مؤسسة مهجة القدس ©
الاستشهادي مؤمن الملÙÙˆØ: ذكريات خالدة وبطولات Øاضرة
"لا يوجد شيء أصعب على الأم من اØتجاز جثمان Ùلذة كبدها ÙˆØرمانها إلقاء نظرة الوداع عليه، ومنذ سنوات لم يغمض لي جÙÙ† وأنا انتظر جثمانه لدÙنه ولتقر عيني برؤية قبره كما كل الشهداء" بتلك الكلمات المÙعمة بكل ألوان وأشكال الألم بدأت والدة الشهيدين مؤمن ورائد ناÙØ° الملÙÙˆØ (19عاما)Øديثها عن Øياة نجلها مؤمن الذي Ù†ÙØ° عملية Ùدائية ضد قوات الاØتلال Ùيما كان يعر٠بمستوطنة دوغيت، عام 2004ØŒ ولا يزال الاØتلال Øتى يومنا هذا يرÙض الإÙراج عن جثته.
أين يدÙنه الاØتلال؟
تقول أم رائد: ÙÙŠ الØرب الأخيرة على غزة رأيت ابني رائد وهو يرتقي شهيدا، ولكن الØزن والألم الذي يعتصرني على مؤمن شيء لا أستطيع وصÙه، Ùكثيراً ما يدور ÙÙŠ ذهني تساؤلاً لا أجد له إجابة، هل هو مدÙون تØت الرمال ÙÙŠ مقابر الأرقام، أم Ù…Øجوزاً جثمانه ÙÙŠ ثلاجة، أو متروكاً ÙÙŠ العراء..؟؟!!".
وتضي٠الأم الثكلى: "لقد استشهد نجلي مؤمن ورÙيقه الشهيد Øسني الهسي ÙÙŠ معركة بطولية سطرا Ùيها أروع آيات البطولة والتØدي دÙاعاً عن الدين والوطن ÙÙŠ اشتباك Ù…Ø³Ù„Ø Ù…Ø¹ الجنود الصهاينة بمستوطنة "دوغيت" البائدة ÙÙŠ 24/6/2004" معتبرة أن ما تقوم به دولة الاØتلال مخال٠لكل الأعرا٠والقوانين "Ùأي قانون هذا الذي يجيز للاØتلال اعتقال جثامين الشهداء ومنع دÙنهم".
وأكدت الأم الصابرة أنها لن ØªØ³ØªØ±ÙŠØ Ø£Ùˆ يهدأ لها بال إلا بدÙÙ† ابنها ÙÙŠ مسقط رأسه. Ùˆ كما أن لكلّ شهيد٠Ùلسطيني Øكاياته مع Øب الوطن وعشق مقدساته Ùإن لمؤمن ورائد Øكاياتهم الخاصة كما ØªÙˆØ¶Ø ÙˆØ§Ù„Ø¯ØªÙ‡Ù… أم رائد. Ùˆ تقول: "بالنسبة لولدي مؤمن كان يكرÙÙ‡ الاØتلال منذ نعومة أظاÙره، Ùرغم قلة الإمكانيات لدى المقاومة ÙÙŠ Øينه إلا أنه كان لا يتوانى عن المشاركة ÙÙŠ Ùعاليات انتÙاضة الأقصى بالØجارة قبل أن يلتØÙ‚ ÙÙŠ صÙو٠سرايا القدس، Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي"ØŒ مشيدةً بدور نجلها الشهيد رائد ÙÙŠ مقاومة الاØتلال من خلال عمله ÙÙŠ الوØدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس.
وخلال Øديثها عن صÙات الشهيد مؤمن لم تجد أم رائد من الكلمات ما يمكن أن تص٠بها أخلاقه لتقول: "كان شابا مطيعاً هادئاً ملتزماً ÙÙŠ صلاته بمسجد القسام Øريصاً على قراءة ÙˆØÙظ كتاب الله، متميزاً بين أقرانه بأخلاقه العالية الرÙيعة، ومشاركاً لأهله وجيرانه أتراØهم وأÙراØهم، ومخلصاً ÙÙŠ جهاده زاهداً ÙÙŠ الدنيا راغباً Ùيما وعد الله عباده المجاهدين الأطهار" لاÙتةً إلى ما كان يتمتع به الشهيد من روØ٠مرØةً وابتسامة غيّبها استشهاده، بالإضاÙØ© إلى تميزه بالجرأة والإصرار على تØقيق أهداÙÙ‡ مهما بلغت الصعوبات والتØديات.
أم رائد Øتى وإن أبدت لأهل بيتها ولزوجها أنها تعيش Øياتها الاعتيادية من خلال بعض الطقوس التي تقوم بها يومياً، إلا أنها تعيش Ù„Øظات عصيبة شاردة الذهن بانتظار اللØظة التي سيتم Ùيها الإÙراج عن جثمان نجلها مؤمن للصلاة عليه ودÙنه ÙÙŠ مقابر المسلمين.
شهداء الأرقام
أما أبو رائد والد الشهيد مؤمن والذي منذ استشهد نجله Øمل على عاتقه مع بعض الأخوة قضية شهداء مقابر الأرقام، أكد أن دولة الاØتلال لا تزال تØتجز جثامين المئات من الشهداء الذين قضوا ÙÙŠ مواجهات واشتباكات عسكرية مع قوات الاØتلال، موضØاً أنه كما مئات الأسر الÙلسطينية والعربية والإسلامية بانتظار عودة جثامين أبنائهم على Ø£Øر من الجمر لدÙنهم ÙÙŠ مقابر المسلمين.
ÙˆÙÙŠ خضم Øديثه عن معاناته وعائلته جراء Øجز جثمان مؤمن، تذكر الأب مقتطÙات من الØوار الذي جرى بينه وبين صØاÙية أمريكية أجرت معه مقابلة بعد ثلاثة أيام من استشهاد نجله مؤمن، Øيث سألته عن شعوره إزاء عدم تسلم جثمان ابنه، Ùقال لها: "إنني أشكر الاØتلال لدÙÙ† ابني ÙÙŠ رمال أرضه التاريخية، Ùالأرض ليست لمن يعيش Ùوقها ويدنس ترابها، بل لمن يدÙÙ† تØت رمالها ويطهرها من المعتدين".
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø£Ø¨Ùˆ رائد: أن مشروع الشهادة كان Øاضرا ÙÙŠ وجدان ابنه مؤمن، مؤكداً أنه Øاول مراراً وتكراراً إبعاد ابنه عن هذا الطريق المعبد بالأشواك كما كل أب يخا٠على ابنه، ولكن Ù…Øاولاته باءت بالÙشل عندما قرر مؤمن الاستشهاد والثأر لابن عمه Ù…Øمد وكل ضØايا الاØتلال الصهيوني.
وأضا٠بصوت متقطع ÙˆØزين: "بعد استشهاده بعدة أيام علمت من رÙاقه أنه اشترى لنÙسه قبراً، وقد اضطررنا خلال الØرب المسعورة ونظرة لشدة القص٠دÙÙ† شقيقه رائد Ùيه، واشترينا قبراً آخر له بانتظار اللØظة التي سنتمكن Ùيها من الØصول على جثمانه لدÙنه كما كتب ÙÙŠ وصيته"ØŒ مؤكداً أنه ناشد العديد من المؤسسات الإنسانية والدولية لاستعادة جثمان نجله، ولكن كاÙØ© Ù…Øاولاته التي لم تتوق٠باءت بالÙشل بسبب تعنت الجانب الصهيوني.
مواق٠مميزة
أما عن المواق٠المميزة ÙÙŠ Øياة الشهيد، Ùأكد والده أنها كثيرة لا يمكن إجمالها ÙÙŠ Øوار صØاÙÙŠØŒ ذاكراً منها موقÙÙ‡ عندما قرر ترك مقاعد الدراسة والتوجه لسوق العمل بسبب الصعوبات التي كانت تواجهه، قائلاً: "لقد نصØته وقتها بعدم التسليم للÙشل وإلا Ùإن هذه الأÙكار الهدامة ستراÙقه طوال Øياته ولن ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ شيء، Ùاستمع لنصØÙŠ وما كان منه إلا أن اهتم بدراسته Øتى Øصل على شهادة الثانوية العامة بمعدل 75% مما أهله للالتØاق بكلية الإعلام بجامعة الأقصى".
ÙÙŠ Øين تØدث أستاذه ÙÙŠ كلية الإعلام د. نبيل الطهراوي عن Ù…Ùارقة أثارت استغرابه Øدثت بينه وبين الشهيد مؤمن قبل أيام من استشهاده، قائلاً: "جاءني مؤمن قبل يومين من استشهاده لمراجعتي ÙÙŠ علامته مطالباً بإعادة تصØÙŠØ ÙˆØ±Ù‚ØªÙ‡ØŒ لأتÙاجأ بعد يومين بنبأ استشهاده ÙÙŠ عملية جهادية"ØŒ مشيراً إلى أن المÙارقة التي كان يعيشها الاستشهادي بين Øرصه على Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ±ØºØ¨ØªÙ‡ ÙÙŠ الØصول على أعلى العلامات، ÙˆÙÙŠ ذات الوقت كان يعد العدة ويجهز Ù†Ùسه للقيام بعمل استشهادي ÙÙŠ سبيل الله. ويذكر أن الشهيد مؤمن ناÙØ° الملÙÙˆØ Ù‚Ø¯ أشرقت شمس ميلاده بتاريخ (8/4/1985)ØŒ ببلدة مشروع بيت لاهيا لأسرة Ùلسطينية مجاهدة تتكون من اثني عشر Ùرداً ستة أولاد وأربع بنات.
مشواره الجهادي
لمعرÙØ© المزيد عن خبايا الشهيد ودوره المميز ÙÙŠ العمل الجهادي المقاوم، كان لقاء٠مع Ø£Øد رÙاقه ÙÙŠ سرايا القدس (أبو Øمزة)ØŒ الذي Ø£ÙˆØ¶Ø Ø£Ù† التØاق الشهيد بØركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين كان ÙÙŠ مطلع عام 2000Ù…ØŒ موضØا أن جرائم الاØتلال البشعة بØÙ‚ الأطÙال والشيوخ وتدنيس البائد "شارون" لباØات المسجد الأقصى كان الداÙع الرئيس وراء اندÙاع مؤمن Ù†ØÙˆ مشروع الجهاد والاستشهاد. ولÙت (أبو Øمزة) إلى أن الشهيد مؤمن Øرص منذ اللØظات الأولى لانضمامه إلى Øركة الجهاد على السرية والكتمان، مشيراً إلى دور الشهيد ÙÙŠ الكثير من الÙعاليات الخاصة بالØركة.
ÙˆØول التØاق الشهيد ÙÙŠ صÙو٠سرايا القدس، أكد (أبو Øمزة) أن انضمام مؤمن للسرايا كان قبل تسعة أشهر من استشهاده، موضØاً أنه وبناءً على طلبه وإلØاØÙ‡ الشديد تم إلØاقه بدورة الإستشهاديين الخاصة بسرايا القدس.
إرهاصات ما قبل الاستشهاد
تØدث أبو رائد عن اللØظات الأخيرة التي سبقت استشهاد نجله مؤمن قائلا: "خرج مؤمن من البيت قبل استشهاده بيوم دون أن يخبرنا بشيء، الأمر الذي جعلنا ÙÙŠ قلق زادت وتيرته ÙÙŠ ساعات المساء Øتى ساعات ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي عندما سمعنا عبر Ø£Øد الإذاعات المØلية عن استشهاد مقاومين ÙÙŠ مغتصبة دوغيت بهجوم استشهادي"ØŒ مؤكداً أنه وأسرته Øرصوا على عدم الضجة أو إثارة أي شيء عن غياب مؤمن، بل اقتصر الأمر على الدعاء له بالعودة سالماً غانماً.
وأضا٠أبو رائد أنه تقبل استشهاد نجله برضا تام، معرباً عن Ùخره واعتزازه باستشهاد نجليه مؤمن ورائد ÙÙŠ سبيل الله والوطن.
استشهاده
مع بزوغ Ùجر يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر يونيو من العام 2004 Ù…ØŒ كان الشهيد مؤمن ورÙيقه الشهيد Øسني الهسي على موعد مع الشهادة Øينما كمنا لمدة يوم كامل داخل الأØراش، قبل اقتØامهما مستوطنة دوغيت"ØŒ لتبدأ المعركة بعد تسلل المجاهدين إلى أقرب نقطة من موقع جنود الاØتلال الصهاينة مستغلين Øالة الضباب الذي كسا المكان لتØقيق عنصر المباغتة.
وقد استمرت المعركة لأكثر من نص٠ساعة كبد خلالها المجاهدان العدو خسائر ÙادØØ©ØŒ لم ÙŠÙØµØ Ø¹Ù†Ù‡Ø§ الاØتلال، ليضطر بعد يومين الإعلان عن غرق أربعة من جنوده ÙÙŠ بØيرة "دوغيت".
(المصدر: موقع سرايا القدس، 24/6/2004)