الأسير المجاهد نادر أبو عبيد فقد النظر بعينه وإهمال علاجه يهدد بمضاعفات خطيرة

من شدة الحزن والبكاء لغيابه وحرمانها منه وقلقها على حالته الصحية، أصبحت الوالدة أم خالد مريضة كابنها الأسير نادر نبيل عبد الله سعيد ابو عبيد (29 عاماً)، الذي فقد البصر بعينه اليمنى عقب اعتقاله جراء اهمال إدارة السجون الصهيونية علاجه، ورفضها كافة الطلبات التي قدمها نادر وعائلته لتوفير الرعاية والعلاج المطلوب له.
الوالدة الستينية أم خالد، لم تتوقف عن البكاء طوال حديثها، فالحالة الصحية التي وصل إليها ابنها نادر تقض مضاجعها حتى أصبحت كما تقول "غير قادرة على النوم وممارسة حياتي بشكل طبيعي، من شدة قلقي على حياة ابني الذي ما زال يدفع ثمن سياسة الاهمال الطبي المبرمج والمتعمد لإدارة السجون التي ما زالت ترفض عرضه على طبيب متخصص، كما منعتنا من إدخال طبيب خاص على نفقتنا لإنقاذ حياته".

بداية المعاناة
في منزلها بمدينة جنين، تتزين جدران المنزل بصور أسيرها نادر الذي دخل العام السادس في رحلة اعتقاله خلف قضبان سجون الاحتلال، وبشكل دائم لا تتوقف عن الدعاء لله ليفرج كربه ويحميه من ويلات السجن والمرض، وقالت "في عام 2003، بدأت معاناة ابني عندما ألقت قوات الاحتلال عليه قنبلة حارقة خلال اقتحامها لمدينة جنين، أدت لإصابته بحروق في أنحاء جسمه وبشكل خاص عينه اليمنى"، وأضافت "بعد الفحوصات، تبين أن شظايا القنبلة سببت حرق قرنية عينه اليمني، وبسبب خطورة وضعه عولج في المستشفيات الأردنية، وفي عام 2004 خضع لعملية جراحية استعاد بعدها البصر بشكل طبيعي".

الاعتقال وآثاره
ما زالت الوالدة أم خالد، تحتفظ بتفاصيل لحظات الرعب التي عايشتها بتاريخ 10/08/2008م؛ ،عندما اعتقلت قوات الاحتلال نجلها الجريح نادر، وتقول "بعد عودته من الأردن عاش حياته بشكل طبيعي، وفي ذلك اليوم الأسود، سمعنا عبر وسائل الاعلام عن اعتقاله عن حاجز حوارة، واقتيد لأقبية التحقيق وجراء التعذيب تدهورت حالته الصحية"، وأضافت "عندما سمعت بالنبأ، شعرت بقهر وألم وتفاقمت معاناتي عندما حوكم نادر بالسجن الفعلي لمدة 17عاماً بتهمة تفخيخ سيارة لتنفيذ عملية والانتماء لسرايا القدس".
وينحدر الأسير نادر من عائلة مناضلة، فوالده نبيل يعتبر من الرعيل الأول من جيل الثورة الذي انتمى لحركة "فتح"؛ واعتقل خلال السبعينات، ولم يسلم أحد من أسرته من الاعتقال وخاصة أعمامه عبد الفتاح أبو عبيد وبسام وكذلك إخوانه، وتقول "مشى على درب والده الذي أدى واجبه الوطني وتعرض للاعتقال، ورغم صغر سنه انخرط نادر في الانتفاضة وشارك بفعالياتها والتحق بحركة الجهاد الاسلامي"، وتضيف "استهدفه الاحتلال وشقيقه خالد الذي تعرض للاعتقال وأطلق سراحه، بينما ما زال بانتظار نادر 11 عاما خلف القضبان، ونحن فخورين بصموده وتضحياته ولا نهاب الاحتلال وسجونه، لكن قلقي على وضعه الصحي".

فقدان البصر
عندما اعتقل نادر كان يتمتع بصحة جيدة، واختفت آثار اصابته، لكن بحسب رواية والدته ظروف التحقيق والسجن أثرت عليه كثيرا. تقول "بعد عمليته الجراحية أقر لها الأطباء استخدام قطرة خاصة للعين لسنوات حتى تقييم علاجه، لكن سلطات الاحتلال منعتنا من ادخال القطرة له، واستمرت حالته بالتدهور واهمال علاجه"، وتضيف "حاولنا تزويد نادر بالقطرة عبر الصليب الأحمر ولكن الاحتلال رفض، وتدريجيا عادت اليه مشكلة عينه حتى فقد الرؤية فيها".
وناشدت المواطنة أم خالد المؤسسات الإنسانية والدولية التدخل والضغط على سلطات الاحتلال لعلاج ابنها، مؤكدة أنها لدى مراجعة الأطباء أبلغوها أن علاجه ممكن في هذه المرحلة وهناك أمل كبير باستعادة البصر، محملة سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته.