03 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أم أحمد تفتقد شهيدها محمود وتتمنى تحرر أسيرها محمد

    آخر تحديث: الأحد، 29 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    لا تملك الوالدة أم أحمد سوى الدعاء لله ليصبرها ويخفف ألمها في شهر رمضان المبارك الذي يأتي متزامنا مع الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد ابنها محمود سمير عبد الرحيم هلال ومع استمرار رحلة معاناة ابنها الأسير محمد المحكوم بالسجن 10 سنوات والذي يعاني المرض وترفض إدارة السجون علاجه.
    وفي منزلها في مدينة قلقيلية، لا تتوقف عن البكاء مع كل إفطار وسحور لأن الأماكن التي كان يشغلها محمود ومحمد ما زالت فارغة، وتقول: "الاحتلال حرمنا طعم وبهجة رمضان وكلما اجتمعت عائلتي على المائدة يتقطع قلبي من شدة الحزن فصورهم لا تفارقني والشوق يكبر وما باليد حيلة لان الاحتلال يتحكم بحياتنا". تحدق أم أحمد، بصور شهيدها محمود 23 عاما، الثالث في عائلتها المكونة 9 أفراد، وتقول: "أي شريعة أو قانون يجيز الظلم والعقاب الذي يمارس الاحتلال بحقنا ليسلبنا أبنائنا ويحرمنا منهم لقد حكموا بالإعدام على الفرح في حياتي منذ استشهاد محمود في ريعان الشباب"، وتضيف "كلما سمعت آذان المغرب في رمضان أتذكر محمود وحضوره الجميع على المائدة ولكنه رحل وأصبح ذكرى صحيح إنها لا تفارقنا ولكن غيابه فتح جرحا في قلبي وحياتي سيبقى ينزف للأبد".
    تبكي أم أحمد دون توقف وهي تستحضر ذكرى شهيدها، وتقول: "محمود عاش واستشهد بطل، كان شابا طموحا مفعما بالحيوية محبا للعلم ووطنه لذلك انتمى لحركة فتح وهو على مقاعد الدراسة وفي الجامعة تميز بدوره البطولي في المسيرات والمواجهات"، وتضيف "درس في جامعة القدس المفتوحة تخصص إدارة أعمال، وبين نشاطه الوطني مع اندلاع انتفاضة الأقصى كان يعمل في مصنع نسيج للسيارات في قلقيلية، وتمتع بكل صفات الرجال المؤمنين بقضيتهم والمحبين لوطنهم فلم يتأخر عن تأدية واجبه الوطني والاجتماعي كان يحب مساعدة الآخرين ويضحي بحياته من أجل أبناء شعبه".
    أم أحمد التي يسميها أهالي مدينتها بالأم الصابرة، تقول: "في تاريخ 15-7-2002، وخلال اجتياح قوات الاحتلال لمدينة قلقيلية حاصرت المصنع الذي يعمل فيه محمود، و قصفته بالقنابل الحارقة مما أدى إلى استشهاده، ثم حرقت المصنع و منعت الدفاع المدني من إطفاء الحريق". وتتابع "كانت لحظات مروعة وقاسية لن أنساها فقد قتل ابني بدم بارد ورغم حزني وألمي صبرت وقلت الحمد لله على كل حال ودعوته أن يتقبله شهيدا".

    توالي الصدمات
    ورغم إيمانها بالقضاء والقدر، لكن الصدمات تتالت في حياة الوالدة الصابرة، فرفيق دربها زوجها توفي بعد فترة وجيزة متأثرا باستشهاد محمود، وتقول: "أصعب شيء في الحياة فقدان الأحبة، ففي رمضان نفتقد أيضا زوجي الذي حزن بشكل لا يوصف ولم يحتمل صدمة استشهاد محمود فلحق به لنعيش الحزن والمرارة الكبيرة".
    خلال ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال نجلها محمد، وتقول: "وسط الألم استمرت قوات الاحتلال في استهدافنا وداهمت منزلنا في تاريخ 3/ 5/ 2003 واعتقلوا محمد الذي تعرض للتعذيب والعزل وحوكم بالسجن لمدة 10 سنوات".

    رمضان التاسع في السجن
    لم تحتمل الوالدة الخمسينية الصدمة الجديدة التي أضيف إليها اعتقال الابن الثاني أحمد فأصيبت من شدة الحزن والبكاء بأزمة في الصدر ورغم ذلك أصرت على تحدي الألم وزيارة أبنائها، وتقول: "اعتقل أحمد بعد 3 شهور من زواجه وكان حزني كبيرا عندما أنجبت زوجته أول الأبناء وهو خلف القضبان، وقد حوكم بالسجن 22 شهرا، وعشت أيام قاسية وأنا استقبل رمضان والأعياد محرومة من أبنائي".
    فرحت أم أحمد بتحرر أحمد بعد قضاء محكوميته، ولكنها تشعر بحسرة وهي تستقبل رمضان للعام التاسع محرومة من محمد الذي يقبع في سجن النقب، وتقول: "على مدار الأعوام السابقة قضيت شهر رمضان بالبكاء وابني يتنقل من سجن لآخر ولم يكتفي الاحتلال باعتقاله وحرماننا منه فعاقبه بمنع أشقاءه من زيارته فكل العائلة ممنوعة أمنيا باستثناء أنا وأشقاءه وشقيقاته مشتاقين إليه ويتمنون رؤيته ولكنهم يرفضون منحهم تصاريح حتى في رمضان والأعياد".

    المرض في السجن
    ومما يثير قلق وخوف الوالدة أم أحمد، أن أسيرها يعاني من مشاكل صحية وأصبح مهدد بفقدان البصر بسبب إهمال علاجه، وتقول: "رغم أنه لم يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله ويتمتع بصحة جيدة لكنه بدأ يعاني خلال اعتقاله من مشاكل في عينيه وجراء إهمال علاجه أصبح لا يرى في عينه اليسرى وهو بحاجة لنظارة وعدسات"، وتضيف: "المضاعفات امتدت لتهدد العني اليمنى ورغم المناشدات والشكوى ومراجعته إدارة السجون عدة مرات ما زالت ترفض علاجه، علما أنه يعاني من مشاكل في أسنانه".

    دعوات الأم
    في رمضان، تقول أم أحمد: "نصلي ونتضرع لله، أن تتبدل الأحوال بغير هذه الاحوال وأن لا يحرم أم من أولادها وأملنا بالله أن يجمع شملنا مع أولادنا ويعوض علينا بأولادنا الذين استشهدوا"، وأضافت "نشتاق لتلك الأيام التي كانت يجتمع فيها على مائدة الطعام كل الأحبة لكن اليوم الدموع والألم في غياب أبنائي الشهيد والأسير ووالدهم، فدعواتي بانتهاء هذه المحنه وجمع شملنا وأن لا يفرقنا ن بعض وأن يعطيهم حياة أفضل من حياتهم وأن يفك أسر الأسرى وان تفرح كل أم بأولادها ".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تسيطر على قرية العباسية قضاء يافا

03 مايو 1948

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرفض اقتراح ثيودور هيرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس

03 مايو 1902

الأرشيف
القائمة البريدية