مؤسسة مهجة القدس ©
الأسير جمعة التايه.. أنموذج Øقيقي لـ" الجهاد مشروع ومنهج ورسالة"
"إلى كل عشاق الØرية وإلى المتشوقين للعدل، وإلى كل الذين ÙŠØلمون بدولة عادلة متقدمة على خطى الإبداع، أهدى هذا الجهد المتواضع وإلى كل الأØرار".. هذه الكلمات كانت الإهداء الذي خطه الأسير جمعة عبد الله التايه من بلدة ÙƒÙر نعمة برام الله بالضÙØ© المØتلة، من سجن رامون – هداريم بالأراضي الÙلسطينية المØتلة عام 1948ØŒ ÙÙŠ استهلال كتابه الأخير "أسئلة ضرورية Øول الدولة الإسلامية".
هذا الكتاب، هو السابع الذي ألÙÙ‡ الأسير خلال Ùترة اعتقاله التي تكتمل 16 عاماً خلال أكتوبر الØالي، Ùكان كتابه الأول "إن إبراهيم كان أمة"ØŒ "التربية من خلال المواجهة"ØŒ "الجهاد مشروع ومنهج ورسالة"ØŒ "أوجاع البوسطة"ØŒ "خطب منبرية"ØŒ "عدة مقالات Ùكرة وسياسية".
ويتØدث الكتاب، وهو عبارة عن "دراسة بØثية" عن ماهية الدولة الإسلامية التي يراها دولة العدل والØرية والإبداع والتي تجلت قيمها وتطبيقاتها ÙÙŠ Ùترة الرسول والخلÙاء الراشدين، وتطبيقها ÙÙŠ الØاضر من خلال ترجمة قيم القرآن والقيم الإنسانية ÙÙŠ Øياة المسلمين بعيداً عن الشعارات والأمنيات التي "ليس لها رصيد ÙÙŠ الواقع ÙˆÙÙŠ Øقائق التاريخ".
وهذه الدراسات والكتب Øصيلة دراسة وبØØ« قضاها الأسير التايه خلال Ùترة سجنه، واستغلها Ø£Ùضل استغلال ليجسد Ùعلاً وممارسة مقولة "السجن ومدرسة" ويزيد عليها السجن "جامعة" ÙˆØياة.
وأÙعتقل الأسير التايه (46 عاما) ÙÙŠ العام 1991 وأمضى عاماً واØداً، ثم ÙÙŠ العام 1992 وأمضى ستة سنوات متواصلة، ÙˆÙÙŠ العام 1998 اعتقل إدارياً، ولكن الأصعب كانت آخر اعتقال ÙÙŠ 24 أكتوبر 2001 Øيث Øكم بالسجن 18 عاماً ونصÙØŒ وترك وراءه زوجته وابنه أسامه 11 شهرا، وابنه "نصر الله" جنينا ÙÙŠ بطن أمه.
وخلال لقاء مع عائلته ÙÙŠ منزلها الØالي بمدينة البيرة، استذكرت زوجته "أم أسامة" بوجود ولديه "أسامة" 17 عاماً، Ùˆ"نصر الله" 16عاماً، يوم اعتقاله ومعاناته ومعاناتها وأبناءه خلال سنوات اعتقاله، وبالتوازي قصص Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙŠ Øققها والعائلة أيضا Øولَت رØلة السنوات العجا٠إلى قصة Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØªØدي ومقاومة.
قالت زوجته أم أسامه لـ"وكالة Ùلسطين اليوم الإخبارية": "اعتقل من منزلنا ÙÙŠ بلدته ÙƒÙر نعمة، كانت ليلة من الصعب نسيانها، جنود ÙÙŠ كل مكان وصوت مكبرات الصوت تطلبه بتسليم Ù†Ùسه والخروج، وصوت الطائرات ÙÙŠ الجو وسيارة الإسعا٠التي كانت برÙقة الجنود، وكأننا ÙÙŠ Øرب Øقيقة".
كانت القوات الكبيرة التي اقتØمت البلدة ÙˆØاصرت منزل التايه وعائلته انتشرت ÙÙŠ كل مكان ÙÙŠ البساتين القريبة وعلى Ø£Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø¬ÙŠØ±Ø§Ù†ØŒ وقامت بزراعة المتÙجرات Øول المنزل بالكامل بالمتÙجرات تØسباً لأي اشتباك يمكن أن يقوم به، وطالبته بتسليم Ù†Ùسه مهددين بتÙجير المنزل ÙÙŠ Øال لم يخرج.
تقول زوجته: "عندما سمعنا الصوت دخل جمعة ليتوضأ ليصلي ركعتين قبل أن يخرج ولكنهم لم ينتظروا Øتى يخرج إليهم Ùداهموا المنزل ووصلوا إلى الباب الرئيسي ÙˆØينما ÙتØت قال لي الضابط (لديك خمسة دقائق لتخرجي أنت وأبنك)ØŒ وبعد خروجي اقتØÙ… عشرات الجنود المنزل وقاموا بتÙتيشه بالكامل والعبث بمØتوياته وتدمير الأثاث".
بقيت "أم أسامة" من الساعة الواØدة ÙˆØتى الخامسة Ùجراً ÙÙŠ البرد مع ابنها الرضيع وعائلة جمعة والجيران، دون Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ù… بالعودة للمنازل، Øتى غادروا بالكامل مصطØبين جمعة معهم بعد Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡ بتوديع زوجته وعائلته.
بعد يوم الاعتقال، بقيت العائلة لا تعر٠أي خبر عن جمعة لثلاثين يوماً متواصلة، وبعدها تمكنت من معرÙØ© مكانه ÙÙŠ سجن المسكوبية للتØقيق وتمكن المØامي من زيارته هناك بعد 60 يوماً، ÙˆÙÙŠ المØكمة بعد انتهاء التØقيق بعد ثلاثة أشهر تمكنت عائلته وزوجته من رؤيته لأول مرة.
كان جمعة تعرض لتØقيق قاسي جداً، وجهت له تهماً بالانتماء Ù„Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، والمشاركة ÙÙŠ عمليات المقاومة نظمتها الØركة مع بداية انتÙاضة الأقصى.
تقول "أم أسامة": "السنة الأولى من الاعتقال كانت الأصعب بالنسبة لنا وله، Ùمن جهة لم يكن قد أصدر Øكم بØقة، ومن جهة أخرى كنت قد رزقت بابني الثاني نصر الله ولكن يكن التواصل ممكنا بيننا بسبب المنع من الزيارة، ÙÙÙŠ البداية كان الØديث يدور على عن 40 عاما ÙÙŠ الاعتقال".
بعد إنجاز صÙقة للØكم بـ"18 عاماً ونصÙ" بعد عام ونص٠من الاعتقال، استقرت العائلة وجمعة أيضاً، وبالرغم من منع الزيارة ÙÙŠ السنوات التالية وعدم التواصل لأربع سنوات، كان على العائلة أن تتأقلم مع أوضاعها بعد اعتقال جمعة ÙˆØكمه، وعن الÙترة الماضية 15 عاماً وكي٠عاشتها وعائلتها قالت "أم أسامة": رغم الألم والمعاناة كان علينا أن نكمل الطريق هو ÙÙŠ داخل السجن ونØÙ† ÙÙŠ الخارج، وبالÙعل استطاع جمعة أن يكمل تعليمه ÙÙŠ السجن Øتى تمكن من الØصول على درجة الماجستير من الدراسات "الإسرائيلية" وثق٠نÙسه وأل٠العديد من الدراسات والكتب.
وعن أصعب الأوقات التي كانت تمر على العائلة، تقول " أم أسامة": هي Ùترة الإضرابات والعقاب والقمع والعزل، Øيث تنقطع أخباره بالكامل عنا، نطلب الÙرج من ربنا Ùقط، ونتوقع أي خبر سيء عنه دون التمكن من الاطمئنان عنه.
وأضرب التايه أربع مرات خلال Ùترة اعتقاله، منها المشاركة ÙÙŠ الإضرابات الجماعية ومنها ما هو تضامني كما الØال ÙÙŠ العام 2012Ù… مع Ù…Ùجر ثورة الإضرابات الÙردية ÙÙŠ السجون الشيخ خضر عدنان.
ÙˆÙÙŠ الØديث عن الزيارات والمعاناة تقول "أم أسامة" أنها تÙوق معاناة غياب زوجها واعتقاله وعيشها وأطÙالها ÙˆØيدين دونه، وخاصة التÙتيش والإذلال المتعمد الذي يقوم به الجنود خلال الزيارة، إلا أنها تقول إن كل هذه المعاناة " تتلاشى" بالكامل عند لقاءه والØديث معه.
تتابع: "جمعة إنسان متÙائل ومØب للعطاء، ÙˆØينما نلتقي به ÙÙŠ الزيارة يمنØنا أملاً وتÙاؤلاً يجعلنا ننسى كل الألم والمعاناة ويصنع من الألم أمل ويواجه كل الصعاب بمعنوياته العالية والتي انعكست على كل Øياتنا".
وعن Øياه العائلة ÙÙŠ الخارج Øيث تربية الأبناء والاعتناء بهم ومواكبة تÙاصيلهم اليومية دون وجود الأب الجسدي، لم يكن التايه غائباً بروØÙ‡ ÙˆÙكره Ùلم لينقطع يومياً عن كل تÙاصيل Øياتهم بØسب "أم أسامة": "منذ البداية Øرصت على توطيد علاقة الأبناء بأبيهم، كنت أطلب منهم أن يكلموه ÙÙŠ الصورة، ونرسل له رسائل بشكل دائم خلال الÙترة الأولى التي منعنا من الزيارة، وبعد Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù†Ø§ بزيارته كان معنا خطوة بخطوة ويتدخل ÙÙŠ كل Øياتنا اليومية".
ما تقوله "أم أسامة" بإشرا٠التايه على أبناءه ÙˆØياتهم بالكامل من داخل سجنه كان واضØاً خلال Øديث "أسامة": "أنا اÙتخر بأبي وما قدمه للوطن والقضية، صØÙŠØ Ø£Ù†Ù†ÙŠ كنت بØاجة له ولكنني أعتبر دوره الوطني لا يقل أهمية عن وجوده معنا".
أسامة الآن يتØضر لاجتياز امتØان الثانوية العامة "الانجاز" وكما يقول، وضع خطة كاملة مع والده خلال الزيارة التي سبقت بدء المدرسة للدراسة والتÙوق ÙÙŠ سنته كما كان دائما، ويقوم والده بمتابعتها معه بالتÙاصيل ÙÙŠ كل زيارة ورسالة، وكذا الأمر مع شقيقه الأصغر "نصر الله" المتÙوق أيضا ÙÙŠ دراسته.
والآن ينتظر كل من "أسامة" Ùˆ"نصر الله" ووالدتهم الإÙراج عن التايه بعد عامين ونص٠Ùقط، ليكمل معهم الØياة التي بدأها معهم وعاشها بكل تÙاصيلها بالرغم من غيابه ÙÙŠ السجون، "جمعة سيكمل Øياته معنا بعد خروجه من السجن، هو موجود معنا دائما ولم يغب عنا يوما" قالت "أم أسامة".
المصدر/ وكالة Ùلسطين اليوم