الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير درويش: لا طعم لرمضان في غيابه ولا أملك سوى الدعاء

    آخر تحديث: الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    في جنبات المسجد الأقصى المبارك رفعت الحاجة أم موسى درويش يديها للسماء تضرع لله العلي القدير من البقعة التي أسرى فيها بالنبي محمد عليه السلام للسماوات العلا، أن يخفف عن الأسرى ويحميهم ويمدهم بالثبات والصبر حتى يتحقق حلمها وكل أمهات الأسرى بحريتهم وعودتهم سالمين منتصرين ليؤدوا الصلوات في تلك البقعة المقدسة وتتزين بهم لحظات الحياة وموائد رمضان التي تفتقد فيها باكورة الأبناء وأحبهم لقلبها الأسير المقدسي موسى محمد موسى درويش (29 عاما) الذي يقضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وتقول: "إنه رمضان الثامن الذي نستقبله دون موسى ورغم بطش وقهر السجن والسجان فإن روحه تعيش معي تلازمني وتشاركني وفي كل يوم من رمضان ترافقني في خطواتي للمسجد الأقصى".
    وتضيف "أراه وأشعر به، يحزنني أنني غير قادرة على عناقه ولغيابه عني خاصة في رمضان ولكني فخورة لأنه وهب حياته وضحى لحرية شعبه وأرضه ومقدساته ليبقى صوت الآذان في القدس عاليا لذلك دعواتنا لمناضلينا وحريتهم والله سيستجيب لنا".

    شوق وأمل
    وفي لحظات الشوق التي تتجدد مع كل صوت آذان ووجبة إفطار في منزلها في بلدة العيسوية، تفخر الحاجة أم موسى وهي تسمع للصور التي يرويها نجلها أمجد الذي تحرر مؤخرا عن البطولات التي سطرها موسى في رحلة اعتقاله وخاصة صموده وثباته في معركة الأمعاء الخاوية الأخيرة التي خاضاها معا رغم تفريق إدارة السجون لهما، وتقول: "كأم لا بد أن اشعر بالحسرة والألم لأن باكورة أبنائي يغيب عن منزلنا ورغم اجتماع أفراد أسرتي لكن لابني موسى مكانة ومنزلة خاصة لذلك الوسيلة الوحيدة التي تخفف عني الحديث عنه وقد كرمني الله بالإفراج عن ابني أمجد ليخفف ألمي وهو يحدثنا عن موسى وأملي أن يكون معنا في رمضان القادم".

    رمضان في السجن
    في عام 2011 اعتقل أمجد وحوكم بالسجن لمدة عام بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية وأفرج عنه مؤخرا بعد انقضاء محكوميته، لكن السجل البطولي للحركة الأسيرة يسجل أن أمجد الذي خاض معركة الأمعاء الخاوية بشجاعة كان اصغر أسير مضرب في سجن "نفحة"، ويقول المحرر أمجد: " ككل الأسرى خضت وأخي المعركة التي توجت بالانتصار، ورغم ضغوط وعقوبات الإدارة صمدنا حتى حققنا الانتصار ودوما أفخر بأخي وبطولاته التي سطرها خلال رحلة اعتقاله فهو دوما في مقدمة الصفوف مناضل حقيقي لم يتأثر رغم الحكم القاسي ويؤدي حتى اليوم واجبه النضالي والوطني لأن معركة الأسرى مستمرة".
    ويضيف "رمضان في السجن يعتبر أكثر المناسبات صعوبة بالنسبة للأسرى وخاصة الممنوعين من الزيارات بسبب مضايقات الإدارة وتأثرهم لشوقهم لأسرهم واجتماع الشمل ولكن الحركة الأسيرة تحتفل برمضان بطقوس خاصة تمنحه رونقه ومذاقه الخاص التي تفشل سياسات ومخططات الإدارة ومحاولاتها التنغيص عليهم".

    حديث الذكريات
    وبعد الصلاة والدعوات اليومية، تجمع أم موسى أحفادها حولها لتروي لهم بعض الصور من حياة عمهم الأسير باكورة الأبناء في عائلته المكونة من 7 أنفار، فأولئك الصغار لم يعرفه بعضهم إلا من خلال الصور وأحاديث جدتهم لأن شقيقاته تزوجن خلال اعتقاله، وتقول: "منذ صغره عشق فلسطين والقدس وتبلورت لديه روح الانتماء لقضية شعبه والاستعداد للتضحية وهو على مقاعد الدراسة فقدوته والده الذي اعتقل في السبعينات من القرن الماضي لمدة 7 سنوات والذي زرع في أبنائه حب الوطن وقيم التضحية والانتماء"، وتضيف "في مرحلة مبكرة بدأ نشاطه الوطني بعدما التحق في صفوف الجبهة الشعبية بشكل سري ولم يتأخر عن تأدية واجبه النضالي والوطني خلال دراسته الجامعية بعد نجاحه في الثانوية العامة". وتضيف "ابني كان يتميز بأخلاقه وانتمائه لوطنه وعائلته مخلصاً وشجاعاً ومعطاءًا لأبعد حدود وكان نموذجاً للشباب الذي يعطي بلا حدود لذلك اعتمد على نفسه ومنذ دخوله الصف الأول الإعدادي كان يعمل ويدرس ويناضل في وقت واحد".

    الانتفاضة والاعتقال
    مع اندلاع انتفاضة الأقصى، حمل موسى الراية وشارك في المسيرات والمواجهات وتعددت نشاطاته ضمن الجبهة،وتقول والدته: "بسبب نشاطه الفاعل استهدفته القوات الصهيونية وفجر 5- 3- 2005 داهمت منزلنا واعتقلته واقتادته لأقبية التحقيق لنعيش أياما عصيبة على مدار 3 شهور جراء انقطاع أخباره"، وتضيف "جاء رمضان والعيد وموسى يتعرض لصنوف التحقيق القاسي في زنازين المسكوبية وعسقلان حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية".
    ورغم العقوبات والتنقل من سجن لآخر أصر موسى على مواصلة تأدية واجبه النضالي فشارك في معارك الحركة الأسيرة وتميز بالعطاء وحب الأسرى والتفاني لخدمتهم، وخلال ذلك واصل تعليمه وحصل على شهادة الثانوية العامة وانتسب للجامعة العبرية وبدأ بدراسة تخصص العلوم السياسية شؤون شرق أوسطية.

    الحرمان والألم
    صمد موسى في مواجهة العقوبات وحرص دوما على رفع معنويات عائلته خاصة والدته التي تأثرت بشكل بالغ عقب انضمام أمجد إليه ورفض إدارة السجون جمعهما في سجن واحد، وتقول أم موسى: "رغم اعتزازي ببطولات أبنائي لكن السجن يعد عقاباً قاسياً ولا يستحقه مناضلينا ولأن الاحتلال يدرك أن سجونه لا تؤثر في معنوياتنا يتفنن في ابتداع أساليب العقاب والانتقام"، وتضيف "الانتقام الأكبر الذي تعرضت له عندما رفضت إدارة السجون جمع موسى وأمجد في سجن واحد، فالأول احتجز في شطة والثاني في مجدو ورغم عشرات الطلبات استمرت في تفريقهما فعشت أياماً مريرة وحياتي موزعة بين السجون".
    وتكمل "أحيانا كنت أزور موسى في اليوم الأول وأذهب لزيارة أمجد في اليوم الثاني وسط معاناة كبيرة والحمد لله أن مأساة أمجد انتهت وعاد إلينا ونأمل أن تكتمل الفرحة بتحرر موسى وكل الأسرى هذا دعائي اليومي في رمضان".

    رمضان الثامن
    تكثر صور الألم التي حولت أفراح أم موسى لأحزان، وتقول "في المناسبات السعيدة كنت أبكي بمرارة لغياب ابني وخاصة عندما تزوجت شقيقاته مريم ومرام الجميع كان فرحاً ولكني حرمت الفرح من حياتي حتى أعانق ابني حرا"، وتضيف "حتى في هذه الأيام الحزن يلازمني فاستقبل رمضان للعام الثامن محرومة من فلذة كبدي و لا أشعر بأي فرح فكلما جلسنا على مائدة الإفطار لا احتمل غياب موسى فأبكي ولا املك سوى الدعاء". وتقول: "في شهر رمضان المبارك، سأتمسك بالدعاء والصلاة للإفراج عنه وإن شاء الله سأبقى صامدة وإرادتي قوية حتى نيل ابني لحريته".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 2/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية