الأسير اياس الرفاعي.. شهيد مع وقف التنفيذ!

"ابني مرمي في ممر مستشفى سوروكا العسكري؛ بحجة فش وسع بالمكان!، ابني بشر يا عالم مش جماد"، بهذه الكلمات المغموسة بالحرقة بدأ والد الأسير إياس الرفاعي (32 عاماً) بالتعبير عن حالة ولده الصحية الخطيرة داخل معتقلات الاحتلال الصهيوني.

يعاني الأسير الرفاعي من قرية كفر عين شمال غرب مدينة رام الله، من وجود ورم في المعدة، والتهاب حاد في الزايدة، إلى جانب التهاب رئوي حاد، بالإضافة إلى التهابات في القولون، علماً أنه يعاني منذ مدة من آلام حادة والتهابات دون أن أدنى اهتمام من عيادة السجن أو إدارة السجون.
يذكر أن الأسير الرفاعي ولد بتاريخ 09/09/1983، وهو أعزب، وقد اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 14/08/2006، وصدر بحقه حكما بالسجن 11 عاما، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي؛ والقيام بأعمال مقاومة ضد قوات الاحتلال.
والد الأسير إياس الرفاعي، يقول: "يعاني ولدي من أمراضٍ عدة، ومن فقدان مفاجئ لوزنه بسبب حالته الصحية المتردية، حيث فقد في أقل من شهرين أكثر من ثلاثين كيلو جرام".
بالرغم من مرض إياس ونحافة جسده وإصابته بالسرطان إلا أن قوات الاحتلال تضع القيد على يديه ورجليه، وتماطل إدارة المعتقلات بإجراء عملية المنظار الضرورية للأسير منذ شهور عدة
ونُقل الأسير الرفاعي بعد إصابته بألمٍ شديد في الباطنة عام 2014 من معتقل النقب إلى حيث سجن مستشفى سوركا العسكري، وبعدها حيث "مسلخ" الرملة ومكث فيها 40 يوماً دون أدنى عناية تذكر "أشبعوه مسكنات لا تغني ولا تسمن من جوع".
وبعد تأزم وضعه الصحي بسبب اللامبالاة من المحتل الصهيوني نُقل في تاريخ 31/3/2015 إلى مشفى سوركا ومكث فيه خمسة ايام، ومن بعدها إلى سجن أيشل وبعدها إلى غرفة العمليات المركزة في مستشفى سوركا.
ويوضح والده بحرقة :"مصلحة السجون ترتكب جريمة بحق ابني اياس"، معرباً في الوقت ذاته عن خشيته من أن يكون ولده "الشهيد القادم".
وعلى الرغم من مرض إياس ونحافة جسده وإصابته بالسرطان إلا أن قوات الاحتلال تضع القيد على يديه ورجليه، كما وتماطل إدارة المعتقلات بإجراء عملية المنظار الضرورية للأسير منذ شهور عدة.
ومن ابرز ما يعانيه إياس الحالة النفسية الصعبة جراء التنقلات بين المعتقلات على وقع أمراضه المتزايدة.
ويقترح والد إياس أن يُشرفَ طبيب مستقل على حالة ولده برعاية الصليب الأحمر، أو أن ترفع الرقابة السرية والعسكرية عن الأمراض التي تنهش جسد اياس.
كما وناشد والده الصليب الأحمر بتاريخ 13/مايو بضرورة زيارة ولده داخل المعتقلات والإطلاع على أوضاعه الصحية إلا أن الصليب لم يلقِ بالاً لتلك المناشدة؛ على حد قول والده.
وحول زيارة العائلة لابنها إياس أشار والده أن "العائلة لا تزوره إلا مرة يتيمة في الشهر ولأشخاص محددين، على الرغم من حاجته وحاجتهم لزيارته في ظل أوضاعه الصحية الصعبة والخطيرة".

قراقع: الموت "يحلق فوق رؤوس" اسرى مرضى في سجون الاحتلال
وتحنُ عائلته لجلسات السمر إلى جانبه، وان يكحلوا عيونهم برؤيته كيف لا وهو "المفعم بالنشاط والحركة وصاحب الابتسامة السحرية المعروف بها".
كما وناشد والده عبر الوكالة المسؤولين في المؤسسات الوطنية الخاصة بالأسرى بضرورة "اعتبار اياس ابنهم وان يقفوا عند مسؤولياتهم القانونية والإدارية".
وفي هذا السياق؛ حذر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى من الوضع الصحي الخطير للأسيرين اياس الرفاعي ويسري المصري اللذان يقبعان في مستشفى سوروكا  Ø­ÙŠØ« ينتشر مرض السرطان في كافة أنحاء أجسامهما وأصبح وضعهما الصحي خطير جدا وحياتهما مهددة بالموت.
واعتبر قراقع ان الموت "يحلق فوق رؤوس" اسرى مرضى في سجون الاحتلال محملا حكومة الاحتلال وأطبائها المسؤولية عن حياتهم، مطالبا بالضغط للافراج الفوري عن الاسرى المرضى من ذوي الحالات الصعبة.

من جهتها؛ ناشدت مؤسسة مهجة القدس المؤسسات الحقوقية والإنسانية والجمعيات التي تعنى بشئون الأسرى وهيئة شئون الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة تكثيف جهودهم من أجل إنقاذ حياة الأسرى المرضى، وتمكينهم من حقوقهم المشروعة في العلاج والحرية والكرامة الإنسانية؛ وخاصة ذوي الحالات الصعبة وهم الأسير معتصم رداد، ويسري المصري، وإياد أبو ناصر، وإياس الرفاعي وباقي الأسرى المرضى في سجون الاحتلال "الصهيوني".

المصدر: وكالة فلسطين اليوم