تفاصيل مقتل الصهيوني شلومو سيكل طعنًا في ساحة غزة عام 1987م

اعتبرها الاحتلال أحد أسباب اندلاع انتفاضة الحجارة

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

📖 وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

أوردت صحيفة معاريف العبرية بتاريخ 07/12/1987م تفاصيل مقتل المستوطن الصهيوني شلومو سيكل وكيل شركة كيتر للبلاستيك طعنًا في غزة.

وذكرت الصحيفة أن "سيكل طعن حتى الموت عند الساعة 2 ظهرًا من يوم 06/12/1987م بعد أن أوقف سيارته بالساحة المركزية بغزة قرب أحد المحال الذي له علاقة تجارية معه، سيكل توجه للمحل التجاري وفجأةً من الخلف طعنه شاب في رقبته وهرب، الطعنة جاءت في الشريان الرئيسي، وهي تشبه طعنات أحد نشطاء الجهاد الإسلامي للصهيونيين حاييم عزران وإسرائيل كترو من عسقلان قبل أكثر من سنة".

وأضافت: "مباشرةً وبعد الطعن بالأمس تجمع المارة في ميدان فلسطين وقاموا بنقل المصاب للمستشفى الأهلي القريب من الميدان، مجموعة من الأطباء (صهاينة وعرب) حاولوا خلال ساعة وربع إنقاذ حياة سيكل لكنهم لم ينجحوا، وعقب العملية تم إعلان منع التجوال في المنطقة إضافة لاعتقال العشرات من المكان".

حيث ورد أيضًا في صحيفة حدشوت بتاريخ 07/12/1987م انه عند الساعة 01:45 ظهرًا خرج سيكل والذي يعمل كوكيل لشركة كيتر للبلاستيك من سيارة سوبارو تندر، وذهب إلى أحد المحال في ميدان فلسطين وبقي هناك مدة، وحين عودته إلى سيارته تم مهاجمته من الخلف وطعنه عدة طعنات في عنقه ورقبته وتم نقله إلى المستشفى الأهلي (المعمداني) المجاور للمكان وهناك فارق الحياة.

أعلن الجيش منع التجوال في المنطقة وأغلقت الشوارع القريبة ومنع الدخول والخروج منها، ونقلت جثته إلى المركز الطبي للتشريح.

وورد في جريدة الاتحاد بتاريخ 07/12/1987م تحت عنوان "فرض حظر التجوال على غزة بعد مقتل صهيوني بطعنات سكين".

وورد أيضًا في جريدة هآرتس بتاريخ 07/12/1987م عنوان في صدر الصفحة الأولى "أحد سكان بيت يام قُتل بطعنات في غزة".

أشار قائد المنطقة الجنوبية الذي حضر إلى المكان القاتلين انتظروا الضحية "وكيل شركة كيتر للبلاستيك كان يقوم بتفريغ بضاعة لأحد الزبائن" قليلًا وطعنوه من الخلف.

وأضافت الصحيفة أن شلومو سيكل ابن 45 عامًا والذي اعتاد المجيء كل يوم أحد وعلى خلفية الحدث تم اعتقال العشرات.

وفي الصحيفة ان شلومو سيكل وكيل شركة كيتر للبلاستيك وأحد سكان بيت يام قُتل أمس في قلب غزة بطعنات بسكين ومات بعد نقله إلى مستشفى المعمداني بغزة.

وأضافت الصحيفة سيكل وصل أمس إلى غزة لإنزال بضاعة لأحد التجار المحلين بغزة في شارع عمر المختار في ميدان فلسطين قرب بنك هبو عليم في المدينة وقد اركن سيارته السوبارو التندر قرب المحل، وبدأ بتنزيل البضاعة، قرب الساعة الـثانية ظهرًا وظهر فجأةً خلفه شاب غرس سكينه في عنق سيكل.

وفي السياق سيكل سقط غارق في دمع أمام العشرات من السكان المحليين ومنهم أصحاب محلات، وخلال خمس دقائق نقل إلى المستشفى (المعمداني) على يد بعض السكان المحليين ولم تنجح كل محاولات الأطباء المحليين والعسكريين لإنقاذ سيكل ومات خلال ساعة وتم نقل جثمانه إلى المركز الطبي للتشريح في أبو كبير لتشريحه وفقًا لطلب الشرطة.

تدفقت إلى المنطقة وقات من الشرطة والجيش وفرض منع التجول على ميدان فلسطين ونفذت قوات الامن عشرات الاعتقالات والذين تم الإفراج عنهم خلال نفس اليوم.

وقامت قوات الأمن بوضع الحواجز مانعتًا آلاف العمال العائدين إلى غزة، ونتيجة لهذه الحواجز حدث ازدحام شديد للسيارات، وفي وقت متأخر سمحوا للعمال بالعودة إلى أماكن سكناهم.

وخلال مرحلة التحقيق والفحص لمكان القتل وصل قائد المنطقة الجنوبية اسحق مردخاي وقال نحن في مرحلة الفحص والتدقيق على من يقف خلف هذه العملية، أنا اعتقد أن رجال التنظيم الذين يقفون خلف هذا العمل أو غيره انتظروا الضحية لوقت قصير وحين رؤيته قد وصل لمحل في الميدان طعنوه من الخلف مع كل الآسف والحزن على فقدان شخص، وأنا مقتنع وكل مرة سابقة أننا سنقوم اليوم بفعل كل شيء للعثور على القاتل أو القتلة وعرضه للمحكمة.

في السياق وللرد على سؤال هل يمكن للإسرائيلي زيارة القطاع؟ رد قائد المنطقة الجنوبية ممنوع ان نمنع الإسرائيليين من الوصول إلى أي مكان في القطاع.

وفي نفس الجريدة تم الحديث عن عمليات طعن قتل فيها قبل عام ثلاثة من سكان عسقلان (حاييم عزران، وإسرائيل كترو، شبتاي شلشبيلي) وكذلك أشار إلى مقتل أحد سكان أبو غوش وطعن كذلك مسعود شوشانة في مركز المدينة.

وفي تاريخ 25/05/1987م تم قتل جريل غروسي من مستوطنة مليلوت شرق الشجاعية، وكذلك قتل في تاريخ 02/08/1987م قائد الشرطة العسكرية رون طال بإطلاق النار عليه في شارع الوحدة، وبعد مرور أسبوعين من عملية قتل رون طال أطلق النار من كمين على سيارة صهيونية أصيب فيها اثنين منهم الجندي تسافي قلدمان، وفي تاريخ 06/10/1987م قتل رجل الشاباك فكتر ارجوان باشتباك مع أربعة مخربين والذين قتلوا في نفس الاشتباك شرق الشجاعية.

وإضافة إلى عمليات القتل ومحاولات القتل تقريبًا كل يوم زجاجات حارقة على قوات الأمن ولكن في معظم الحالات كانت الخسارة مادية فقط.

ومع سلسلة الأحداث تم التساؤل كيف يمكن طمأنة الجمهور الصهيوني الذي يزور غزة لإدارة تجارته ولا توجد تغطية أو حماية أمنية له، ومع كل ذلك لا بد إلى الإشارة إلى أن قوات الأمن سجلت نجاحات في غزة كاكتشاف تنظيم الجهاد الإسلامي وبعض قتلة الإسرائيليين وتم قتل البعض منهم.

جدير ذكره أنه وبعد يومين من هذه العملية في 8 ديسمبر قام أحد المستوطنين (سائق لمقطورة ويدعى إسرائيل بوكبزة) بصدم سيارتين للعمال الفلسطينيين أثناء عودتهم من العمل في منطقة بيت حانون "إيرز" فاستشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرين، وعلى إثر ذلك أشيع أن المستوطن الذي صدم المركبات قريب المستوطن شلومو سيكل الذي طُعن في ساحة غزة؛ ونتيجة لذلك ولأسباب أخرى بدأت إنتفاضة الحجارة.

حديثنا في المرة القادمة عن عملية إلقاء قنبلتين على جنود الاحتلال في حي النصر غرب غزة عام 1988م

01/06/2022Ù…