبمقدر الألم والتأثر بحالة ابنها الثالث في عائلتها المكونة من 7 أنفار، فإن لسانها لا يتوقف عن الحديث بفخر واعتزاز عن حياته وبطولاته، وتقول "أحب العلم ووطنه، فنجح في الثانوية ولم يتأخر عن تأدية واجبه بالمشاركة في المسيرات والفعاليات، ثم التحق بصفوف حركة الجهاد الاسلامي"، وتضيف "كان الاحتلال له بالمرصاد فاعتقل بالمرة الأولى عام 1999 لمدة 18 شهرا، واكتسب الخبرة والتجربة خلف القضبان ولم ينل السجن والسجان من عزيمته ومعنوياته"، وتكمل "دوما سأبقى أفخر وأرفع رأسي بابني الخلوق والحافظ للقران الكريم، إضافة لما يتمتع به من وفاء وعطاء وتضحيه وحب للخير ومساعدة الناس، فقد كان شجاعا ودوما في مقدمة الصفوف في مقارعة الاحتلال وخدمة شعبه.

انتفاضة الأقصى
بعد تحرره، التحق محمد في جامعة "البولتكنيك " في الخليل، ورغم دراسته سرعان ما انخرط في صفوف انتفاضة الاقصى، فادرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين، وتقول أم محمد "بسبب دوره البارز طارده الاحتلال، وتكررت حملات الدهم والتفتيش والتهديدات بتصفيته، ورغم ذلك استمر في جهاده وشارك في مقاومة الاحتلال الذي اصابه برصاصه بيده ورغم ذلك رفض تسليم نفسه"، وتضيف "عشنا لحظات قاسية لحرماننا منه وملاحقة الاحتلال له، وكان يوم عمري الحزين عندما اعتقل في 28 / 7/ 2002، وبعد التحقيق القاسي حوكم بالسجن المؤبد مرتين اضافة الى 15 عاما ، بتهمة العضوية في قيادة سرايا القدس والوقوف خلف عدة عمليات لها".

عقوبات اخرى
بعد 3 أيام من اعتقال محمد، وفجر 31 - 7- 2002، شرد الاحتلال عائلته بعدما هدم منزلها، وتقول والدته "عندما كنا نعيش الخوف على ابني، لم يكتف الاحتلال باعتقاله فاقتحموا منزلنا وطردونا منه وخلال دقائق أصبحنا مشردين، والأشد قساوة أنه بعد كل هذه السنوات والمآسي لم نحصل على تعويض على القرار التعسفي وجريمة الهدم، وحتى يجتمع شمل عائلتنا اضطررنا لإعادة بناء المنزل على حسابنا الشخصي".
الوالدة ام محمد، لم تنل منها أو تؤثر فيها الأمراض التي تعاني منها التهابات وهشاشة عظام والام في المعدة والسكري، ولكن ما يؤلمها سحب تصريحها مؤخرا وحرمانها وزوجها المربي المتقاعد من زيارة محمد رغم الوسيلة الوحيدة التي كانت تخفف حزنها، وتقول "ألم الجسد يمكنني احتماله والصبر عليه، ولكن لم أعد قادرة على غيابه ومنعي من رؤيته، فقبل 8 شهور سحبوا تصريحي الدائم وحرموني منه"، وتضيف "المنع الأمني الكذبة التي ندفع ثمنها أنا وزوجي الذي يعاني أيضا من عدة أمراض، فأي خطر يشكله زوجي المريض على الأمن الصهيوني ليمنع من رؤية ابنه منذ عام؛ ولا ندرس متى سينتهي هذا العقاب الظالم".

التحدي بالتعليم
تعانق أم محمد صورته، وتمسح دموعها وتقول "تحدى ابني السجن والسجان بالدراسة ، فبعد حصوله على دبلوم خدمة اجتماعية من جامعة غزة ، انتسب اليها مجددا قبل 3 سنوات، ويدرس تخصص تاريخ وبقي له عام للتخرج، وأتمنى أن نحتفل بشهادته وحريته"، وتضيف "أتمنى الإفراج السريع عنه حتى نستطيع علاجه حتى لا يستفحل المرض في كافة أنحاء جسده، وطالبت كافة المؤسسات والجهات المعنية العمل الفوري على اطلاق سراحه وإدراج اسمه ضمن أي صفقات ووضعه والمرضى ضمن أولويات التفاوض"، وتابعت "أتمنى أن تتوقف رحلة ألمي على بوابات السجون، وأحتضن ابني وأزفه وأفرح به وبحريته قبل مماتي".