الخميس 02 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    سارة ويارا لم يجتمع شملهما أبدا مع والدهما الأسير نضال البدوي

    آخر تحديث: الأحد، 29 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    تختلف تفاصيل حياة الأطفال في فلسطين في شهر رمضان المبارك، إحدى تلك الصور الأكثر ألما تعيشها عائلة البدوي في مخيم جنين، فمذ مطلع الشهر الفضيل ترافق الحفيدتين سارة ويارا جدتهما أم عدنان لمقبرة شهداء مخيم جنين لقراءة الفاتحة على أراوح الشهداء وبينهم عميهما أحمد وأسامة اللذان استشهدا خلال انتفاضة الأقصى، ومع حلول موعد الإفطار تجلس الشقيقتين التوأم أمام صورة والداهما الأسير نضال إبراهيم البدوي تتضرعان لله أن يفرحهما بعودته لمنزله والإفطار معهما، وعندما تعلن مكبرات الصوت نهاية يوم جديد في رمضان يتكرر سؤالهما اليومي "متى سنفطر مع أبي؟"، أسئلة تجدد لوحات الحزن ودموع الألم لدى الجدة ووالدتهما التي تحلم بنفس الأمنيات، فمنذ 12 عاما لم تشارك زوجها مائدة رمضان أو حتى أي مناسبة كما تقول "والأكثر حزنا ومرارة إن بناتي لم يقضين حتى رمضان أو عيدا واحدا مع والدهما، فالاستهداف الصهيوني حرمه كل حياته لأنه طورد عند اندلاع انتفاضة الأقصى ومنذ عام 2002 يقبع في سجون الاحتلال التي تنغص علينا كل فرحة".

    على بوابات السجون
    تعجز الوالدة عن الإجابة على التساؤلات البريئة والمشروعة لطفلتيها وهن تارة يمتنعن عن الطعام وأخرى لا يتوقفن عن الحديث عن زيارتهن لوالدهن، وتقول والدتهن: "خاصة في شهر رمضان أشعر أن قلبي يحترق حزنا عليهن عندما يجتمع الأهل والأقارب حول مائدة الإفطار ويبحثن في الوجوه عن والدهن فلا يجدن سوى صوره فيتوقفن عن الطعام وأحيانا يرفضن السحور". ورغم ما توفره الوالدة والأسرة من رعاية وحب وحنان لسارة ويارا للتخفيف من حزنهما وشوقهما لوالدهما، تقول والدتهما: "إن كل كلمات الحب والمواساة لم تعد تكفي لطفلتاي اللتان تفتحت أعينهما على بوابات السجون لزيارة والدهما"، وتكمل "طوال شهر رمضان وبعد أن كبرتا لم تعد تتوقف الأسئلة عن الوالد الذي لم يعرفنه إلا من خلف القضبان، فحرمهن الاحتلال ليس فقط من حنانه ورعايته بل وحضن الأب الدافي ولمسة يد وقبلة أب لا يقبل الأطفال عنها بديلا، لأنه لا يوجد من يسد عن الأب"، وتكمل "السجن والبعد والفراق قوى العلاقة بين بناتي ووالدهن وارتبطت حياة يارة وسارا به وبمواعيد الزيارات".

    الزمن الصعب
    الزوجة الصابرة والوفية التي جددت عهد الوفاء لزوجها بعد اعتقاله، وكرست حياتها له ولبناتها، عاشت كل تفاصيل المحطات القاسية في حياة زوجها القائد في كتائب شهداء الأقصى الذي طورد بعد زواجهما ورزق بطفلتيه وهو مطارد ورغم ذلك صمدت وساندته بحبها وإخلاصها في مواجهة ما تسميه "الزمن الصعب الذي نصلي لله أن تنتهي آثاره لنستعيد حياتنا التي تحولت بفعل الاحتلال لجحيم بدا باستهداف نضال"، وتضيف "عندما أنجبت سارة ويارا في 2- 2- 2002 كان والدهن مطلوب لقوات الاحتلال التي بدأت بمطاردته بعد عام من زواجنا عقب اندلاع انتفاضة الأقصى". وتضيف "بين المداهمات والكمائن لم يتمكن نضال من مشاركتي اللحظة التي تكون الزوجة فيها بأمس الحاجة لوجود زوجها لجانبها، فالاحتلال كان له بالمرصاد، يراقبه ويرصد منزلنا فلم يتمكن من مشاهدتهما في كل مرة لأكثر من دقائق".
    بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال ومِشاركته في معركة مخيم جنين اعتقل نضال في عملية خاصة في 25 - 3- 2003، وتقول زوجته: "فرحنا لأن الله كتب له عمرا جديدا ولكنني بكيت وتألمت عندما كانت يارا وسارة ترددان لؤول مرة أبي، بينما كان الاحتلال يمارس بحقه التعذيب والعزل والعقاب حتى حوكم بالسجن لمدة 17 عاما بتهمة العضوية في قيادة كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في معركة مخيم جنين"، وتضيف "منذ اعتقاله وحتى اليوم لا زلنا نتجرع آلام هذه العقوبة القاسية التي تدفع ثمنها طفلتاي، فالأطفال يفرحون بالأعياد ويعيشون الطفولة، وهن بدأن أولى خطواتهن في الحياة على بوابات السجون لزيارة والدهن".

    عشر سنوات
    مشهد مستمر بكل صور آلمه للعام العاشر على التوالي بين مراكز الاعتقال، تقول الوالدة "إنه العام العاشر الذي يأتي وزوجي ما زال رهن الأسر وكل عام نمضي الأعياد ورمضان في الزيارات، تبكي سارة ويارا وهن يطالبن والدهن في كل زيارة أن يغادر السجن ليأخذهن للملاهي والألعاب، وأبكي كلما يأتي رمضان خاصة هذا العام بعدما أصبحن يشعرن بمعنى غياب والدهن ويفتقدهن، وكلي أمل أن تتحقق دعواتهن وأمنياتنا وأن يتحرر نضال ونفرح بالعيد الذي لم نعد نعرف مذاقه وهو غائب عنا".

    أصعب أشهر السنة
    أما حزن الجدة الصابرة أم عدنان فيكبر في شهر رمضان ليس على نضال وحده وحفيداتها، بل لأن ثلاثة من الأماكن على مائدتها الرمضانية فارغة يغيب عنها أصحابها، تقول: "رغم أنه يحيط بي باقي أبنائي وأحفادي فإنني أموت في كل يوم خاصة في رمضان ألف مرة لأن ما يفرضه الاحتلال علينا ليس حياة، أنه سجن يعتقلنا فيه جميعا"، وأضافت "ما ذنب حفيداتي أن يحرمن والدهن، وما ذنبي أن استقبل رمضان بالحزن وأودعه بألم لا ينتهي وكلما نظرت لأماكن أبنائي أسامة وأحمد ونضال أجدها فارغة أن رمضان أصعب أشهر السنة بالنسبة لكل أم فلسطينية".

    شهيد ومطارد وأسير
    تعانق أم نضال سارة ويارا وتحرص على تناول الطعام معهما، ولكن كل ذلك تقول: "لا يخفف من ألمي المستمر منذ أكثر 12 عاما، ففي الانتفاضة فقدت اثنين من أبنائي، الأول أسامة في ريعان شبابه استشهد فجر العيد في 3- 4- 2001، كنا نجهز لنحتقل بالعيد فإذا بالاحتلال يغتاله في ريعان الشباب، وكانت تلك الصدمة الأقسى في حياتي لابني الغالي في وقت كانت فيه قوات الاحتلال بدأت بملاحقة نضال الذي نجا من عدة محاولات اغتيال"، وتضيف عايشنا لحظات عصيبة وهم يلاحقونه ويستهدفونه ويحرمونه حتى فرحة إنجاب زوجته لباكورة أبناءه التوأم يارة وسارة، ونضال منذ سن مبكرة تفتحت عينيه على السجون فاعتقل خلال الانتفاضة الأولى عدة مرات، وفي الثانية استمروا بملاحقته بدعوى تأسيس وقيادة كتائب شهداء الأقصى حتى اعتقل وحوكم بالحكم القاسي".
    وتضيف أم عدنان "وسط آلامي وحزني على ولدي كانت الصدمة الأكبر باستشهاد ابني أحمد ابن ال 16 عاما، ففي 6- 7- 2006 ذهب احمد لبيت عزاء بالشهيد فداء قنديل الذي اقتحمته الوحدات الخاصة وهي تطلق النار فعاد شهيدا، وسقط معه عدد من الشهداء والجرحى".

    رمضان بلا سجون
    في سجن جلبوع يستقبل نضال رمضان الجديد، لكن الأمل ما زال يسكن والدته رغم المعاناة التي طالت كل أشقائه، فلم يسلم احد منهم من الاعتقال، وتقول: "طوال السنوات الماضية عشنا حياتنا كأننا أسرى، فماذا تختلف حياتنا عن السجن وزهرة شباب أبنائنا تضيع خلف قضبانه، فلم يسلم أحد من أبنائي من الاعتقال "، وتضيف "الاحتلال اعتقل عدنان وغسان ومحمد وهدم الاحتلال منزلنا وكأن كل ما فرض علينا من عقاب غير كافي، لذلك فإن قلبي يكرر نفس أسئلة حفيداتي لآني اشتقت أيضا لوجود نضال بيننا وبين زوجته وأطفاله".
    مع كل آذان وإفطار وسحور يردد قلب أم عدنان الدعوات لله ليفرج كرب نضال وكل رفاقه، وتضيف إليها كلمة "كربنا فكلنا رهن الاعتقال وأصلي لله لكي يأتي العيد الجديد وأبواب السجون تفتحت وعاد نضال ليعانق سارة ويارة ونعيش جميعا رمضان لمرة واحدة بلا سجون".
    خلال ذلك، ألقت سارة نفسها في حضن والدتها لأنها كانت انه استعداداتها لزيارة والدها الأولى في رمضان، وقالت لجدتها: "أمنيتي أن أحطم السجن وأعود مع أبي ادعي معي حتى نتمكن من العودة معه وأن لا يبقى في السجن دوما احلم أن افطر معه فهل يتحقق ذلك؟".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية عين الزيتون، ذهب ضحيتها 36 فلسطينياً

02 مايو 1948

استشهاد المجاهد أسامة الهوبي من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في عملية اغتيال المجاهد عوض القيق بمدينة رفح

02 مايو 2008

اغتيال القائد شفيق عبد الغني من سرايا القدس بكمين لوحدة صهيونية خاصة في جبال صيدا شمال طولكرم

02 مايو 2005

الاستشهادي إبرهيم حماد من سرايا القدس يقتحم موقع كيسوفيم برفقة الشهيد فيصل أبو نقيرة من ألوية الناصر فيوقعا 4 قتلى صهاينة

02 مايو 2004

الأسرى في سجون الاحتلال يعلنون الإضراب عن الطعام؛ ويرفعون شعار إطلاق سراح الأسرى كأحد شروط السلام

02 مايو 2000

استشهاد الأسير نصر الدين فهمي محمد الشخشير في سجن عسقلان نتيجة التعذيب وهو من سكان نابلس

02 مايو 1973

الأرشيف
القائمة البريدية