في رحاب الجوع المقدس، ملحمة الكرامة 2012 | للأسير المجاهد طارق سلمي أبو شلوف

سلسلة فكر وأدب السجون

الإصدار السادس : في رحاب الجوع المقدس، ملحمة الكرامة 2012

المؤلف : طارق سلمي أبو شلوف

في هذا الكتاب:

من رحم المعاناة التي هي أقرب إلى أنين الحمام، ومن خلف القضبان والأسوار يوثق الأخ الأسير تجربة بحتة تختلف عما سبق، وليست كسابقاتها لسبب جوهري كونها كتبت من قلب الألم، بل إنها كتبت نفسها وعبرت عن ذاتها بذاتها، فشتان بين من يُعَلق على مسار التاريخ وبين من يصنعه بدمه وروحه وعمره وتضحياته، فهي تجربة فريدة من نوعها على صعيد العمل التنظيمي داخل السجون، والتنسيق بين الفصائل، ودقة العمل والإعداد الصحيح لهذه المعركة مع العدو.

ورغم أن هذه التجربة قصيرة إلا أن متعة العمل الذي يعتمد على القرب من هموم الناس وملامسة طموحاتهم يُطغى عليها صبغة رائعة، وخاصة في معركة تحتاج إلى توثيق صفحات ولحظات تاريخية من تاريخ الحركة الأسيرة، حيث الإنسان الذي كان في الخارج يدافع عن أمته ثم بدا أسيرًا مكبلاً، وليس من السهل عليه أن يتحول من الحرية إلى الأسر ويتأقلم مع واقع السجن بسرعة، ولكنها الإرادة الأسطورية الفلسطينية التي يؤمن بعدالتها جميع الأسرى، وسرعان ما بدأ هؤلاء الجنرالات ومنذ دخولهم السجن بدأوا بتحديد الهدف، ووضعوا الخطط والبرامج التي تصقل الشخصية من الناحية الثقافية والسياسية والاجتماعية، فكانوا على قدر المسؤولية، فصنع الأسرى من هذا الواقع مجتمعًا متماسكًا مترابطًا له قوانينه وروابطه الخاصة به لكي تكون الصورة واضحة ومترابطة بالأفعال لا بالأقوال.

وفي هذا الكتاب يحاول الأخ الأسير أن يضع بين أيدينا جزءًا بسيطًا من هذه الحياة البعيدة عن عالمنا، والتي لها ثمن خاص بها حينما تبحث عن حقوقك، ألا وهو الجوع والعطش، وآلام الفراق عن الأحبة، والصمود والتحدي والمثابرة أمام عدو يريد النيل من الإخوة الأسرى بأي وسيلة كانت، ولكن أنَّ له ذلك فأبناء فلسطين أبناء هذه الأمة، هؤلاء الفرسان كان له بالمرصاد لأنهم يحملون رسالتنا من خلال هذا الجزء البسيط الذي عاشوه ودفعوا ثمنه من الجوع والعطش والآلام والحرمان والموت البطيء.