تفاصيل صفقة التبادل تثير حزن أهالي الأسرى المستثنى أبناؤهم منها

موضوعات ذات صلةً

• وفاة والد الأسير المحكوم بالمؤبد ثائر حماد
• الاحتلال يعتقل والدة الأسير البدن خلال زيارته في السجن

باتت تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المزمع تنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة تثير حزن أهالي الأسرى الذين لم تشمل القائمة أسماء أبنائهم، وما أن أعلنت حركة حماس عن الأسماء التي يشملها الإفراج حتى تأكدت عائلات كثيرة أن أبناءها سيبقون في السجن، فسادت المنازل مشاعر الحزن بدلاً من مشاعر الترقب والأمل.
وفقدت كثير من العائلات خيط الأمل الرفيع الذي تمسكت به منذ اختطاف الجندي الصهيوني جلعاد شاليت، وباتت مشاعر الحزن واضحة على كل أهالي الأسرى خارج الصفقة، وليس أدل على ذلك ما حدث مع زوجة الأسير سلامة عبد الله مصلح التي فقدت الوعي أكثر من مرة بعد علمها أن زوجها باق في السجن.
بعينين دامعتين قالت: أمضى زوجي 19 عاماً، وهو محكوم بالسجن مدى الحياة، لكنهم لم يدرجوا اسمه في القائمة.
وأضافت: لم يكن قد مضى عام على زواجنا حين اعتقلوه قبل 19 عاماً، وبسبب حزني الشديد فقدت جنيناً عمره شهران، وعشت طيلة السنوات السابقة على أمل أن يعود.
وتساءلت: أنا أريد أن يخرج الأسرى من السجن لكن أطالب بالعدل، هناك أشخاص أمضوا سنوات طويلة ولم يخرجوا.
بدأت زوجة الأسير مصلح في الصراخ بشكل هستيري استدعى تدخل الأهالي المتواجدين في باحة الصليب الأحمر لتهدئتها.
في مكان آخر، بدا الشاب تيسير شبير حزيناً، قصته تشبه قصة الأسير مصلح حيث أمضى أخوه حازم 19 عاماً من أصل محكوميته البالغة مدى الحياة.
وقال شبير الذي يضرب عن الطعام منذ عشرة أيام: إنه غير قادر على إبلاغ عائلته خاصة الأم أن أخاه لن يخرج.
وتابع: إذا علمت أمي بالخبر سيصيبها مكروه خاصة بعد أن جاء إلينا أشخاص من حماس وأبلغونا أنه ضمن الصفقة لكننا لم نجد اسمه في قائمة الأسماء.
وأكد بحزن أن هناك الكثير من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد لكن الصفقة لم تشملهم، مشيراً إلى عدم وجود معايير محددة للإفراج.
أما الحاجة أم ضياء الفالوجي والدة الأسيرين ضياء ومحمد فنقلت إلى المستشفى لأن ابنيها لم يكونا ضمن القائمة.
وقالت زميلتها الحاجة أم إبراهيم بارود إن الحاجة الفالوجي شعرت بالحزن الشديد ونقلت إلى المستشفى لخطورة وضعها الصحي.
وأكدت أم إبراهيم أنه لم يتبق على خروج ابنها من السجن سوى عام واحد، لافتة إلى أن كثيرا من أهالي الأسرى خاصة الأمهات نقلوا إلى المستشفى لأسباب لها علاقة بالصفقة.
وقال شقيق الأسير علاء أبو جزر المضرب عن الطعام: إن والدته نقلت إلى المستشفى كذلك في أعقاب سماعها أن شقيقه لن يخرج من السجن.
وأضاف أن أخاه محكوم بالسجن 18 عاماً أمضى منها 8 أعوام، وأنهم كانوا يتوقعون أن يخرج من السجن ضمن الصفقة.
بعد نحو ساعة نقل الشاب أبو جزر بدوره إلى المستشفى بعد أن ساء وضعها الصحي نتيجة الإضراب عن الطعام، بينما سادت خيمة التضامن مع الأسرى حالة من الحزن والأسى لغياب الأسرى في السجون وإضرابهم المتواصل عن الطعام لليوم العشرين على التوالي.
إلى ذلك، ما زالت خيمة الاعتصام تجتذب المزيد من الفعاليات التضامنية مع الأسرى في السجون، ونظم التجمع الوطني الديمقراطي التقدمي مسيرة تضامنية مع الأسرى تقدمتها مجموعة من الأطفال والزهرات من رياض الأطفال.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات تدعو لحرية الأسرى قبل أن يعقدوا مؤتمراً خطابياً في الخيمة.
وحذر محمد كامل السلطان رئيس التجمع من ترهل حملات التضامن مع أحزاب الأسرى، منوها إلى أهمية ألا تؤثر صفقة التبادل على التضامن مع الأسرى.
وأكد السلطان أن قضية الأسرى ستبقى ضمن الأولويات الوطنية حتى طي ملف هذه القضية بخروج الأسرى من كافة السجون، داعياً إلى تكثيف حملات التوجه إلى خيام الاعتصام والمساندة.
واعتبر الصفقة إنجازاً وطنياً وانتصاراً للمقاومة على الاحتلال، مؤكداً أن النصر الحقيقي يوم تحرير وعودة كل  الأسرى إلى بيوتهم معززين مكرمين.
وكان وفد من وزارة العدل التابعة للحكومة المقالة زار الخيمة مبدياً تضامنه مع الأسرى في سجون الاحتلال مندداً بالجرائم المرتكبة ضدهم.

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 17/10/2011)

تعليقات الفيسبوك