معركة الشجاعية.. شرارة انتفاضة الحجارة المباركة عام 1987م

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

📖 وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

أوردت صحيفة معاريف العبرية تفاصيل معركة الشجاعية البطولية التي أسفرت عن مقتل ضابط الشاباك الصهيوني فيكتور أرجوان عقب اشتباك مسلح مع أربعة من مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بتاريخ 06/10/1987م.

وأوضحت معاريف في عددها الصادر بتاريخ 09/10/1987م تحت عنوان "رجل الشاباك فيكتور أرجوان أفشل عملية تخريبية كان سينفذها أربعة من الجهاد الإسلامي" أن الخلية التي قُتلت بالشجاعية لها علاقة بعمليات أخرى، إضافة لاحتمال أن أعضاءها قتلوا قائد الشرطة العسكرية رون طال، كما أن اثنين من المجموعة ذاتها ممن هربوا من سجن غزة المركزي.

وأضافت الصحيفة على لسان قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال اسحق مردخاي: "قتل خلية الجهاد الإسلامي في غزة تشكل ضربة قوية للإرهاب"، فيما قال قائد عسكري كبير: "ما حدث يجعلهم يعيدون الحسابات اتجاه مواصلة العمل".

وأردفت معاريف: "الخلية التي منها اثنين من الهاربين من سجن غزة لها علاقة بالعملية التي أطلق فيها 17 رصاصة اتجاه سيارة صهيونية قرب جباليا حيث أصيب اثنين أحدهم جندي إصابات خطيرة"، مشيرةً إلى أن الجيش يبحث في علاقة هذه الخلية بالحادثين الخطيرين اللذين حدثا مؤخرًا في القطاع وهما مقتل جليل غروسي في شهر مايو ومقتل قائد الشرطة العسكرية رون طال في شهر أغسطس من نفس العام.

وفي تفاصيل العملية تضيف معاريف: "يقول أحد الجنود عند الساعة التاسعة مساءً رأيت سلاحًا في يد شاب بجانب سائق سيارة بيجو 504 فيها ثلاثة ركاب أثاروا الشك لدى قوات الأمن، تم الطلب منهم التوقف ولم يستجيبوا فقامت القوات بمطاردتهم، وهربت السيارة في الشوارع الفرعية بالشجاعية، وصولًا إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى حاجز نحال عوز، وقبل الحاجز بـ 300 متر كان هناك حاجزًا للجيش وحرس الحدود ورجال الأمن الذين تعرضوا لإطلاق النار من ركاب السيارة لحظة اقترابهم منها لفحصها، فأصيب رجل الشاباك فيكتور أرجوان بصدره فجثا على ركبتيه".

وتابعت الصحيفة: "تم الرد على إطلاق النار وقُتل المهاجمين الثلاثة الذين بداخل السيارة، كما تبين أن هناك سيارة ثانية من نوع بيجو 504 مثيرةً للشك، فنادا رجال الأمن على السائق ليتوقف فلم يستجب فأطلقوا عليه النار فأسرع في الفرار بين الشوارع الضيقة وتمت مطارته، ثم نزل من السيارة وحاول الهرب بسرعة ولم يتوقف فأطلقوا عليه النار فقتل".

وأوضحت: "أعضاء الخلية الأربعة الذين قتلوا برصاص قوات الأمن تصوروا وهم يحملون السلاح، كما عثر خلال التفتيش في أغراضهم على مواد قتالية مختلفة، وهم محمد الجمل وسامي الشيخ خليل، من الذين هربوا من سجن غزة المركزي، وفايز الغرابلي "زهدي قريقع" وأحمد حلس وجميعهم من الجهاد الإسلامي".

وتورد الصحيفة على لسان قائد المنطقة الجنوبية إسحق مردخاي عقب العملية: "هذه ضربة حقيقية للتنظيمات الفلسطينية في القطاع وللمساعدين لهم، وقواتنا في ملاحقة دائمة للخمسة الذين هربوا من السجن حيث اعتقل في 22 مايو أحد الهاربين الستة فيما قام الباقي بمجموعة من العمليات الخطيرة بغزة أبرزها قتل جليل غروسي في 25 مايو على تقاطع الشجاعية الشرقي، وقتل قائد الشرطة العسكرية بالقطاع رون طال بمسدس من مسافة الصفر في 2 أغسطس، وبعد أسبوعين أطلقت النار من قرب على الجندي تسافي جولدمان ومعه مدني صهيوني حيث أصيبا وردّا بإطلاق النار على المخربين الذين فروا من المكان، إضافة إلى عمليتي إطلاق النار على سيارتين صهيونيتين أسفرتا عن إصابة صهيونيين إصابات خطيرة، وكل هذه العمليات التي للخلية علاقة بها نُفذت رغم تكثيف الجيش ورجال الأمن عمليات البحث والتفتيش عن الهاربين".

وتابعت معاريف: "في مكان الحادث تجمع عدد من السكان المحليين المشكوك بتقديمهم المساعدة للمهاجمين أو إيوائهم، كما وجد بعض الأغراض التي استخدمها المهاجمين في بيت مجاور للشارع الرئيسي على بعد 100 متر من المقبرة الكبيرة في الشجاعية".

وأضافت: "قوات الأمن تخشى من تصاعد المواجهات في غزة بعد خطب الجمعة حيث تتوقع قوات الأمن استغلالها للتحريض على المواجهة، سيما أن المواجهات اندلعت في كافة أنحاء القطاع عقب مقتل كوادر الجهاد الإسلامي الذين يسكن أحدهم في رفح والثلاثة الآخرين في حي الشجاعية".

وعقب تفجر الأرض المحتلة بالمواجهات في مناطق كثيرة من قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين، قالت صحيفة معاريف في عددها الصادر بتاريخ 16/10/1987م على لسان قادة صهاينة كبار: "ضربة قوية للجهاد الإسلامي بغزة حيث اعتقل خلال 3 أيام قرابة 50 شخصًا من أعضاء الجهاد الإسلامي في القطاع"، مشيرةً إلى "انتقال المواجهات إلى بيت لحم ورام الله وشرق القدس وحدوث اضرابات تجارية جزئية حيث تم فرض منع التجوال على مخيم الدهيشة".

حديثنا في المرة القادمة عن مقتل الصهيوني شلومو سيكل في ساحة غزة عام 1987م

25/05/2022Ù…