مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±ÙŠ خضّب بدمه جدران سجن غزة المركزي
Ø·Ùولة مؤلمة
ولد الشهيد القائد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±ÙŠ بمخيم جباليا للاجئين Øيث المعاناة والتشرد وسوء المسكن وانعدام متطلبات الØياة، لأسرة Ùلسطينية مؤمنة بالله، تعود جذورها إلى بلدة "أسدود" التي هجّر أهلها منها عنوة ÙÙŠ عام 1948Ù….
عاش شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙƒÙ…Ø§ كل Ùلسطيني على وقع المجازر الصهيونية والنكبات، ليرى بأم عينيه جنود الاØتلال الصهيوني الذين اغتصبوا أرضه وطردوا أهله، وهم يرتكبون المزيد من جرائم القتل والتهجير بقصÙهم الهمجي لمعسكر جباليا ÙÙŠ Øزيران 1967Ù…ØŒ والاستيلاء على ما تبقى من Ùلسطين بالإضاÙØ© إلى سيناء والجولان، لتتبلور ÙÙŠ ذهنه Ùكرة العمل الÙدائي المقاوم للاØتلال والرغبة ÙÙŠ الثأر والانتقام من العدو الصهيوني المتغطرس.
التØاق بالمقاومة
ما إن بلغ شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Øلم، Øتى التØÙ‚ بقوات التØرير الشعبية، Øيث شارك وقتها ÙÙŠ تنÙيذ العديد من العمليات البطولية، أصيب ÙÙŠ Ø¥Øداها برصاصة ÙÙŠ أعصاب يده اليسرى سببت له شللا جزئيا، وقد اعتقل ÙÙŠ تلك العملية ÙˆØكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً، لينتهي Ùصل من Øياة ذلك الإنسان المكاÙØ ÙˆÙŠØ¨Ø¯Ø£ Ùصل آخر بين جدران السجن الرهيب.
رجل من زمن الصØابة
وتمكن شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ø«Ù†Ø§Ø¡ Ùترة اعتقاله من إتمام ØÙظ القرآن الكريم ØÙظاً متقناً كأØسن ما يكون الØÙظ، Ùتراه يتلو سورة البقرة كما يتلو Ø£Øدنا الÙاتØØ© بلا سهو أو خطأ أو توق٠وÙÙŠ وقت سريع بدرجة كبيرة نسبياً، كما كان رØمه الله يعلم الواجب المترتب على ØÙظ كتاب الله.. Ùكان سلوكه سلوك المسلم التقي المجاهد، Ùتراه مراجعاً لكتاب الله، سواء بالصلاة أو بالقراءة من المصØ٠الشريÙØŒ كما كان Øريصاً على عدم إضاعة الوقت وهدره Ùكان يستغله أطيب استغلال وأØسنه، Øيث كان يطالع الصØ٠العبرية والانجليزية أثناء تناوله لوجبة الطعام أو الشراب Øتى لا يضيع وقتا ÙÙŠ الطعام والشراب لإيمانه القوي بأهمية الوقت ÙˆØتى وهو داخل زنازين الاØتلال.
تميز شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø¨Ø±Ùعة أخلاقه النبيلة وسيرته العطرة وصÙاء قلبه ÙˆØسن معاملته وطاعته لوالديه، Ùكان رØمه الله مؤدباً ملتزماً، Ùزاده ØÙظ كتاب الله التزاماً وتأديباً، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إن الله بهذا القرآن يرÙع أقواماً ويضع به آخرين" كما روى الإمام مسلم.
ويصÙÙ‡ أبو الوليد Ø£Øد من عاصروه قائلا: "لقد عاش الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ عصرنا Øياة الصØابة الأطهار.. كان رØمه الله مثالاً للرجل المؤمن المجاهد الخلوق Ø§Ù„Ù…ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø´Ø¬Ø§Ø¹ الÙØ° الواعي صاØب الكرامات التي لا تعد ولا تØصى". وتابع أبو الوليد: لقد تمنى كل من عاصروه ورÙاقه من الشباب المؤمن المجاهد أن يلقوا الله معه شهداء على طريق ذات الشوكة".
سجون مأساوية
اعتقل الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ الÙترة الذي كانت Ùيه السجون والزنازين أسوأ ما تكون من الازدØام، Øيث يتكدس Ùيها الأسرى الأبطال بلا غطاء ولا ملابس، إلا مما يستر البدن، ويØصلون على قليل من الطعام الذي تعاÙÙ‡ النÙس الإنسانية، إضاÙØ© إلى سوء تهوية السجون وعدم نظاÙتها، ناهيك عما يتلقاه الأسرى من إهانات يومية من المØققين والسجانين، غير أن ذلك لم يؤثر على Ø±ÙˆØ Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„ÙŠØ© ولا على إيمانه وإصراره على مواصلة الطريق.
جريمة بشعة
لقد أقدم العدو الصهيوني على ارتكاب جريمة يندى لها جبين الإنسانية بØÙ‚ شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ قاموا بإجهاض زوجته وقتل جنينها أثناء تواجده داخل زنازين الاØتلال ظناً واعتقاداً منهم أن ذلك سينهي ذكر شهيدنا مصباØØŒ لكن نور Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ø¨Ù‰ إلا أن يبقى Ùكثرت Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ شاركت ÙÙŠ الانتقام والتي تدÙقت لنيل الشهادة ولا زالت تتدÙÙ‚ وتتØدى الأعداء.
الانضمام Ù„Øركة الجهاد الإسلامي
ÙÙŠ تلك الÙترة العصيبة من نضال الأسرى الأبطال شارك شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ إضراب الأسرى الذي استمر لمدة أسبوع، Øتى أقدمت إدارة سجن "يونا" على قمع الأسرى ونقلهم إلى سجن بئر السبع، Øيث اطلع شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ ذلك الوقت على الدراسات الإسلامية ÙˆÙكر الإسلام الثابت ÙˆØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ مواجهة أعداء الله. Ùتعر٠على الخيار الأمل خيار "الوعي، والإيمان، والثورة" خيار Øركة الجهاد الإسلامي، Ùانطلق شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ…Ù† معه بالدعوة إلى الجهاد والتنظير والØØ« عليه ÙÙŠ كل المناسبات.
Ù…Øاولات متكررة للهروب
رغم انشغال الصوري بكتاب الله تعبداً ÙˆØÙظاً، واستغلاله لوقته Øسن استغلال إلا أنه لم يكن ليترك التÙكير ÙÙŠ الØرية.. ويسعى لها، لا للدعة والراØØ© أو متاع Øياة الدنيا بل لأن السجن يمنعه من شيء يملأ عليه Øياته وهو الجهاد ÙÙŠ سبيل الله بكل معانيه.
ÙˆØاول الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø®Ù„Ø§Ù„ Ùترة اعتقاله ÙÙŠ سجن بئر السبع الهرب من السجن أكثر من مرة، وقد اكتشÙت شرطة سجن الاØتلال المØاولتين وأودع الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ السجن الانÙرادي لمدة شهرين إلى أن جاء تبادل سنة 1985Ù… الشهير وكتب Ù„Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ù…Ø© ونيل الØرية.
ÙÙŠ الوقت الذي Ø£Ùرج Ùيه عن Ù…ØµØ¨Ø§Ø ØªÙˆÙÙ‰ والده ÙÙŠ Øادث طرق مروع بالقرب من وادي غزة، غير أن موت والده لم يمنع الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ù† السعي إلى هدÙÙ‡ الوØيد وهو الجهاد ÙÙŠ سبيل الله، ليعتقل مرة ثانية مع إخوانه من Øركة الجهاد الإسلامي ليبدأ شهيدنا Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙكير ÙÙŠ الهروب لمواصلة الجهاد، Ùلم يكتب له بداية Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø±ØºÙ… Ù…Øاولته الجادة، ليتمكن ÙÙŠ المرة الرابعة من بلوغ مرامه والهروب من سجن غزة المركزي "السرايا" ÙÙŠ عملية هروب ناجØØ© لا يجد Ùيها عقل الإنسان تÙسيرا، غير أنها توÙيقا كاملاً من الله عز وجل، وقد هيأ الله Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø®Ø·ØªÙ‡ أسبابا لعلمه تعالى بصدق نوايا Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆØ¥Ø®ÙˆØ§Ù†Ù‡ المجاهدين، Ùكان لعملية الهروب أثر عميق ومبهج وسار للشعب الÙلسطيني وخاصة أن سجون الاØتلال تخضع لتØصينات مشددة Ùˆ معقدة، كما كان لهروبه وزملائه الأثر الخطير على الكيان الصهيوني، خاصة وأن Ø£Øد الناجين كان Ù…Øرراً وآخر كان له اشتراك ÙÙŠ عملية طعن صهاينة.
إصرار على البقاء والاستشهاد
ورÙض الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆØ¥Ø®ÙˆØ§Ù†Ù‡ بعد عملية الهروب الشهيرة أن ينجوا بأنÙسهم ويتنÙسوا الصعداء، Ùأنّى للمجاهد أن يعر٠الراØØ© قبل لقاء الله وهو قد عاهد ربه على الجهاد، Ùينطلق الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆØ¥Ø®ÙˆØ§Ù†Ù‡ المجاهدون لينÙذوا أروع العمليات البطولية التي أثارت الرعب والخو٠والهلع ÙÙŠ Ù†Ùوس اليهود.
وانشغل الشهيد القائد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ ذلك الوقت ÙÙŠ البØØ« عن Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù…Ù† أجل قتال أعداء الله، ÙˆØاول الخروج إلى سيناء لشراء السلاØØŒ إلا أن الاØتلال اعتقله بعد أن أصيب بعيارات نارية ÙÙŠ أنØاء متÙرقة من جسده، Ùيما استشهد اثنان من مراÙقيه قتلهم جيش الاØتلال الصهيوني بوØشية.. بل ذهب Øقد العدو الصهيوني إلى Øد نس٠بيت أسرة الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ÙƒÙˆÙ† من سبع غر٠وهم متأكدون أنه لم ينم Ùيه ليلة واØدة بعد هروبه من السجن، لكنه الØقد الصهيوني الأسود على ذلك البطل.
موعده مع الشهادة
وقد تم نقل الشهيد Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ أقبية التØقيق وهو ينزÙØŒ Øيث تعرض للضرب بوØشية لكي يعتر٠للمخابرات الصهيونية عن مكان إخوانه الذين هربوا معه من السجن، لكنه أبى ÙˆÙضل الاستشهاد تØت التعذيب الشديد على أن يدلي بمعلومة تدل على مكان إخوانه، ليلقى الله مقبلا غير مدبر كما تمنى وسعى، Ùهنيئاً لك أيها القائد البطل هذا الاصطÙاء والاختيار الرباني Ùأنت بØÙ‚ النموذج الذي ÙŠØتذى به .
كان استشهاد Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆØ±Ùاقه بمثابة الÙتيل الذي أشعل الانتÙاضة المباركة كما ثورة القسام التي أشعلت ثورة 1936Ù…ØŒ Ùعلى الرغم من السنين العديدة التي مرت على استشهادهم لازال ØÙŠ الشجاعية شاهدا على انطلاقة الشهداء الخمسة وكل Ùلسطين التي ÙرØت بهروهم من سجن غزة المركزي وعاشت أجواء الانتصارات التي كان Øققها الشهداء ضد بني صهيون رغم عمرهم القصير على هذه البسيطة.
(المصدر: سرايا القدس، 6/10/2012)