مؤسسة مهجة القدس ©
عام على معركة سي٠القدس من الصمود إلى النهوض
âœï¸ بقلم الأسير: القسطل مجاهد
🔗 سجن رامون الصØراوي 🔗
شعب ÙŠØ±Ø²Ø ØªØت الاØتلال ويسعى لتØرير Ù†Ùسه ووطنه، لا يمكنه أن يتخلى عن Ùعل الصمود وثقاÙته، غير أن الصمود ÙˆØده، والذي يخدم إدارة الصراع، لا يكÙÙŠ لتØقيق الهد٠من الصراع، وإن كان وجوده شرطًا ضروريًا لذلك.
Ùالشعب الÙلسطيني ÙŠØتاج إلى تضاÙر شرط ضروري آخر إلى جانب شرط الصمود Øتى يكÙيا لتØقيق أهداÙÙ‡ الوطنية الكبرى، وهذا الشرط هو شرط النهوض.
Ùالوضع الÙلسطيني لا ÙŠØµØ Ù„Ù‡ أن يستمر كما كان عليه منذ عقود، من صمود وإدارة صراع لا تنتهي، وإنما يوجب على جميع الÙاعلين ÙÙŠ الساØØ© الÙلسطينية التØول من إدارة الصراع إلى Øسم الصراع، وهذا يتطلب تغييرًا نوعيًا ÙÙŠ عقلية الÙلسطيني ونÙسيته وطرق تÙكيره، وإدخال تعديلات على بعض المÙاهيم الوطنية وأساليبه النضالية، وبالتالي على الأداء الÙلسطيني الذي عماده الÙاعلية والكÙاءة التي تخلق Øقائق ووقائع على الأرض باتجاه تØقيق الهد٠الÙلسطيني المرØلي.
وقدرات الشعب الÙلسطيني المتصاعدة التي أثبتها أداء الكل الÙلسطيني ÙÙŠ معركة سي٠القدس الأخيرة تجعل الأمل قويًا والهد٠ممكنًا وواقعيًا.
وإن أول تعديل يتطلبه التØول من إدارة الصراع إلى Øسمه، ويجب إدخاله على Ù…Ùاهيم الÙلسطيني وأساليبه النضالية، هو الانتقال الواعي من مستوى الصمود إلى مستوى النهوض، غير أن الأداء الÙلسطيني لا يمكنه أن ÙŠØÙسÙÙ† Ùعل النهوض مالم يتقن Ùعل الصمود أولًا.
غير أنه ينبغي التذكر دومًا أن الصمود ÙˆØده يبقى خيار الطر٠الأضع٠ÙÙŠ معادلة الصراع، ويÙبقيه ÙÙŠ موق٠المتلقي السلبي، ومن يريد أن ÙŠÙبقي الشعب الÙلسطيني ÙÙŠ مستوى الصمود Ùقط، Ùهو وإن ØÙسنت نيته ÙŠØكم عليه أن يبقى ضعيÙًا، والضعي٠لا يمكن له أن يجلب لشعبه نصر إستراتيجيًا، ولا أن ÙŠØقق هدÙًا نوعيًا.
وهذا ما ÙŠÙسر إلØاØية الانتقال من الصمود إلى مستوى النهوض ويكسبه أهميته القصوى.
Ùإن كان الصمود هدÙÙ‡ البقاء والثبات والعصامية، وهذا يخدم مرØلة إدارة الصراع، Ùإن النهوض هدÙÙ‡ التØرير والاستقلال والدولة السيادية، وهذا يخدم بلا شك استراتيجية Øسم الصراع.
والصمود كالقاعدة التي يقام عليها البناء، وكما لا بناء بلا قاعدة، Ùكذلك لا نهوض من غير صمود، Ùالأول شرط للثاني، وهما معًا يخدمان استراتيجية Øسم الصراع، ويكÙيان لإنجاز هد٠التØرير.
Ùالصمود كمÙهوم ÙÙŠ الØالة الÙلسطينية، تبعًا لدلالات المÙردة، تعنى التمسك بالثوابت والأهدا٠الوطنية، والاعتماد على الذات للإكتÙاء، والرسوخ ÙÙŠ أرض الوطن، وعدم الإنكسار، أو الخضوع لإدارة المØتل، كالهجرة من الوطن، أو هجْر الأرض أو التسليم بوجوده أو التطبيع معه، ولا صمود إلا أن يسكنك الهم الوطني أولًا وقبل كل شيء.
ويعني أيضًا Øجز الÙلسطيني عن الوقوع ÙÙŠ مستنقع اليأس ليبقى Ùوق مستوى Ø³Ø·Ø Ø§Ù„ÙŠØ£Ø³Ø› Ùاليأس (وهو سعي مبطن لكاÙØ© سياسات الاØتلال تجاه الÙلسطيني) يقود لا Ù…Øالة إما إلى توÙير الذات كالسقوط ÙÙŠ العمالة، أو إدمان المخدرات أو الانتØار أو الهجرة، وإما إلى الخضوع والاستسلام الكامل لإدارة المØتل وسياساته والتعايش معها بطبيعية، ولربما إنØطاط المستوى تسÙيه من يقارع الاØتلال ويناهضه والتنديد به بأقذع الشتائم والتهم سلبية.
ولكي يبقى الÙلسطيني ÙÙŠ Ùضاء الأمل وجوه ينبغي Øقنه بإبر من أعمال الأمل على Ù†ØÙˆ قتال، ولو كانت متباعدة (ÙÙŠ Øدها الأدنى) وبخط تصاعدي، بØيث يقتنع معها الÙلسطيني أنه Øقًا مع استمرار العمل الجاد والمنظم سيصل الشعب إلى تØقيق أهداÙÙ‡ وتطلعاته.
وهذا يتأتى على شكل انتصارات ونجاØات صغيرة وكبيرة، Ùردية أو جماعية ÙŠØققها أبناء مجتمع الصمود ÙÙŠ كاÙØ© المستويات والمجالات: العلمية، الثقاÙية، الكÙاØية، الريادية، الاجتماعية... إلخ، ثم تعظيمها بمÙاعيلها عبر تعميم وهجها الإعلامي بعيدًا عن الØسد والØساسيات الÙصائلية أو الÙردية، Ùالمصب واØد والمصير مشترك.
والمتتبع لسلوك الاØتلال يعلم ØÙ‚ العلم أنه Øريص كل الØرص على تتبع وترصد أي بريق أمل، ولو كان بعيدًا، ومهما كان ضئيلًا عند الشعب الÙلسطيني المنبعث من تلك النجاØات والإبداعات والانتصارات لكي يغتاله وهو ÙÙŠ بداياته، كيلا يكبر هذا الأمل ويتعاظم ويكبر معه تقدير الÙلسطيني لذاته، وثقته بنÙسه وبشعبه، واعتزازه بهويته وانتمائه؛ لأن هذا بØد ذاته من منظور الاØتلال يشكل تهديدًا إستراتيجيًا لسيطرته ولمستقبل مشروعه الاستيطاني برمته.
Ùلا غرو إذ أن يصر Ø£Ùراد مجتمع الصمود، ويØرصوا أشد الØرص على تتالي النجاØات والانتصارات والإبداعات الÙردية والجماعية بينهم وتعظيم وجهها ومÙاعيلها، لا أن يقزم أي طر٠نجاØات الطر٠الآخر ويكد على إطÙاء وجهها وإلغاء Ù…Ùاعيلها، لأن من النجاØات تنبعث دومًا إشعاعات تغذي ÙÙŠ عروق الÙلسطيني، إلى جانب الأمل، تقديره الذاتي الÙردي (إيجابية النظرة لنÙسه ولقدرته) وتقديره الذاتي الجمعي (تنامي نظرته الإيجابية لشعبه)ØŒ ويصرون أيضًا على تعزيزها بتبادلهم رÙع تقرير الذات لبعضهم، كأن يكيل Ø£Øدهم للآخر Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø«Ù†Ø§Ø¡ عند أدنى Ù†Ø¬Ø§Ø ÙŠØققه، لا أن ÙŠØسده ويقزم إنجازه، والأهم أن يجبÙر خاطره قولًا ÙˆÙعلًا عند أي إخÙاق له مهما كان كبيرًا، لا أن يسارع ÙÙŠ تهديمها بالشماتة والسخرية!!. وهنا يتجسد التضامن النÙسي الراÙد للتضامن الاجتماعي ÙÙŠ مجتمع الصمود.
إذ إن الأمل وتقدير الذات والثقة بالنÙس والتضامن هي من ثمار الصمود المتقن، والراÙعة القوية Ù„Ùعل النهوض، ÙˆØيث إن المبادرة والÙاعلية والإنجاز والإندÙاع Ù†ØÙˆ الهد٠هي من دلالات Øالة النهوض وإÙرازاته.
Ùلا عجب أن نرى الاØتلال يصر هو الآخر على استمرار استهداÙÙ‡ العني٠الذي لا يرØÙ…ØŒ تقدير الÙلسطيني لذاته وثقته بنÙسه وآماله التØررية، بلا توق٠أو كلل.
لذلك Ùإنه على الÙلسطيني أن يضع كل الإهانات والإذلالات والمرارات التي يتجرعها ليلًا ونهارًا على الØواجز والمعابر والمداهمات الليلية وغيرها؛ وكذلك مظاهر الاستعباد والاستغلال ÙÙŠ التشغيل ÙÙŠ إطار تدمير استباقي لقابلية الÙلسطيني Ù„Ùعل النهوض، بمعني تØطيم داخله بالكامل من إنسانيته ليبقى جثة هامدة وإن رأيته يمشى.
وأÙعال الصمود موجهة Ù†ØÙˆ الداخل الÙلسطيني، ÙØين يزاول الإنسان Ùعل الصمود Ù†ØÙˆ Ù†Ùسه يكون صامدًا بذاته، وعندما يزاوله Ù†ØÙˆ الآخر يكون صامدًا لغيره، Ùالصمود إذًا يكون متقنًا إذا ما كان Ù†ØÙˆ الذات والغير، عندها ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„ØµÙ…ÙˆØ¯ الصخرة التي عليها تتكسر كاÙØ© مشاريع الاØتلال.
وستتميز الساØØ© الÙلسطينية بأهم معلم وأسمى ثمرة من معالم الصمود وثماره وهو التضامن الاجتماعي أو التآزر المجتمعي، إذ أنه متى اهتم كل واØد أو كل بلدة أو Ù…ØاÙظة أو Øمولة أو Ùصيل بنÙسه Ùقط، ولا يتآزرون مع الآخرين ولا يتناصرون أو يتساعدون، Ùإن الشعوب بألم الآخر والتداعي له سيكون أولى الضØايا.
لكن بإتقان الصمود وشيوع التضامن Ø³ÙŠØ¬ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ الÙلسطيني مكاسب ونجاØات بأقل الخسائر إذا ما توÙرت له قيادة وطنية على مستوى الوطن والشعب والقضية.
غير إن الاØتلال يجتهد دومًا لأن يستبق الÙلسطينيين وقياداته بخطوة واØدة من خلال تقويض إمكانية الوصول إلى إتقان الصمود، ÙˆØالة تضامن شاملة عبر Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨ØªÙشي جرائم القتل دون رادع ÙÙŠ الداخل الÙلسطيني، وتقطيع أوصال الضÙØ© الغربية إلى مناطق ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ…Ù†Ø§Ùع وقيادات بØيث كل منطقة تهتم Ùقط بنÙسها، Ùلا غرابة إذا ما ستشهد شاب ÙÙŠ مدينة أو مخيم ما أن الإضراب الاØتجاجي لا نراه إلا ÙÙŠ المدينة Ù†Ùسها أو ذلك المخيم، وكأن الجريمة بالنسبة لباقي المناطق لا يعنيها البتة.
لذلك Ùمن Øقنا أن نتساءل: إلى أي مدى اتقن الشعب الÙلسطيني بقياداته ÙˆÙصائله وأÙراده التضامن المجتمعي ÙˆÙعل الصمود بكل مستوياته أو أبعاده؟؟
ما سأسوقه هنا هو غيض من Ùيض الأمثلة على امتداد الساØØ© الÙلسطينية وأترك للقارئ الØÙ‚ ÙÙŠ استخلاص الØكم والرأي.
- ÙالÙلاØØŒ صموده أن يرسخ ÙÙŠ أرضه ويترزق منها، وإذا أنت لم تقتني من Ù…Øاصيله ولم تعمل على إقناع غيرك الاقتناء منها، Ùإنك لم تقم بÙعل الصمود Ù†Øوه، Ùلا يطالبه Ø£Øد بالصمود لغيره، وكذلك الØال مع منتوجات المزارع من بيضه البلدي، أو ألبان ماشيته أو مجÙÙات ثماره، وما شابه.
- وصمود المرأة المطلقة أو الأرملة، عÙاÙها ورعاية أطÙالها بمسؤولية وأمانة، ÙˆÙعل صمودك Ù†Øوها هو أن تسعى لها باØثًا عن Ùرصة ثانية ÙÙŠ تشكيل أسرة مجددًا، لا أن يتم تركها لأمراض المجتمع وعسÙÙ‡ Ù†ØÙˆ المرأة، أو تتركها ÙˆØيدة تواجه عضات الزمان.
Ùإذا كان لمجتمع الاØتلال، رغم ليبراليته ورخائه، جمعيات تطوعية مهمتها الوØيدة التعري٠والجمع بين مثل هذه Ø§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ù…Ù† النساء وأزواج جدد ÙÙŠ Ùرصة جديدة، أو ليس مجتمع الصمود أولى وأØرى؟؟!.
- وإتقان Ùعل الصمود Ù†ØÙˆ زوجة الأسير، لا أن تسعى لتوÙير الØد الأدنى لها من الØياة الكريمة ÙØسب، وإنما أن تطلق Ø³Ø±Ø§Ø Ø£Ø³ÙŠØ±Ù‡Ø§ والد أبنائها، لا أن يبقى مغيبًا ÙÙŠ السجون عشرات السنين، وأن تشعر وتقتنع أن سعيك ومØاولاتك لاستعادته جاده لا تتوقÙ.
- والميزان Ù†Ùسه على اللاجئ والنازØØŒ وعلى النقب المهدد، والبيت المهدوم، والأغوار، ومساÙر يطا Ùˆ...ØŒ Ùإتقان الصمود شرط الانتقال للنهوض (الذي سنخصص له مقاله منÙردة).
27/03/2022