السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة الأسيرة المحررة قاهرة السعدي تحتفي بيوم الأم

    آخر تحديث: الأحد، 25 مارس 2012 ، 00:00 ص

    "أمي غاليتي كل يوم وأنت بقربي، أنت جنتي وحياتي ودنيتي نحبك، الله لا يحرمنا منك، أمي يا أجمل اسم نطقت به في حياتي، نحبك أمنا، اليوم عيد لقاهرة وغدا عيد للينا وموعد الحرية قريب لكل الأمهات بلا سجون وقيود"، تلك الجمل والعبارات خطها الأبناء محمد ورأفت ودنيا وساندي وصديقاتها أسماء وكفاح وتحرير وكرمل منصور بأشكال وصور مختلفة على بالونات ويافطات صغيرة زينوا بها جدران منزلهم في مخيم جنين في أجواء أول احتفال نظمه الأبناء الأربعة ووالدهم ليفاجئوا أسيرتهم المحررة الزوجة والأم قاهرة السعدي التي تستقبل عيد الأم لأول مرة منذ عشر سنوات في منزلها وبين أبنائها الذين تركتهم أطفالا صغارا، وعاشت الألم والمعاناة في غيابهم وهي تستقبل كما تقول ساندي "المناسبات والأعياد بما فيها عيد الأم والسجان وسجنه يحرمنا منها ومن هدايانا، فكانت كل لحظات المناسبات بكاء وألم ومعاناة قررنا بعدما كبرنا وتحقق حلمنا وأمنا تتنفس هواء الحرية في صفقة "وفاء الأحرار" أن نستعيد حياتنا بلا قضبان وحواجز وغرف الليل المظلمة، ونحرر أعيادنا لعلنا نعوض والدتنا عنها ونرسم أحلام الفرح والمستقبل لأعياد نصلي لله أن لا تنتهي وان تكون كل لحظة في حياتنا عيد".

    أعياد الحزن والألم
    يوم الأم، يعتبر من المناسبات التي شكلت عنوانا للألم والمعاناة في حياة قاهرة التي لم تحتفل به مع أبنائها منذ اعتقالها في 2002-5-8ØŒ فعندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلها للمرة الثانية بعد يومين من اعتقال زوجها ناصر وأشقائها فوجئت قاهرة بانتزاعها من بين أطفالها، وتقول: "لم ولن أنسى أبدا لحظة اعتقالي، فلم يراع الجنود وضعنا وظروف حياتنا وأمامي أطفالي قيدوني والقوهم أرضا لم يهتموا بطفولتهم وبكائهم وصرخاتهم وعندما القوني في الدورية شعرت أن قلبي توقف من شدة الرعب والخوف والقلق ليس من السجن والسجان وإنما على مصير أطفالي، واقتادوني لرحلة ومصير العذاب وتركت خلفي ساندي (9 سنوات) ومحمد (8 سنوات)  ورأفت  (5 سنوات) ودنيا (4 سنوات) لظلم الدنيا في غياب الوالدين ليعيشوا في الملاجئ عامين حتى تحرر والدهم وجمعهم وبدأت رحلة الصبر والألم والأمل بكل ما فيها من محطات عذاب خاصة في الأعياد".
    وتضيف " في عيد الأم كنت أموت من شدة حزني وكانت الهدية التي انتظرتها عناق أطفالي، لم يكتفوا بحرماني منهم ونفيي في السجن الذي لم ينل من معنوياتي ولكن لحظة حزني عندما اعجز عن ضمهم أو لمس أيديهم وحتى حرماني من هديتي ككل الأمهات، فعندما كانت تأتي المناسبة تتجدد أحزاني ولا أجد سوى الصور مع رفيقة دربي لينا الجربوني نرسم فيها الأمنيات ونحلم بخوف وقلق ونحن نتساءل هل سيأتي يوم أتلقى فيه هدية العيد من أبنائي ككل الأمهات في العالم، وحكومة الاحتلال قضت بسجني 3 مؤبدات إضافة الى 20 عاما".

    ويتحقق الأمل
    مرت السنوات العجاف، وتتالت المناسبات والصبر والصمود سلاح الأبناء والزوج والأسرة والأم الصابرة التي قادت محطات نضال الأسيرات خلف القضبان بصمود وتحد وعطاء بعدما أصبحت أميرتهن التي تتفانى في العطاء والنضال لأجل حياة كريمة رغم قهر السجن والسجان، وبين مساحات الألم والأمل، استجاب الله لدعوات قاهرة وفلذة كبدها وتحررت في صفقة «ÙˆÙØ§Ø¡ الأحرار » رغم محاولات استثنائها وشطبها وبدأت تستعيد حياتها بحب العائلة وآمال المستقبل بعدما كبر الأبناء وهم يواصلون دراستهم برعاية وحب الأم والأب، وتفوقت ساندي في الثانوية والتحقت بمقاعد الدراسة وهي تشجع والدتها قاهرة على قهر الظروف وتحديات الحياة Ùˆ الالتحاق بالجامعة رغم انها تستعد لفرحة أول مولود بعد التحرر.
    ووسط أجواء الفرح، حل موعد عيد الأم الأول بعد تحرر قاهرة التي كانت على موعد مع مفاجأة الطقس الخاص الذي رسمت لها ساندي مع أشقائها ووالدها وخالتها رانية وصديقاتها، وتقول ساندي: "طوال الأيام التي سبقت المناسبة بدأت أفكر بطريقة مؤثرة وجميلة تفرح أمي وترسم البسمة في قلبها وحياتها، فعلى مدار 10 سنوات حرمني السجان وأشقائي من تقديم هدية لامنا في كل الأعياد، كنا نبكي ونحزن في كل عيد لأننا محرومين من والدتنا ونتنغص كلما شاهدنا أقرباء لنا وأصدقاءنا يتبادلون ويقدمون التهاني لأمهاتهم، واليوم يأتي عيد الأم وأمي معنا وبيننا تمنحنا الحب والدفء والحياة وتنير حياتنا".
    طوال اليوم، كانت تنتظر قاهرة هديتها دون أن تعلم انها قادمة في ساعات المساء، ففور خروجها من المنزل تقول ساندي: "اجتمعت وأشقائي والصديقات وزينا الجدران بالبالونات واليافطات التي ترجمت فرحتنا وآمالنا ورسمت أجمل الأمنيات لوالدتنا التي زينت صورها مع رفيقة دربها أقدم الأسيرات في السجن الصهيوني حاليا لينا الجربوني أيضا واجهة غرفة الضيوف. وانتهت الاستعدادات وتحولت غرفة الضيوف لقاعة احتفال، ثم أطفأنا الأضواء وعم الصمت المكان في وقت كانت خطوات قاهرة وزوجها تقترب أكثر من الغرفة التي أوصدت أبوابها وبدأت تنيرها شموع الفرح وأصوات خافتة تعمد المحتفلين إصدارها لجذب اهتمام والدتهم لتفتح الباب. أجمل فرحة وتحقق ما تمنته ساندي وأشقاؤها وصديقاتها، فالأصوات في ظلال الصمت قادت قاهرة للغرفة، وعندما فتحت الأبواب، تسمرت في مكانها لتنهمر الدموع دون توقف عندما شاهدت المفاجأة، شموع مشتعلة تكسر عتمة الليل التي كانت تخيم في حياتها سنوات طويلة، ولكنها لأول مرة تعشق وتحب تلك العتمة التي أضاءت شموع الفرح أمامها ومما زادها سعادة رؤيتها لأجمل صورة تعشقها ولا تفارقها لحظة، لرفيقة دربها لينا التي لا تتوقف عن البكاء عليها لحظة لأنها استثنيت من الصفقة سارعت قاهرة لعناق أبنائها وصديقاتها دون أن تردد كلمة واحدة من شدة فرحتها وتأثرها بالمفاجأة.
    وقالت قاهرة: "شعرت اليوم بمعنى آخر لحريتي وحياتي، انها أجمل لحظة بعمري، كانت مفاجأة كبيرة لم أتوقعها فبعد حلم الحرية كنت دوما أتمنى أن افرح بعيد الأم بعد معاناة السنوات الطويلة، والحفل الذي يشهده منزلنا جعلني أنسى كل أيام الألم الحمد لله كبر أبنائي وأصبحوا يهتمون بفرحي ومناسباتي وإسعادي، انها اكبر وأجمل هدية في حياتي، ولكن ما ينغص علي أن لينا رفيقتي وأختي ما زالت في السجن، اشعر بفرحة لان أبنائي لم ينسوها واحضروها معنا بصورتها ولكني اشعر بروحها معنا لذلك دعائي من قلب أم أن تفرح لينا بالحرية عما قريب.
    في لحظات الفرح، عانقت ساندي والدتها وقدمت هديتها وقالت: "إنني أشعر بفرحة لا تصفها الكلمات، أول مرة أقوم بتحضير حفلا خاصا لأمي ويجتمع شملنا مع أشقائي ولأول مرة نعرف معنى طعم عيد الأم الحقيقي". أما ابنتها الثانية دنيا قالت: "أصلي يكون كل يوم في حياة أمي عيد تنسى فيه السجن، لذلك كتبت لها عبارة أمي غاليتي كل عام وأنت بقربي بحبك"، وأجهشت قاهرة بالبكاء وهي تعانق باكورة أبنائها محمد الذي أصبح شابا، وقال محمد: "أمضيت عمري أتألم وأتحسر لغياب أمي، وفي عيد الأم أشعر أني اسعد إنسان على وجه الأرض"، أما رأفت فقال: "أخيرا تحقق حلمي وقدمت لامي هدية عيد الأم، أسأل الله أن يديم فرحنا بحب أمنا ورعايتها وحنانها الذي حرمنا منه طويلا".
    ولم تختلف فرحة صديقات ساندي وهن تقدمن الهدايا لقاهرة، وقالت أسماء منصور: "شعوري رائع وجميل لمشاركتي صديقتي ساندي الفرح بأمها التي نعتز بها لأنها نموذجا للام المناضلة". أما كفاح فقالت: "شعرت بالفرح والحزن في عيد الأم عندما شاهدت خالتي قاهرة وأبنائها، أمنيتي أن لا يتفرقوا أبدا ونرى حياتهم أعياد".

    عيد الأم في السجن
    وبين تبادل التهاني، وفرحة ودموع قاهرة، روت المحررة على مسامع الحضور صورا من معاناة الأمهات في الأعياد بسبب الاعتقال وقالت: "الاحتلال حرص دوما على احتجازنا في قبور مظلمة وكل شيء في حياة السجن والأسيرة ألم ومعاناة وعذاب، ليست الأحكام ومحطات التعذيب والعقاب ما كان يؤثر فينا، ألمنا كان يتجدد في الأعياد والمناسبات وافتقادنا للحظات السعيدة التي كنا نسمع عنها ونحرم منها خاصة بالنسبة للأسيرات الأمهات"، وأضافت: "كان عيد الأم من أكثر المناسبات ألما وحزنا لنا كأمهات وسط الحرمان حتى من زيارة الأبناء وحتى مشاركتهم الفرح وتبادل التهاني، وكنت امضي اليوم في الحزن والبكاء والألم وفي نفس الوقت كنا نتسلح بالإرادة والأمل فنعمل على تجاوز الأزمة واللحظة باستحضار أبنائنا بصورهم، كنت اجلس كل عام مع لينا واروي لها حكايات أطفالي ونعيش الحلم كأي أم نعيشه بالأسر وككل الأحلام ونقاوم حقدهم بالأمل والآمال".
    وتستذكر لينا محاولات الأسيرات إسعاد الأمهات والاحتفاء بهن رغم منغصات الإدارة، وتقول: "من أجمل الصور التي لا تنسى رغم قساوة السجن الترابط بين الأسيرات وشعورهن ببعضهن البعض، ففي عيد الأم كانت الأسيرات يتضامن معنا كأمهات والتخفيف عنا من خلال تقديم الهدايا لنا وهي متواضعة ورائعة وجميله من صناعة الأسيرات "، وأضافت: "كانت الأسيرات تتعامل معنا كأمهاتهن فكنا نسرق الفرحة لان الإدارة دوما كانت تنغص علينا وتمنعنا الفرحة والاحتفالات، واليوم تخلصنا من تلك السجون ولن يتمكن من تقييد حريتنا ومنعنا من فرحتنا التي لن تكتمل حتى تحرير كل الأسيرات والأسرى وفي مقدمتهن أختي الصابرة الجربوني المحكومة 17 عاما".

    أمنيات قاهرة
    قاهرة جهزت هدية خاصة في عيد الأم للينا في سجنها ورغم انها ليست أم، قالت: "الأسيرة المناضلة لينا هي أروع أم ربت ورعت وخرجت أجيال من الأمهات في المعتقل، منذ اعتقالها كرست حياتها لخدمة الأسيرات وفضلتهن على نفسها ومثلتنا أفضل تمثيل لتكون على مدار 10 سنوات الأم والمربية والمدرسة والواعظة التي تركت بصمة واثر في حياة كل أسيرة، ولأنها ما زالت صامدة والأم الأروع والنموذج الأمثل في الصبر فهي معنا في كل مناسبة ولن نفرح بدونها"، وأضافت "دعائي في العيد وصلاتي لله أن نفرح بحرية لينا وكل الأسيرات، في كثير من الأيام خاصة في الأعياد ورغم تمسكنا بالأمل كنا عندما نجلس أنا ولينا نشعر بلحظات في اليأس ولكن الله كرمنا بعزيمة الإيمان والصبر وحقق جزءا من أحلامي وأمل أن تكون لينا في العيد القادم بيننا تعيش حياة الحرية وتجتمع بأهلها وتحظى برفيق درب صالح ويستحقها لنكمل الحلم، وأناشد كل الأمهات أن يكون دعاءهن لله لحرية الأسيرات وتحقق الأمل الذي لن نتخلى عنه في تحرير الأسيرات والأسرى وإغلاق السجون والخلاص من الاحتلال وإنهاء الانقسام واستعادة وحدتنا لأنه لن نحقق النصر دون تلاحمنا وحدتنا".

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 24/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية