الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    النمورة.. بصمات وفاء صادقة لقضية الأسرى قبل الرحيل

    آخر تحديث: الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    حالة من الفقدان والفراغ تركها غياب حازم محمود النمّورة (32عامًا) عن زوجته الحامل وثلاثة من أبنائه وعن والده الكاتب والمربي في مدينة دورا جنوب غربي الخليل بالضفة الغربية، وذلك بعد وفاته بمرض عضال عقب تبّرعه بإحدى كليتيه لشقيقه المحرر بصفقة تبادل الأسرى أنيس النمورة.
    وفاء حازم لشقيقه أنيس لم يتوقف على فدائه بكليته فحسب، وإنّما بدأ منذ لحظات اعتقاله، ليختار تسمية نجله البكر على اسمه، وفاءً لنضالاته ومقاومته للاحتلال، ليبقي أنيس الصغير مؤنسًا له وللعائلة.
    لكن الطفل أنيس (7 أعوام) وجد نفسه اليوم بلا أب مع شقيقتيه ووالدته، بعد قضاء والده بمرض لم يمهله طويلاً، ليكون رحيله محطّة جديدة من الحزن والألم ألقت بظلالها على العائلة التي اكتوت بنار الاحتلال وملاحقته منذ باكورة سيطرته على الأرض الفلسطينية المحتلة.

    أنقذ شقيقه
    المحطة الأشد في تاريخ العائلة هي القلق الذي راودها عبر سنوات عدّة لازم اعتقال ابنها أنيس وتلف الكلى لديه، ليكون شقيقه حازم جاهزًا للتبرع بكليته لإنقاذه، فور تحرره من الأسر.
    يقول الوالد النمورة (80عامًا) "فور تحرر أنيس إلى غزة سارع حازم للتبرع بكليته لشقيقه الذي أحبه وأحبّ الفداء من أجله، لينقذ بها حياته ويساعده في التماثل للشفاء بعد عملية جراحية أجريت له في الأردن، ليعود عقبها إلى أرض الوطن".
    ويضيف: "بعد شهور من عودته بدأ حازم يعاني من فيروس خطير اجتاح الجهاز العصبي في جسمه، لكن تأخر حصول العائلة على تحويلة طبية من جانب السلطة الفلسطينية ضاعف المرض لديه وأفقده الحياة".

    إهمال طبي
    ويتهم النمورة وزارة الصحة بالضفة بتأخير حصول نجله على تحويلة طبية من أجل علاج المرض الخطير الذي أصابه، رغم أنه موظف حكومي، وأن الاحتلال هدم منزل عائلته خلال انتفاضة الأقصى، لذا كان لزامًا على السلطة تقديم يد العون له ومكافأة عائلته.
    ويشير إلى أن نجله كان بحاجة للعديد من العلاجات غير المتوفرة بمستشفى الخليل الحكومي، وجرى نقله شبه ميت للمستشفى الأهلي بالمدينة لإجراء تصوير مغناطيسي.
    وبتابع "حينما احتاج لفحوصات أخرى لم تكن موجودة بالخليل، انتظرنا وقتًا آخر حتى تسنى لنا الحصول على الموافقة لنقله للمستشفى بنابلس، إلا أن الوقت تأخر وقد فارق الحياة".
    ويؤكد عدم تمكن العائلة من نقله للعلاج بالخارج، بعد وقف السلطة تحويلاتها الطبية إلى الأردن، وعدم إسعاف الظروف المادية للعائلة للموقف، ما كان سببًا في تردي حالته الصحية، خاصة في ظل عدم توفر أجهزة طبية لازمة لعلاجه بمستشفيات الضفة.

    الجد يعتني بأحفاده بعد وفاة والدهم
    وفي هذا الصدد، يرى النمورة أنّ هناك حاجة ماسة لاهتمام السلطة بشكل أكثر جدية في صحة المواطنين، قائلا: "بدلا من بناء المنشآت الكمالية كالملاعب وغيرها، كان لزامًا على الجهات الفلسطينية المعنية إيجاد الأجهزة الطبيّة اللازمة في مستشفيات الضفة".
    وكان لوفاة حازم وقع أكبر على العائلة، التي يغيّب الاحتلال نجليها أنيس وأكرم في غزة، ويمنعهما من العودة إلى الضفة، في وقت يشكو فيه الوالد آلام فقدان زوجته وابنه، والبعد عن ناظري أبنائه.

    معاناة
    ويبين النمورة أنه لا علاقة للتبرع بالكلية في وفاة ابنه، بل أصابه مرض آخر، مبينًا في الوقت ذاته أن سياسة التقنين التي اتبعتها السلطة الخاصة بالتحويلات الطبية "وفّرت على السلطة المال لكنها أفقدتها الرجال"، في إشارة إلى وفاة نجله، جرّاء عدم حصوله على التحويلة الطبية.
    ويتابع "كنت أتمنى وقوف السلطة بجانبنا وقفة وفاء لابني الذي فقد بيته ووالدته، وأعطى كليته لأخيه المناضل"، متسائلًا إلى متى هذه الحال؟ إلى متى الاستهانة بمصير الأمة؟!.
    ويطالب النمورة بضرورة النظر بعين الرحمة إلى مئات الحالات المماثلة لنجله، وضرورة إمداد المستشفيات بما تحتاجه من أجهزة طبية ضرورية للحفاظ على حياة المواطنين.
    ويعدّ المسن النمورة من أقدم المربين والمعلمين في دورا وجبل الخليل، وخرّج عدّة أجيال من بينهم قيادات حاليين في الفصائل والسلطة، وقاسى منذ المرحلة الأولى من استهداف الاحتلال بفصله من عمله، فيما شغل رئيسًا لبلدية دورا وكاتبًا في التاريخ والعائلات والجذور الفلسطينية.
    ويشير نجله محمد إلى أنه أعقب اعتقال شقيقيه أنيس وأكرم بداية انتفاضة الأقصى تدمير الاحتلال لمنزلهم على كل ما بداخله، ومن بين ما ضاع في الهدم كافة كتابات والده وتدويناته الممتدة لعشرات الأعوام، عانت خلالها العائلة مرارة التشردّ لفترات طويلة، لحين تمكنها من بناء منزلها.

    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصيب الوالد بمرض سرطان الدم، كما تضاعفت الأمراض لدى والدته التي كانت تُنقل لزيارة نجليها في سيارة إسعاف، وصولا إلى تكحلها برؤيتهما محررين في غزة، لتفارق الحياة بعد أيام من رؤيتهما، وتنقل لتدفن في دورا. 

    (المصدر: وكالة صفا، 9/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية