الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    طفلا الأسير صبيح: أمنيتنا الوحيدة أن نقول له كل عام وأنت بخير

    آخر تحديث: الثلاثاء، 31 يوليو 2012 ، 00:00 ص

     

    "منذ الانتفاضة الأولى لم يجتمع شملنا مع ابني في رمضان أو عيد فمتى ستنتهي رحلة الاعتقال الجماعي لأسرتنا ونفرح ككل البشر"، كلمات رددتها الحاجة سلوى يوسف صبيح والدموع تنهمر من عينيها بغزارة والاحتلال ما زال يحرمها نجلها الأسير برهان حمد صبيح من بلدة كفر راعي قضاء جنين و الذي يقبع في سجن "جلبوع" ويقضي حكما بالسجن المؤبد 6 مرات إضافة إلى 12 عاما، وتضيف "أشعر بألم كبير كلما حل رمضان ففي كل عام نتمنى أن يكون الأخير في رحلة معاناته المستمرة منذ 22 عاما، ولكن تمضي الأيام وما زال جرحنا ينزف فإلى متى؟، بينما كبر أطفاله وقطار العمر يمضي دون بارقة أمل".

    رمضان والحزن
    الحاجة الصابرة، ورغم أنها تتمتع بمعنويات عالية ولا يخلو حديثها عن أسيرها وهي تعبر عن الفخر والاعتزاز به، تبدو في رمضان الحالي أكثر تأثرا وحزنا، وتقول: "لم أعد قادرة على الصبر والاحتمال تعبت من السجون ومن حزن أحفادي الذين حرمهم الاحتلال والدهم فهم لا يتوقفون عن البكاء على كل مائدة لم يعيشوا طفولتهم وتفتحت عيونهم على بوابات السجون فمن يحتمل هذا الظلم؟".
    تعانق أم برهان حفيديها محمود الذي كان عمره 3 سنوات لدى اعتقال والده ويبلغ اليوم 15 عاما و ليث الذي كان في 6 سنوات واليوم أصبح شابا يافعا، وتقول: "يبكي قلبي وينزف قبل عيني دما وقهرا وحزنا عندما أرى الحزن والألم في عيونهما، ودوما تتردد في ذاكرتي كلماتهما المؤلمة التي يرددانها في كل مناسبة وخاصة في الشهر الفضيل". فرغم احتضان والدتهما وحبها ورعايتها مع الجدة الصابرة ورسائل المعايدة التي يرسلها والدهما من سجنه خاصة لهما، بشكل دائم يقولان "لم نعد نحب أي مناسبة وخاصة رمضان والعيد ما دام أبي أسيرا، فكل الأطفال والعالم يفرحون ويحتفلون على طريقتهم أما نحن فلم نفرح لأن السجن يحرمنا والدنا في كل اللحظات فأصبحنا نشعر أننا أيضا معتقلين، فلا فرق بيننا وبني والدنا الذي نصلي من أجله ليل نهار مع والدتنا وجدتنا لعودته إلينا في رمضان".

    دموع الأبناء
    وعلى مدار أيام شهر رمضان، تتعدد صور الألم والمعاناة لدى ليث ومحمود اللذان يرتبطان بعلاقة وطيدة مع والدهما، فيبكيان كلما جهزت والدتهما أو جدتهما وجبة إفطار خاصة عندما يعلمان أنها من الوجبات المفضلة لوالدهما الأسير، وتسود حالة من الحزن والألم كما يقول ليث: "في منزلنا وحياتنا العائلة لأنه لا يوجد من يسد مكان أبي، أتمنى أن أراه ككل الأبناء يطعمنا ويحادثنا ويفرحنا نفطر ونصلي ومعه، فلا يوجد أصعب من لحظة دخولي للمسجد فأرى كل الأبناء وآباؤهم بينما أبي في السجن".
    ويضيف "أحيانا عندما نستمع لدعوات والدتي وجدتي نعيش على أمل أن يزين والدي موائد الإفطار لأننا ننتظر بفارغ الصبر أن نقول له كل عام وأنت بخير دون سجن أو قيود". ولا تختلف صورة محمود كثيرا، فمع أول لقمة طعام يبكي حتى يعجز أحيانا عن إكمال فطوره، ويقول: "كلما سمعت الآذان وجلست للإفطار اشتاق لأبي فابكي فمنذ صغري وحلمي الوحيد أن أعيش وأخي ككل أطفال العالم مع والدنا الذي اعتقل بشكل تعسفي رغم أنه صدر قرار بالعفو عنه وكان ضابطا في السلطة الوطنية، كل لحظات رمضان حزن وألم مع حرماننا من والدنا الذي رفضت حكومة الاحتلال الإفراج عنه في كل الصفقات والإفراجات".

    12 رمضانا في السجن
    ورغم محاولات الجدة والوالدة والأعمام والأهل التخفيف عنهما وإدخال الفرحة عن قلوبها، فإن مائدة الإفطار تتحول للحظة تكتسي بالحزن والألم كما يقول ليث: "على غياب والدي فكل أشكال الفرح أصبحت محرمة وممنوعة بالنسبة لنا لأن والدنا الغائب الدائم عنها فلا يوجد لدينا رمضان ولا نعيش أجواءه لأنني اعرف أن رمضان يجمع شمل العائلة سويا". وأضاف "ولكن في كل عام منذ أن تفتحت عيناي على هذه الدنيا ورب العائلة غائب عنا ومغيب بقرار من الاحتلال، وحتى عندما دخلت المدرسة ونجحت في كل الصفوف كان والدي غائبا لم يشاطرنا الفرح ولم يكن لجانب والدتي التي تجرعت كل أصناف المعاناة منذ زواجهما جراء استهداف القوات الصهيونية له والذي حرمنا أن نعيش يوم واحد في كنف والدنا، فأي شريعة التي تجيز ألا نعيش على مائدة إفطار واحدة طوال عمرنا مع أبي".
    ومنذ 12 عاما وليث ومحمود كما والدتهما وعائلتها يتمنون أن يأتي رمضان ووالدهما حر طليق لتنتهي الآلام التي تكثر وتكبر كما يقول ليث "في كل لحظة من رمضان وعندما يأتي موعد الإفطار وحتى السحور أشعر بعذابات الفرقة والفراق عندما يفصلنا السجن والسجان عن أبي ويزداد ألمي عندما أشاهد مكانه خاليا، كل الأبناء يجتمع شملهم مع آبائهم يتقاسمون خيرات وبركات وحسنات ولذة الشهر الفضيل، وأنا وعائلتي وعائلات المعتقلين نتجرع المرارة والحسرة وسنوات العمر تمضي ولا زال السجن يغتصب سنوات عمر أبي فلا طعم لطعام أو حلوى ولا طعم للإفطار بلا أبي".
    ويضيف محمود "أحيانا اشتاق أن أرى أبي وهو يأكل ورغم أن الصورة قد تبدو غريبة لغيري ولكن حقيقة أسأل أمي دوما كيف كان أبي يأكل، فعندما حصل اعتقاله الأخير كنت صغيرا في سن 3 سنوات ولم أره مرة واحدة يأكل أو يشاركنا رمضان"، ويكمل "كما أني احزن كوني أعرف الأشياء التي يحبها من طعام أو شراب ومما يقلقني أننا نجهل ما يأكله في سجنه خاصة وأننا نعلم أن طعام السجن سيء فنشعر أننا وأبي نعيش نفس المعاناة سجن واحد صغير".

    العقاب الأكبر
    ومما يزيد ألم ليث قرار السلطات الصهيونية منعه من زيارة والده لأنه بلغ سن 16 عاما، ويقول: "منذ بلوغي هذا السن ودولة الاحتلال ترفض منحي تصريحا لزيارة أبي، في العادة يفرح الإنسان عندما ينضج ويكبر ولكني حزين وأتمنى لو بقيت صغيرا لاستمر في التواصل مع أبي وزيارته لأن لها معان كبيرة خاصة في رمضان والأعياد"، ويضيف "أين هي مؤسسات حقوق الإنسان إزاء ما نتعرض له من ظلم وعذاب، قبل رمضان قدمت طلب تصريح لزيارة أبي ولكنهم رفضوا حتى أصبحت أكره اللحظة التي أصبحت فيها بهذا السن فلم يعد لي تواصل مع أبي سوى الصور والرسائل الشحيحة والصلاة والدعوات لاجتماع الشمل وانتهاء تلك المعاناة التي تلازمني منذ صغري والتي تأخذ هذا العام شكلا آخرا بسبب رفضهم منحي تصريح".

    محطات الاستهداف
    رغم ذلك، فإن الحاجة سلوى تستحضر في أمسيات رمضان سيرة ولدها، فلا تتابع المسلسلات والبرامج الرمضانية لحرصها على بقاء ذكرى برهان حية في أذهان أبنائه وباقي أحفادها، وتقول: "خلال دراسته التحق بحركة فتح، وبعد نجاحه في الثانوية العامة حرمته القوات الصهيونية من مواصلة الدراسة في جامعة القدس بسبب اعتقاله، وفور الإفراج عنه خلال الانتفاضة الأولى أصبح مطلوبا بعد تأسيس مجموعات الفهد الأسود".
    وتضيف "استمرت ملاحقته ونجا من عدة محاولات اغتيال وحرمنا منه حتى إقامة السلطة الوطنية فالتحق برهان بجهاز الأمن الوقائي وحصل على عفو ولكن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق واعتقل على أحد الحواجز في 2001-2-18.
    حوكم برهان حول ملف قضايا في الانتفاضة الأولى وتعرض للعزل والعقاب، وتنقل بين السجون وسط رفض الإفراج عنه. ويتشارك محمود وليث مع جدتهم صلوات رمضان والدعوات التي لا تتوقف، ويقول ليث: "كل ليلة دعائي واحد أن أعيش مع أبي ككل أطفال العالم في كل الأيام والمناسبات وآمل أن يتحقق أملي خلال شهر رمضان المبارك".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 29/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية