الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة أبو خضر: 11 مؤبدا وعقاب بالحرمان من الزيارة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    تنهمك الأمهات طوال شهر رمضان في التفنن لتحضير وجبات موائد الإفطار، ويقضين ساعات طويلة في متابعة البرامج التلفزيونية المتخصصة في فنون الطهي الحديث، أو تبادل الخبرة مع الصديقات والمعارف، لكن طقوسه تختلف بالنسبة للوالدة نعمة أبو خضر التي استقبلته بالحزن والغضب والاعتصام على بوابة الصليب الأحمر تحمل صور نجلها الأسير أحمد علي محمود أبو خضر الذي تقضي 12 رمضانا دونه فلا زال يقبع في السجون الصهيونية الذي قمعه مؤخرا بعقاب الحرمان من الزيارات.
    مبكرا نهضت أم ظافر وغادرت منزلها في بلدة سيلة الظهر ليس بحثا عن احتياجات رمضان لأسرتها بل انضمت لجموع الأمهات في الاعتصام الذي نظمه نادي الأسير واللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى، استنكارا للسياسات الصهيونية التي منعت إدخال موادا خاصة برمضان للأسرى.

    10 سنوات
    جلست أم ظافر إلى جنب الأمهات والزوجات وأبناء الأسرى، ترتسم كل صور الحزن في تفاصيل وجهها، فرغم أنها أمضت السنوات العشر الأخيرة على بوابات الاحتلال الذي لم يستثن أحد من أسرتها بما فيهم زوجها من الاعتقال، ورغم ما تتمتع به من رباطة جأش ومعنويات عالية، تقول: "كل شيء يختلف في رمضان حتى طعم وشكل الحزن، ففي الفترة ما قبله وخلاله وبعده نعيش مشاعر رهيبة من الألم والحسرة لأن الاحتلال يغيب أبناءنا ويحرمنا منهم، عشر سنوات تساوي 10 عقود مرت على اعتقال ابني ولكن لا اشعر بمعنى وجحيم السجن إلا في رمضان والأعياد". وتضيف "حياتنا سجون من أولها لآخرها، لم نعرف معنى الفرح يوما على مدار السنوات الماضية وعندما يأتي رمضان ورغم تحرر عدد من أبنائي وما يحيط بي وزوجي من الأحفاد فإننا نبكي ونتألم لأن مكان أحمد لا زال فارغا، فكيف لأم أن تشعر بطعم الطعام أو نكهة رمضان وهي محرومة من ابنها الذي يصادر السجن حياته وأحلامه".
    وتكمل "في كل لحظة ينتفض قلبي من شدة الألم وأنا أتساءل كيف يقضي رمضان؟ ما هو طعامه وشرابه؟، والمؤلم أننا نعلم أنهم يقدمون لهم الطعام السيئ، فهل يمكن أن يطيب لنا طعام وابني وكل الأسرى معه محرومين حتى لقمة واحدة من أكل صحي.

    رمضان في السجن
    أم ظافر التي تقضي أيام حياتها متوزعة بين الصليب الأحمر وعلى بوابات السجون، لم تتوقف عن البكاء وهي تضم صورة أحمد لصدرها وتعانقها وتقبلها، وتقول: "وإمعانا في الظلم نقلوا ابني كعقاب وحرمنا من الزيارات بسبب بطولاته خلال الإضراب، لذلك لا تفارقني لحظة أحاديثه وكذلك ما رواه لي أبنائي بعد تحررهم عن ألم ومعاناة الأسير البالغة خاصة في شهر رمضان بسبب غيابهم عن أسرهم وشوقهم وحنينهم لهم، وجراء معاملة الإدارة التي تزداد قساوة خلال الشهر الفضيل لأنها تعلم مدى أهمية وقدسية المناسبة للأسرى، ورغم ذلك تتفنن في عقابهم وتضييق الخناق عليهم وكأن اعتقالهم وحرمانهم من أهلهم وحياتهم ليس كافيا، فأصعب أيام السجن تمر على الأسير خلال شهر رمضان"، وتضيف "إن اعتصامنا يشكل رسالة دعم وتعزيز صمود الأسرى وصرخة للصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان لتتحمل مسؤولياتها والضغط على إدارة السجون لوقف إجراءاتها التعسفية خلال رمضان من خلال السماح لأسرانا بممارسة طقوسهم الدينية بحرية، وإدخال ما يلزمهم من طعام واحتياجات هامة في شهر رمضان لعلها تخفف عنهم وتعوضهم رغم ان ذلك صعب ومستحيل".

    رمضان بلا أبناء
    تتذكر أم ظافر، أن رمضان جاء في بعض السنوات وكل أسرتها في السجن، وتقول: "خلال ال 12 عاما التي مرت ولم يجتمع شمل أبنائي جميعا على مائدة واحدة في رمضان، ففي بداية الانتفاضة طورد أحمد ونجا من الاغتيال عدة مرات وكان الجنود يختارون وقت الإفطار والسحور للمداهمة والتنغيص علينا". وتضيف "اعتقل أحمد في كمين في 13/4/2002 وحوكم بالسجن المؤبد 11 مرة إضافة إلى 50 عاما و 6شهور، وبعدها تتالت اعتقالات أبنائي محمود وعبد الرحمن ومحمد ولسنوات طويلة بكينا لأن الاحتلال غيب أبنائي عن مائدة رمضان".

    منغصات الاحتلال
    أم ظافر التي تجاوزت العقد السادس تتمنى أمنية واحدة في رمضان زيارة ورؤية احمد، وتقول: "أجمل الأوقات رغم أنه لا يوجد شيء جميل ما دام الأسير معتقل ولكن يمكن القول إن الزيارات خلال الشهر الفضيل تكتسب أهمية خاصة في إفساح المجال أمامنا لاجتماع الشمل وتبادل التهاني، ولأن الإدارة حريصة على عقاب الأسير والتنغيص عليه في كثير من الأحيان تلغى الزيارات في رمضان".
    وتضيف "كنت أتمنى أن أقضى الأيام الأولى من رمضان مع ابني ولكن الاحتلال حرمنا ذلك، ومن أمام الصليب الأحمر أرسل التهاني لابني وكل الأسرى ونقول لهم صلواتنا ودعواتنا في رمضان مخصصه لكم، وكلنا إيمان أن الله سيفرح قلوبنا بتحرركم وستكونون بيننا في العيد القادم بلا سجون".

    دعاء رمضان
    أما الوالد أبو ظافر الذي شارك في اعتصام رمضان ونشط مع زملائه في نادي الأسير في تنفيذ برنامج تضامني خاص بالأسرى، فقال: "كلهم أبناؤنا ونسعى جاهدين لتبقى قضيتهم حية وما نتجرعه من مأساة يطال كل عائلات الأسرى التي تعاني بشكل أكبر في رمضان، منذ سنوات طويلة نشتاق لنعيش رمضان واحد ككل العائلات يجتمع شمل أسرتنا ولكن الاحتلال حرمنا تلك الفرحة التي أصبحت أمنية بحاجة لمعجزة"، وأضاف "حياتنا سجون وفي بعض السنوات مرت علينا فترة جاء رمضان فيها وكل أبنائي في الأسر ولكننا صامدون ومع أبناءنا مستمرون في النضال والتحدي حتى بزوغ فجر الحرية لنفرح بتحرر كل بنائنا هذا أملنا ودعاؤنا في رمضان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 2/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية