الأربعاء 08 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير حسن الصفدي أموت في اليوم ألف مرة من شدة الخوف والقلق

    آخر تحديث: الثلاثاء، 07 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    تجلس الأمهات وأفراد عائلاتهن حول موائد الإفطار لتناول ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات الرمضانية الخاصة، بينما يبدأ وينتهي الإفطار والخنساء الفلسطينية أم فريد تلازم سجادة الصلاة تصلي والدموع تنهمر بغزارة جراء خوفها وقلقها الشديد على حياة ابنها الأسير حسن الصفدي "33 عاما" الذي يواصل إضرابه المفتوح الثاني عن الطعام احتجاجا على تجديد اعتقاله الإداري بذريعة الملف السري الذي تضمن جملة واحدة "أنه يشكل خطر على الأمن الصهيوني بسبب نشاطه في حركة حماس"، ورغم إنكاره للتهمة وعجز المخابرات الصهيونية عن إدانته رفضت الإفراج عنه وتنصلت من الاتفاق الذي ابرم خلال إضرابه الأول وقبل أيام من إنهاء حكمه والموعد المحدد لإطلاق سراحه صدر قرار التجديد الذي تعتبره الوالدة الصابرة "حكم بالسجن المفتوح والعذاب المستمر والإعدام بحقي ابني الذي تأثرت حالته الصحية بشكل كبير خلال إضرابه الأول وقبل أن يستعيد صحته وعافيته اغتصبوا حقه بالحرية فاستأنف إضرابه فأصبح وضعه أكثر سوءا".

    رمضان الأصعب
    الوالدة التي تجرعت في رحلة اعتقاله كل صور الألم والمعاناة بين استشهاد الابن واعتقال باقي الأبناء بما فيهم كريمتها، تعتبر رمضان الحالي الأصعب في حياتها، وتقول: "رغم محطات العذاب الطويلة التي فرضها الاحتلال على حياتنا على مدار السنوات الماضية فإن رمضان الحالي هو الأصعب لأن الاحتلال يمارس الظلم والعقاب بحق ابني الذي يرفض الخنوع ويتمسك بحقه المشروع في الحرية "، وتضيف "منذ اعتقاله حتى اليوم لم يتمكنوا من إدانته بأي تهمة ورغم ذلك يرفضون الإفراج عنه ويواصلون احتجازه وسط ظروف غير إنسانية غير آبهين برمضان وحرمته لذلك تتضاعف معاناتي وأحزاني في هذه الأيام التي كنا نتأمل أن يقضيها حسن بيننا ونعيش ككل العائلات في شهر رمضان ولكن الاحتلال حرمنا تلك الفرحة و الشهر يمضي والخطر يهدد حياة ابني فكيف نشعر بطعم ومعنى رمضان؟".

    حزن وقلق
    حياة الخنساء التي ترتبط بابنها حسن تقتصر طقوسها في رمضان على الصلاة والدعاء له، فقد لزمت أم فريد منزلها في مدينة نابلس وترفض مغادرته وتلبية دعوات أبنائها والأهل للإفطار، وتقول: "في كل لحظة أموت مليون مرة من شدة الخوف والقلق على مصير ابني الذي يحتجز في عيادة سجن الرملة دون رعاية أو اهتمام ورغم خطورة وضعه يرفض العلاج في مستشفى صهيوني بسبب المعاملة المهينة التي تمارس بحقه، فهم رغم تدهور وضعه يقيدونه ويتعمدون التضييق عليه حتى في شهر رمضان لم تراع إدارة السجون حرمته وظروفه فما زال ابني مضرب"، وأضافت "كيف يمكن أن أهنأ بشراب أو طعام وصور الألم لحسن في عزلته وإضرابه لا تفارقني خاصة وأن محامي نادي الأسير جواد بولس أكد لنا إثر آخر زيارته قبل أيام لحسن أن وضعه الصحي "أن الأسير أصبح يعاني بسبب الإهمال المتعمد من الآلام في المعدة والرأس وجميع أنحاء جسمه ونقص في وزنه وعدم انتظام في دقات القلب".

    اعتداء بالضرب
    ولا تختلف الصورة بالنسبة لشقيقه فؤاد الصفدي الذي يعتبر شهر رمضان مناسبة للحزن والألم في غياب شقيقه الذي يتعرض لهجمة شرسة من إدارة السجون بلغت ذروتها بالاعتداء على حسن وزميله المضرب سامر البرق، ويقول: "لم تكتف إدارة السجون بالمعاناة والخطر الذي يتهدد حياتهما بل ارتكبت بحقهما الجريمة التي تعتبر تصريحا رسميا بالقتل ومن شدة خوفنا على والدتي أخفينا عنها ما حدث لأنها لن تحتمل الصدمة فحالتها سيئة منذ مطلع شهر رمضان فهي مريضة وترفض الطعام وتصوم ليلا نهار كأنها تعيش نفس الإضراب والسجن مع أخي"، وروى مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس "أن وحدات تابعة لمصلحة السجون اعتدت على الأسيرين المضربين الصفدي وسامر البرق في عيادة سجن الرملة". وأضاف الأسير الصفدي "أنه في حوالي الساعة الثانية ظهرا وبينما يعيش الألم في زنزانته حيث فقد القدرة على الحركة بسبب ضعف جسده وأنقض عليه السجانون وألزموه على الوقوف وبدأوا بتمزيق وسادته وفراشه وعندما اعترض الأسير قاموا بضربه بلكمة على وجهه".
    ورغم ذلك، يقول بولس "اشتبك الأسير الصفدي معهم جسديا حتى تدخل أحد الضباط لإبعاد السجان والذي استمر بمحاولاته بالاقتراب من حسن والاعتداء عليه مما أدى إلى وقوعه على الأرض وكانت حالته خطيرة".
    وأكد المحامي بولس بأن السجانين في "عيادة سجن الرملة" يتفنون وبشكل يومي بالتنكيل بالأسيرين المضربين ويمارسون ضدهما أعمالا تهدف إلى الضغط عليهما وإقناعهما بالتوقف عن إضرابهما، ووفقا لما نقله عن الأسيرين تبين بأنه ومنذ بداية شهر رمضان بدأ بعض السجانين بوضع مواد غذائية على باب زنزانة الأسيرين وذلك في محاولة لإضعاف موقفهما وإغرائهما على تناول الطعام، وعلى الرغم من مطالبة الأسيرين بالتوقف عن هذه الأفعال إلا أن السجانين وبشكل مستمر يواصلون استفزازهما وممارسة لغة الترهيب بحقهما وتوجيه ألفاظ نابية لهما.
    وقال المحامي بولس بأن الأسير الصفدي أبلغه بأن الإدارة ومنذ عشرة أيام عمدت على نقله بشكل يومي من زنزانة إلى أخرى وذلك بهدف إرهاقه ومنعه من الاستقرار، إضافة إلى محاولات الاقتحام المتكررة لزنزانته على الرغم من خلوها إلا من ملابسه والفراش.

    استمرار الإضراب
    وأعلن الأسيران الصفدي والبرق عزمهما المضي في إضرابهما، وأكدا أنهما يتناولان الماء فقط عند الإفطار فهما صائمين أيضا. ويقول فؤاد الصفدي: "في هذه الصورة المؤلمة يقضي شقيقي أيام شهر رمضان إضراب وعقوبات وعزل على مرأى ومسمع من كل مؤسسات حقوق الإنسان فأين العدالة والديمقراطية وأين المتباكين على الإنسانية لماذا لا نسمع لهم صوت وحياة أخي مهددة بالخطر وهل ينتظر الجميع نبا استشهاده ليتحركوا"، ويضيف "صحيح أن نادي الأسير قدم شكوى ضد السجانين ويحاول حماية أخي ورفيقه سامر ولكن يؤلمنا غياب التحرك والمساندة للمعركة البطولية التي يخوضها حسن وسامر حتى خيم الاعتصام أزيلت لذلك لا نملك في رمضان سوى الصبر والدعاء لله أن يثبتهما ويكرمهما بالنصر".

    بين القبور والسجون
    تتنقل الخنساء بين صور شهيدها فريد وأسيرها حسن لتبكي وتتألم دون أن تتوقف عن الدعاء من هول الصور التي ترد إليها من السجن حول وضع نجلها، الذي أمضى ما مجموعه 10 سنوات في السجون كان آخرها في 29 / 6/ 2011، وتقول: "على مدار السنوات الماضية لم يجتمع شملنا كعائلة في رمضان أو مناسبة، وعدة مرات استقبلت الشهر المبارك وحسن وباقي أبنائي بما فيهم ابنتي نيللي خلف القضبان، وقضيت سنوات طويلة على بوابات السجون ولكن اعتقاله الأخير كان أصعب محطات عمري، حتى فقدت القدرة على الاستراحة أو النوم وتحولت حياتي لكوابيس"، وتضيف "قرعنا كل أبواب المؤسسات وأطلقنا صرخات الاستغاثة لكن لا يوجد اهتمام من أحد بقضية أبنائنا، العالم يقيم الدنيا ولا يقعدها من اجل حقوق الحيوان بينما أسرانا يموتون بشكل تدريجي ويلزم الجميع الصمت، فأي ظلم اكبر من هذا؟ وأي شريعة تجيز اعتقال حسن وحرمانه من حياته وحريته دون سبب ورغم أن حياته في خطر؟.

    رمضان العاشر
    وتكمل الخنساء الصابرة وهي تمسح دموعها، وتقول "لا أتذكر يوم فرح عشته طوال السنوات الماضية حتى في رمضان ولكن حتى عندما استشهد ابني فريد في هبة نفق الأقصى عام 1996، لم أبك وأحزن كهذه اللحظات التي يتهدد فيها الخطر حياة ابني، قضيت حياتي بين القبور وعلى بوابات السجون الذي اعتقل كل أبنائي، ولكن كل يوم يمضي في اعتقال حسن يوازي دهر بأكمله".
    وفي أشد اللحظات وأقساها، تجلس أم فريد طوال الوقت قرب الهاتف تنتظر مكالمة هاتفية تحمل لها البشرى التي تحقق أمنيتها وعندما تشتد بها الأوجاع تنهمك بقراءة رسائل حسن التي وصلتها عبر محاميه تارة تقبلها وأخرى تجهش بالبكاء وتقول: "يا لحظي المؤلم والتعيس رغم اعتزازي ببطولات ومواقف وصمود حسن لكن قلبي حزين لأنه رمضان العاشر الذي استقبله محرومة من ابني، فعلى مدار السنوات الماضية عاش حياته بين السجن والسجن اعتقال تلو الآخر"، وتضيف "في كل مرة نفس التهمة النشاط في حركة حماس فتتكرر العقوبات التي يدفع ثمنها ابني من حياته لذلك ليس لي سوى الصبر والدعاء له ولكافة الأسرى ونحن واثقين وآملين بأن الله اكبر من الجميع وسيتم الإفراج عنه بإذن الله".
    ويذكر بأن السلطات الصهيونية قررت عقد جلسة محكمة للصفدي في 682012، للنظر في طلب محاميه بولس الذي طالب بالاستماع للشهود في الاتفاق الذي ابرم خلال إضرابه الأول الذي استمر 73 يوما والذي نص على الإفراج عنه مع انتهاء اعتقاله الإداري ولكن السلطات الصهيونية تنصلت منه وخلال جلسة الالتماس الأولى التي عقدت في سجن عوفر أنكرت النيابة الاتفاق ووافقت القاضية على إحضار الشهود.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية