26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والد الاسير القاصر راشد: ابني لم يشكل خطرا على الامن الصهيوني

    آخر تحديث: الإثنين، 02 يوليو 2012 ، 00:00 ص

     

    يشعر الوالد عمر محمد راشد بحزن وألم كبيرين مع خسارة ابنه محمد عاما دراسيا سيؤجل حلمه بالعبور للثانوية العامة ليؤمن مقعده الجامعي الذي يترجم أمنية طفولته في الالتحاق بكلية الطب، فالطريق نحو الحلم الأجمل للوالد وولده أصبحت مغلقة حتى اشعار آخر بسبب القيد الذي اغتصب حرية محمد ورصاصات الجيش الصهيوني التي أدت لإصابات بالغة جعلته مقعدا بعدما فقد القدرة على السير.
    وفي ظلال هذه الصور المؤلمة، يسابق الوالد الأربعيني الزمن باحثا عن فسحة أمل وحل ينقذ حياة محمد الذي تواصل المحكمة تمديد اعتقاله رافضة الإفراج عنه رغم أنه لم تثبت إدانته بأي تهمة ويعيش في السجن أوضاعا صحية صعبه، ويقول: "نقرع الأبواب ونستصرخ كل الضمائر لإنقاذ حياة ابني الذي تحول في لحظة لمصاب ومشلول ومعتقل، محمد كان طالبا مجتهدا خلوقا لم يكن مسلحا أو مطلوبا ولم يشكل خطرا على الأمن فبأي قانون يعتقل؟" ويجيب على تساؤله "جميعنا نعرف أنه قانون الظلم الصهيوني ولكن إلى متى سيبقى العالم يصمت إمام ما يمارس بحقنا من ظلم، وابني مقيد في سرير المرض والإصابة في السجن دون ذنب أو سبب فإلى متى؟”.

    الاعتقال والاصابة
    يتذكر الوالد عمر، أن نجله محمد غادر صبيحة يوم 8- 3- 2012 منزله في بلدة يطا قضاء الخليل متوجها إلى مدرسته، ويقول: "ابني طالب خلوق وأديب ومهتم بدراسته ويحب اغتنام الوقت في دراسته وممارسة أشياء مفيدة، تميز بأحاسيسه المرهفة وحبه للحياة والجميع وكانت هوايته رعاية الطيور"، ويضيف "داوم في صفه كالمعتاد وبعد مغادرته المدرسة وفي الطريق أصيب بثلاثة أعيرة نارية بشكل مفاجئ عندما داهمت القوات الصهيونية البلدة وشرعت بإطلاق النار دون سبب".
    ويؤكد الاسير المصاب محمد لمحامي نادي الأسير الذي زاره في عيادة سجن الرملة، الذي لا يزال يتذكر تفاصيل تلك اللحظة، ويقول: "عندما كنت أسير في منطقة البنك في بلدتي فوجئنا بدوريات الاحتلال تداهم المنطقة وفي لمح البصر شرع الجنود بإطلاق الرصاص الحي على المارة والأهالي دون مبرر". ويضيف "كانت لحظات مروعة فلم تقع أحداث في المنطقة تستدعي إطلاق النار وفجأة وقعت أرضا بعدما أصبت بالرصاص وإحداها اخترقت فخذي الأيمن (عظمة الورك الأيمن).
    سقط محمد على الارض بجسده الغض الصغير والدماء تنزف من أنحاء جسده ورغم ذلك يقول: "هاجمني عدد من الجنود وأمسكوني من قدمي وسحبوني على الأرض رغم أني كنت مصابا وأنزف، ودون سبب لم يراعوا صرخات ألمي وانهالوا علي بالضرب المبرح بأرجلهم على رأسي وجميع أنحاء جسمي".
    في نفس الوقت والموقع مشهد مروع تلك الصورة لا تفارق مخيلة الطالب في الصف الحادي عشر محمد الذي شعر في تلك اللحظة أنه لن يعيش مجددا، ويقول: "تحولت الساحة لمنطقة عسكرية مغلقة ولكن الأصعب من ألم الاصابة خاصة في قدمي اليسرى كان الضرب المبرح الذي استمر رغم النزيف المتواصل الذي رافقه احتجاز سيارة الاسعاف الفلسطينية لفترة وعندما سمحوا لها بالمرور وبدأت بإجراء الإسعافات الأولية وأنا ملقى على الأرض حضرت سيارة إسعاف صهيونية وألقاني الجنود داخلها". ويقول المصاب الأسير محمد لمحامي نادي الاسير "نقلوني في حالة يرثى لها إلى مستشفى “سوروكا” وأجريت لي عدة عمليات جراحية له، ولكن لا أذكر ما حدث لأنني في غرفة الطوارئ فقدت الوعي وخضعت للعمليات وأنا مخدر بالكامل ولكن مرت علي لحظات شعرت فيها أنني لن أعود للحياة".
    لكن محمد يتذكر أنه في اليوم التالي استيقظ وتم إبلاغه أنه تم إجراء عملية جراحية له دون اطلاعه على التفاصيل، مشيرا إلى أنه احتجز في غرفة المستشفى وسط حراسة مشددة ومقيد اليدين.
    ويوثق نادي الاسير شهادة أحد الأطباء عن وضع الأسير والتي قال فيها: "حضر الطفل محمد إلى المستشفى وهو يعاني من إصابة بالرصاص في عظم فخد الورك الأيمن حيث كان هناك تهتك بالعظام، كما وتبين بعد الفحص أن هناك ثقب في المصران في البطن وعليه أجريت له عمليه على الفور وتم استئصال جزءا منه".

    استجواب وتحقيق
    نجا محمد من الموت، لكن حياته تضررت من تأثير الرصاص الذي أحدث لديه اعاقة يخشى أن تدوم للابد، وروى الأسير محمد لمحامي النادي، أن المخابرات أخضعته للتحقيق ثلاث مرات في المستشفى قبل تماثله للشفاء وفي مرحلة لاحقة تكرر استجوابه والضغط عليه لاستغلال اصابته دون مراعاة آثار إصابته التي أدت إلى فقدانه القدرة على الوقوف والسير وأصبح مقعدا على كرسي متحرك، ورغم انكاره للتهم المنسوبة إليه رفضت السلطات الصهيونية الافراج عنه، ويضيف "إن كل لحظة في اعتقالي تسبب مضاعفات جديدة على صحتي وحياتي، كل التهم التي وجهت لي باطلة ولكنهم يريدون ابقائي في الأسر لإخفاء معالم جريمتهم وكأن إصابتي وشللي غير كاف فهذه الحالة لا تختلف عن الموت لأنها إعدام بطيء ومستمر فلا يوجد أصعب من الإعاقة وحرمان إحدى نعم الله".

    صدمات متتالية
    لم يكن أمام محمد وعائلته سوى الصبر والأمل بتحسن وضعه بينما كان نادي الأسير ووالده يتابعان التحرك والضغط لإطلاق سراحه، ويقول والده: "أكبر صدمة تلقيتها في حياتي عندما علمت بنتائج الإصابة المدمرة، أبكي كل يوم من شدة قلقي وخوفي على مستقبل ابني الذي كان يجب أن يكون في مثل هذه الايام يستعد للثانوية العامة القادم ليحقق حلمه بدراسة الطب"، واضاف "أصابوه وعاقبوه بأبشع صور العذاب دون أي مبرر وبعد شهرين من المعاناة وقبل انتهاء علاجه في مستشفى سوروكا نقلوه إلى عيادة سجن الرملة لكنها تشكل عنوانا للعذاب والعقاب ولا يحظى فيها المعتقل مهما بلغ وضعه الصحي سوءا على أي علاج".
    وخلال زيارة محامي نادي الأسير له في الرملة مؤخرا، قال محمد: "إنه لازال يعاني من أثر الاصابة في قدمه اليمنى ومضاعفاتها التي نجم عنها تهتك في جزء الفخذ الذي يربط الجسم بالقدم مما جعله مقعدا وغير قادر على السير ولم يطرا أي تحسن"، وأضاف "كل الفحوصات أثبتت حاجتي لرحلة علاج طويلة وعمليات جراحية ولكنهم يواصلون احتجازي في هذا القسم الذي لا يختلف عن أي سجن وعدة أطباء طالبوا بنقلي لمستشفى مدني لكن الإدارة ترفض".

    العقاب الاقسى
    ومما يضاعف مشاعر الخوف والقلق لدى عائلة الاسير المصاب محمد، منع عائلته من زيارته رغم مرور حوالي 4 شهور على اعتقاله، ويقول والده “منذ اعتقاله وحتى هذه اللحظة لا يوجد لدينا معلومات كاملة عن ابننا ووضعه الصحي ونعتمد على تقاري المحامين لأن الكيان لم يكتف بكل تلك العقوبات فقد منعوا كل أفراد العائلة من الزيارة بذريعة المنع الأمني"ØŒ وأضاف "يؤلمنا صمت وتغاضي كل مؤسسات حقوق الإنسان عن مأساتنا الكبيرة استمرار اعتقال ابني دون مبرر وتمديد توقيفه وإهمال علاجه ثم منع زيارته فإننا نستصرخ كل ضمير حي مساعدتنا لنزوره ونراه أين هي الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان؟".
    وتابع "توجهت لكافة المؤسسات ومنها الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود ومركز الشكاوي وعرضنا قضيتنا عليهم لحلها وإيجاد طريقة لحل الرفض الذي تفرضه السلطات الصهيونية علينا لكن حتى الآن لم نجد ردا منهم أو حلا لهذه القضية.

    تمديد توقيفه
    في 30 - 5 عقدت محكمة عوفر آخر جلسة لمحمد وطلب محاميه بالإفراج عنه نظرا لوضعه الصحي ولكن القاضي استجاب لطلب المخابرات وقرر تمديد توقيفه حتى 2012/7/11، ويقول والده: "ابني ليس له أي نشاط سياسي وهو طالب مؤمن بالله عز وجل وهدفه حياة آمنة مستقرة ككل أبناء شعبه ومحب لعائلته ومهتم بحياته ومستقبله". وأضاف "هل يعلم العالم أن محمد من أوائل الطلبة في الفرع العلمي في مدرسة ذكور يطا الثانوية و كل أمله اكمال دراسة الطب بعد التفوق في الثانوية العامة، لكنه اليوم أسير وجريح وعليل فإلى متى سيبقى محروما من العلاج ومسلوبا للحرية و حلمه مؤجلا؟".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 1/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية