الشهيد فادي أبو قمر: بطل عملية معبر ايرز البطولية

هكذا هم فرسان الجهاد والمقاومة... رجل من رجال فلسطين العظماء، يعملون بهدوء وطمأنينة، يبتغون وجه الله سبحانه وتعالى، في سبيل إعلاء كلمته، مجاهدون مرابطون، يضحون بأنفسهم ويسعون لنيل الشهادة في سبيل الله سبحانه، ويعملون بجد واجتهاد دون كلل أو ملل، وهم الذين بايعوا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الشهادة في سبيل الله والتضحية والوفاء، هكذا كان شهيدنا فادي زعل أبو قمر منفذ العملية الاستشهادية المشتركة بمعبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

ميلاد الشهيد
ولد الشهيد فادي زعل أبو قمر في العاشر من شهر نوفمبر لعام 1983م، بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، ونشأ في أسرة بسيطة كريمة مؤمنة بربها، وكباقي العائلات الفلسطينية المهجرة هُجِّرت عائلته من قرية "يبنا" في العام 1948م، ليستقر بها المقام في قطاع غزة، حيث تتكون عائلة الاستشهادي أبو قمر من 14 فرداً وترتيبه الخامس بين إخوته وأخواته.

دراسته
تلقى شهيدنا دراسته بمدارس المخيم حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور جباليا الابتدائية "ج"ØŒ وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة ذكور جباليا الإعدادية (ب) في مخيم جباليا، ومن ثم أكمل شهيدنا دراسته الثانوية بمدرسة أحمد الشقيري الثانوية للبنين، ليواصل شهيدنا فادي رحلته التعليمية ليلتحق بجامعة الأزهر ليدرس فيها في كلية الحقوق حيث استشهد فادي وهو في المستوي الثاني من الدراسة الجامعية. 

صفات الشهيد
اتصف شهيدنا فادي بالعديد من الصفات الحميدة، فتقول والدته: "كان فادي شاباً متدينا، ملتزما بصلاته في المسجد، قائماً لليل حيث أنه ختم القرآن الكريم عدة مرات، صائماً ليومي للاثنين والخميس من كل أسبوع، مطيعاً لوالديه وحنوناً عليهما، ويكره النميمة، فالخجل والحياء صفتان اتصف بهما، وعلاقته بأصدقائه علاقة ود واحترام ووفاء متبادلة، ويقول والده: "كان ابني فادي يستيقظ ويوقظ إخوانه لصلاة الفجر حيث كان يعاقب كل من يتخلف عنها". 

مسجد القسام
التزم شهيدنا بمسجد الشهيد عز الدين القسام بمشروع بيت لاهيا، حيث كان قريباً من مكان سكناه، ومن ثم انتقل للسكن مع عائلته بمخيم جباليا حيث التزم هناك بمسجد الشورى، وانتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد عام ونصف من التزامه بالمسجد، ليلتحق بعدها مباشرة للعمل في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، حيث كان من أبناء الإسلام الذين يخافون على وطنهم ومن الذين يعملون كل شيء ويبذلون أقصى ما لديهم لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى. 

شواقاً لطلب الشهادة
شارك شهيدنا أبناء مخيمه "مخيم جباليا" في العديد من صد الاجتياحات التي تعرض لها المخيم، كما شارك في العديد من جنازات الشهداء وأعراسهم ويقول والده: "كان فادي يخرج ليشارك في أعراس الشهداء حتى أنه يبقى مدة ثلاثة أيام لحين انتهاء عرس الشهيد ومن ثم يعود للمنزل مرة ثانية، حيث كان شواقاً لطلب الشهادة". 

تناول طعام الإفطار مع والده
قبل استشهاد فادي بيوم واحد قام فادي بدعوة والده لتناول طعام الإفطار معه وكأنه يودعه بشكل غير مباشر فيقول والده بكلمات امتزجت بالدموع والحزن على فقدان فادي وبالدعوة له أن يدخله الله جنات النعيم برفقة الشهداء والنبيين: "دعاني فادي لأتناول طعام الإفطار وكأنه متعمد في ذلك، حيث تناولناه معاً ومن ثم خرج من المنزل وهو ينظر لي بنظرات وداع أخيرة وفجأة قلت له "يا ابني روح الله يسامحك".

استشهاده
استشهد شهيدنا الفارس فادي في الخامس من يناير لعام 2005، أثناء قيامه بتنفيذ عملية استشهادية مشتركة مع كتائب شهداء الأقصى بمعبر بيت حانون "ايرز"، حيث قام بالاشتباك مع قوات الاحتلال المتمركزة هناك، ليوقع بينهم وحسب اعتراف قوات الاحتلال قتيلا واحدا وثماني إصابات، حيث احتجزت قوات الاحتلال الجثة لمدة تتراوح الخمس عشرة ساعة لمساء اليوم الثاني ومن ثم قامت بتسليمها لوزارة الصحة الفلسطينية.

الوالدة وخبر الاستشهاد
وتتحدث والدة الاستشهادي أبو قمر عن كيفية تلقيها لخبر استشهاد ابنها فتقول: "كان عندي إحساس كبير جداً بأن فادي سيستشهد حيث أنه لم ينم تلك الليلة داخل البيت، وفي صباح اليوم الثاني سمعت أن هناك عملية مشتركة لسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى بمعبر بيت حانون، فأيقنت أن الشهيد هو فادي إلى أن تم الإعلان عن اسمه عبر المذياع مساء اليوم الثاني".

وتضيف قائلة: "الحمد لله رب العالمين تلقيت خبر الاستشهاد بالشكر لله عز وجل وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون" .

(المصدر: سرايا القدس، 5/1/2005)