الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسيرين عبد الله وعبد الرحمن الوحش.. وجرح لا يندمل

    آخر تحديث: الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    "سأموت إذا لم احصل على تصريح، 10 أيام مرت من رمضان وقلبي ينزف دما من شدة حزني وقهري لعجزي عن الوصول للسجن وزيارتهم فرغم مرور 4 شهور لم تصدر سلطات الاحتلال لي تصريح"، كلمات رددتها والدموع تنهمر من عينيها بغزارة الوالدة رقية برغيش من مخيم حنين وهي تغادر مرة أخرى مكاتب الصليب الأحمر يسكنها ألم كبير بعدما أبلغت أن تصريحها الجديد لم يصدر بعد، فانطلقت مرة أخرى نحو وزارة الأسرى ونادي الأسير لتستصرخهم مساعدتها لأنها لم تعد تحتمل حرمانها من ولديها الاسير عبد الله وعبد الرحمن الوحش الذين لم يجتمع شملها بهم منذ 11 عاما بسبب استهداف الاحتلال لهما تارة بالمطاردة وأخرى بالاعتقال.

    أين حقوق الإنسان؟
    الأم الفلسطينية التي تجاوزت العقد السادس ووهبت حياتها لأبنائها تعيش رهينة الأسر والعذاب اليومي الذي يتفاقم في شهر رمضان، وفي الوقت الذي يتبادل فيه الجميع التهاني والعزائم فان أم عبد الله تعيش أصعب اللحظات في ذكريات الألم التي صنعها الاحتلال في حياتها، وتقول: "لا يوجد من يعوضني في العالم عن أبنائي ثلاثة في عمر الورود لا اقدر على ضمهم أو عناقهم أو مشاهدتهم، يتحدثون عن العدالة وحقوق الإنسان ولكن أي قانون أو شريعة التي تجيز ظلما المستمر منذ 11 عاما وأنا استقبل رمضان وحيدة في منزلي الذي لو نطقت جدرانه لصرخت حزنا وألما لوجعي وحتى رغم تحرر ابني الرابع عبد العزيز فلن اشعر بحياتي وأنا محرومة من الحصول حتى على تصريح أربعة شهور وأنا أتنقل من مؤسسة لأخرى لمساعدتي ولكن الاحتلال يتحكم بكل شيء فأين هي مؤسسات حقوق الإنسان".
    تحدق أم عبد الله بصور أبناءها التي تتوزع في أرجاء منزلها، ثم تقول وهي تبكي دون توقف "رمضان يفتح جراحي فالاحتلال لا يكتفي بانتزاع أبنائي اثنين منهم في السجون والثالثة في القبر، بل حتى رؤيتهم وزيارتهم ممنوعة وقد بدأنا بالأسبوع الثاني من الشهر الفضيل وكل الناس والأمهات يعيشون فرحة رمضان ويجتمع شملهم على موائده بينما ابكي كل إفطار وسحور".

    جرح لا يندمل
    ولا تأبه أم عبد الله كثيرا بوجبات رمضان ومقبلاته ومسلسلاته التي تنشغل بها الأمهات والعائلات لان مساحات الحزن التي تمتد في حياتها جعلتها تعيش عزله عن العالم ولا تفكر سوى بأبنائها، وتقول: "في مثل هذه الأيام في شهر رمضان اعتقلت قوات الاحتلال باكورة أبنائي عبد الله بعدما طورد منذ بداية انتفاضة الأقصى، عبد الله الذي تحمل مسؤولية إعالة أسرتنا بعد وفاة والده لم يحتمل صور العذاب والمآسي التي صنعها الاحتلال بأبناء شعبه وخاصة في مخيم جنين فاختار طريق المقاومة وأصبح من قادة سرايا القدس، ولأنه دافع عن شعبه وأدى واجبه استهدفه الاحتلال وتعرض للملاحقة والكمائن ونجا من عدة عمليات اغتيال، وطوال 3 سنوات حرم من دخول منزلنا الذي رصده الاحتلال، كان يأتي رمضان وبعد العيد وأنا ابكي لحرماني منه"، وتضيف: "طوال فترة مطاردته كنت أتمنى أن يشاركني فطور أو سحور ولكن كان قدره الاعتقال والحكم بالسجن 23 عاما، ومنذ 8 سنوات أتنقل من سجن لآخر لزيارته كنت أزوره في رمضان فيخف حزني ويرفع معنوياتي ولكن حرموني منه حتى في هذه الأيام المباركة، فكيف افرح أو اشعر بطعم رمضان في غيابه، فاعتقاله جرح لا يندمل".

    كل الأبناء في السجن
    لكن المأساة لم تقتصر على عبد الله الذي يواصل تأدية دوره النضالي في سجنه، فالاحتلال غيب باقي الأبناء عن منزلها في شهر رمضان وغيرها من المناسبات طوال السنوات الماضية، وتقول: "عندما يؤذن المغرب يتجدد ألمي رغم صبري وإيماني، فمائدة الإفطار ما زالت تشتاق لأبنائي الذين غيبهم الاحتلال عني، كنت وما زلت أتمنى أن أعيش ككل الأمهات فرحة واحدة في اجتماع شمل أبنائها على فطور أو سحور، ولكن حتى الأمنيات محرمة علينا، فخلال مطاردة عبد الله، استهدف الاحتلال باقي أبنائي عبد العزيز اعتقل عدة مرات كان آخرها مع شقيقه عبد الرحمن الذي تعرض للمطاردة مع عبد الله، ورغم صغر سنه هددنا الاحتلال دوما بتصفيته ولمن حب الوطن كان حياته فسار على درب شقيقه وشاركا في كل معارك مخيم جنين، مما آثار غضب الاحتلال الذي واصل استهدافه بينما غاب عنا شهور وسنوات"، وتضيف: "لن تتمكن كلماتي من وصف حالتي خاصة في شهر رمضان، وحدة ومعاناة وشوق الأم للقمة طعام هنية مع أولادها، خوف وقلق والاحتلال يتهددهم، وأنا أتساءل كيف افطروا وأين تسحروا وما هو طعامهم خاصة وان حملات الاحتلال كانت تشتد في رمضان لاستغلال أوقات الفطور لاعتقالهم".
    تقول أم عبد الله: "وبينما كنت أتجرع مرارة اعتقال عبد الله، كان الاحتلال بالمرصاد لباقي أبنائي، و في عملية للوحدات الخاصة اعتقل عبد العزيز وحوكم 3 سنوات وعبد الرحمن الذي حوكم 18 عاما، وعندما سمعت الحكم أغمى عليّ من شدة الصدمة، فالاحتلال قرر تفريقي عن أبنائي لسنوات طويلة كل يوم فيها يساوي ألف سنه فأين هي العدالة، وكيف سأعيش دون أبنائي؟.

    بين القبور
    وبينما أصبحت حياتها ترتبط بالزيارات وتستقبل رمضان والأعياد على بوابات السجون، كانت أم عبد الله على موعد مع أقسى صدمة في حياتها، فأصبح في جدول حياتها أيام طويلة تمضيها بين قبور الشهداء التي تضم رفات كريمتها بشرى التي استشهدت في منزلها وهي تستعد لامتحانات الثانوية العامة، وتقول "سجون وقبور هي حياتي، وعندما يسمح لي بالزيارة أتوجه للسجن ثم أعود للقبور لزيارة كريمتي بشرى التي قتلت بدم بارد، كانت من تصبرني وترفع معنوياتي خلال مطاردة أشقائها، فهي الوحيدة التي كانت تشعر بألمي وتشاركني الأحزان تخفف عني الألم في رمضان والعيد، ولكن رمضان جديد ولم تعد بشرى معي فقد حرمني الاحتلال منها قبل 4 سنوات، اقتحموا المخيم وحاصروا منزلنا في الوقت الذي كانت فيه بشرى تحمل كتابها وتدرس لأنها كانت متفوقة وتحلم أن تصبح محامية، ودون سبب أطلقوا النار عليها وهي تقرأ، لم تكن مطلوبة أو تشكل خطر على الأمن الصهيوني وبرصاصهم حكموا عليها بالموت وحرموني منها للأبد"، وتضيف "أصبح البيت مظلما ورهيبا بعدما حرمت من عبد الله وعبد الرحمن وبشرى وفي رمضان ومن شدة حزني عليها وعلى أخوتها قررت أن استقبله بجانب قبرها لعل ذلك يخفف آلالامي وأحزاني التي لن تنتهي".

    فرقة حتى في السجن
    كل ذلك لم يكن كافيا للاحتلال، فمسلسل العقاب لم ينتهي وتقول "فرقت إدارة السجون أبنائي رغم اعتقالهم وأحكامهم القاسية، لا زالت ترفض جمعهم في سجن واحد حتى في شهر رمضان حتى لا يجتمع شملهم"، وتضيف في كل لحظة من رمضان اشعر بالمزيد من المعاناة لان الاحتلال يطاردنا ويزرع الحزن في حياتنا لذلك لا املك سوى صلاتي ودعواتي في أيام البركة لله العلي القدير ليرفع عنا هذه الغمة ويرحمنا برحمته لتنتهي دوامة آلالام وحلكة ليالينا التي لا نرى فيها سوى كوابيس الاعتقال وعذابات أبنائي وكل الأسرى".

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 11/08/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية