مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد القائد هاني عابد الذي رسخ الÙكر المقاوم
تصاد٠اليوم الذكرى الـ(22) على استشهاد مؤسس صØÙŠÙØ© الاستقلال هاني عابد Øيث Øمل على عاتقه همّ ترسيخ الÙكر المقاوم ÙÙŠ عقول الشباب للدÙاع عن الوطن وتØريره من دنس الكيان الصهيوني.
الميلاد والنشأة
ÙÙŠ مخيم جباليا الثورة... ÙˆÙÙŠ Ø£Øضان الÙقراء ولد الشهيد هاني عابد ÙÙŠ العام 1962Ù…ØŒ ÙÙŠ أسرة Ùلسطينية بسيطة تعشق تراب Ùلسطين وتلتزم بتعاليم الدين، كان هاني أكبر الأولاد من الذكور Øيث كان له ثلاثة اخوة وست أخوات.
عر٠شهيدنا الإسلام مبكراً.. يصلي ÙÙŠ المساجد منذ نعومة أظÙاره.. يعلن دوماً Øبه للإسلام ÙˆÙلسطين.. دائم التعبد والصيام.. متÙوقاً ÙÙŠ دراسته.
هكذا نشأ شهيدنا ودم الثوار يسري ÙÙŠ عروقه.. كي٠لا وهو يشهد منذ صغره جنود الاØتلال يقتØمون كل Ù„Øظة Øياة الÙلسطينيين.. شاهدهم وهم يدخلون القطاع وهو مازال صغيراً ÙÙŠ الخامسة من عمره.. وشاهدهم مرة أخرى يقتØمون بيته ويعتقلون والده ÙÙŠ العام 1971Ù…ØŒ ليسجن سبعة أشهر.. كل هذه الصور لم تغب يوماً عن مخيلة شهيدنا وعززتها أيام الاØتلال.. كان يتذكر دوماً تلك الساعات الباكرة التي يخرج Ùيها بصØبة والدته لزيارة والده ÙÙŠ السجون الصهيونية لتزيده الأيام وعياً مع الثورة.. كان يعود من الزيارة كما يعود الثائر من ميدان النصر منتصراً.. كان ÙŠØمل الØجارة ويضرب بها جنود الاØتلال الذين يبØثون عنه ويهددونه بإطلاق النار على رأسه إن Ùعلها مرة أخرى ولكنه كان يعود وكأنه يتمنى الشهادة Øتى وهو صغير، تزوج الشهيد ÙÙŠ العام 1988 وله ولدان وثلاث بنات كانت آخرهن «Ù‚َسَمْ» التي خرجت إلى الدنيا بعد استشهاد والدها.
الشهيد ÙˆÙلسطين
التØÙ‚ شهيدنا البطل بالجامعة الإسلامية بغزة ÙÙŠ العام 1980Ù… وهناك بدأت مرØلة جديدة من Øياته.. تعر٠هناك على نمط مغاير من الثوار.. Ùمن بين جميع الطلاب.. كانت هناك مجموعة أصغر Øجماً ولكنها تميزت عن باقي التجمعات.. اقترب منها شهيدنا.. سمع كلاماً لم يسمعه من قبل.. عر٠أن Ùلسطين والإسلام توأمان لا ينÙصلان وأن مرØلة جديدة سو٠يØمل Ùيها أبناء الإسلام راية الدÙاع عن Ùلسطين آتية لا Ù…Øالة.
كانت هذه بدايتة مع الجهاد الإسلامي.. ليلتقي بعدها بالمعلم الÙارس ÙتØÙŠ الشقاقي رØمه الله ولينضم إلى تلك المسيرة المظÙرة بإذن الله التي بدأت من بعض Ø£Ùراد ÙÙŠ الجامعات المصرية.. لتمتد Ù†ØÙˆ Ùلسطين ولتزهر مشروع ثورة لا تنتهي.
بدأ الشهيد نشاطاته الطلابية التي استمرت إلى أن تخرج من الجامعة ÙÙŠ العام 1984Ù…ØŒ من كلية العلوم قسم الكيمياء وليواصل بعدها دراسة الماجستير من جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ù†Ø§Ø¨Ù„Ø³ وذلك ÙÙŠ العام 1988.
الاعتقال
كانت Ù…Øطته الأولى ÙÙŠ الاعتقال سنة 1991Ù…ØŒ على أيدي قوات الاØتلال الصهيوني بتهمة إيواء Ø£Øد أقربائه وليØكم عليه بستة أشهر ويرØÙ„ إلى معتقل النقب الصØراوي، وليخرج شهيدنا من القيد ليواصل رØلة عطائه الدائم لهذه الأرض الطيبة وليتولى مسؤولية الجماعة الإسلامية Ù€ الإطار النقابي الطلابي للجهاد الإسلامي Ù€ Øيث كان الشهيد مؤمناً بأهمية دور الطلاب ÙÙŠ الصراع الدائر على أرض Ùلسطين.
ومع تأسيس صØÙŠÙØ© الاستقلال يتولى الشهيد إدارتها العامة ويشارك ÙÙŠ تأسيسها ليتواصل مع رØلة الوعي والثورة التي بدأها.
المطاردة
قبل عملية إعادة الانتشار التي قامت بها القوات الصهيونية ÙÙŠ قطاع غزة بأسبوع واØد تØاصر هذه القوات منزل الشهيد ÙÙŠ ØÙŠ الغÙرى بغزة وتØاول اعتقال الشهيد الذي كان Øريصاً على عدم الوقوع ÙÙŠ أيديهم مرة أخرى Øيث كان يخرج كل مساء ويختÙÙŠ بعيداً عن عيونهم.. ÙˆÙ„ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ أبو معاذ مطلوباً لهذه القوات.
أول معتقل سياسي
ÙˆÙÙŠ أعقاب قيام أعضاء Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ للجهاد الإسلامي بتنÙيذ عملية عسكرية شمالي قطاع غزة قتل خلالها ثلاثة من الجنود الصهاينة قام الكيان الصهيوني باتهام الشهيد بالمسؤولية عن العملية والتخطيط لها وليتعرض بعدها لمØنة القيد على أيدي السلطة الÙلسطينية وليكون أول معتقل سياسي لهذه السلطة.
الشهادة
ÙÙŠ الثاني من تشرين الثاني عام 1994Ù… ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام المشمسة يخرج شهيدنا كأجمل ما يكون الشهداء متوجهاً إلى كلية العلوم والتكنولوجيا Øيث يعمل Ù…Øاضراً هناك، ويمضي يومه يعلم تلامذته الكيمياء.
ÙˆÙÙŠ الساعة الثالثة عصراً يخرج مرة أخرى ليعود إلى مكتبه ÙÙŠ الصØÙŠÙØ© Øيث كان الشهيد دائم العمل من أجل نشر الوعي بين أبناء شعبه.. وما أن يدير شهيدنا مقود سيارته Øتى تنÙجر به وليصاب إصابات خطيرة وينقل إلى مستشÙÙ‰ ناصر بمدينة خان يونس ليقلى الله شهيداً ÙÙŠ زمن السلام المزعوم.. ومع إعلان نبأ الاستشهاد.. تØول قطاع غزة إلى Ø¹ÙˆØ§ØµÙ ÙˆØ±ÙŠØ§Ø ÙˆÙƒØ£Ù†Ù…Ø§ السماء تعلن غضبها من هذه الجريمة البشعة.
ردود الÙعل
تقول والدته إنها منذ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø´Ø¹Ø±Øª بانقباض ÙÙŠ قلبها وشعرت أن هناك أمراً يخÙيه القدر لها، وأخذت ترقب هاني وهو خارج من البيت وتدعو الله أن ÙŠØÙظه وما أن جاءت ساعة المساء Øتى سمعت نعيه من مآذن المساجد Ùبكت قليلاً ثم صمتت لأنها أدركت أن هذه هو قدر الله عز وجل.
أما زوجته Ùكانت دائمة الترديد لكلمة «Ø§Ù„Øمد لله.. الØمد لله..».
أما شقيقه عماد Ùيقول: سمعنا ÙÙŠ البداية أن Øادث طريق وقع للشهيد ولكن ما أن وصلنا المستشÙÙ‰ Øتى وجدنا المئات على بوابة المستشÙÙ‰ Øيث Øضر الشباب من كل أرجاء القطاع للاطمئنان على أبي معاذ ولكن روØÙ‡ صعدت إلى الله عزر وجل، وعدت إلى البيت وأنا أخشى أن أواجه أمي وزوجته بالخبر ولكن الØمد الله وجدتهما صابرتين وراضيتين بقضاء الله وقدره.
رد مباشر
أما اخوة الشهيد ÙÙŠ Øركة الجهاد الإسلامي Ùلم يتأخر ردهم كثيراً.. Ùمع ØÙÙ„ التأبين الذي أقيم للشهيد بعد أيام قليلة ينطلق Ø£Øد تلامذته الشهيد هشام Øمد ÙÙŠ عملية استشهادية ليÙجر Ù†Ùسه ويقتل أربعة ضباط من قوات الاØتلال انتقاماً لدم هاني ولتعلن الØركة أن هذه العملية هي Øلقة من Øلقات الانتقام للشهيد وبعدها بأشهر قليلة ÙŠÙجر أيضاً الشهيد خالد الخطيب سيارته ÙÙŠ ØاÙلة عسكرية ويقتل عشرة جنود ويصيب عشرات وبعدها الملØمة الكبرى بيت ليد والتي Ù†Ùذها البطلان ØµÙ„Ø§Ø Ø´Ø§ÙƒØ± وأنور سكر وليقتل Ùيها عشرات الجنود.
وهكذا أزهر دم الشهيد عشرات الشهداء وخرجت غزة بأكملها تودع الشهيد ÙÙŠ Øزن كبير وتمتد المسيرة من بيته ÙÙŠ غزة Øتى مقبرة الشهداء ÙÙŠ جباليا سيراً على الأقدام رغم شدة الأمطار التي هطلت ÙÙŠ ذلك اليوم. وهكذا رØÙ„ هاني Ù†ØÙˆ وعد الله بالجنة بعد أن Øصل على الشهادة.
(المصدر: Ùلسطين اليوم، 02/11/2012)