الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    طفل الأسير مشعطي ولد بعد اعتقاله ويسأل متى سيخرج أبي؟

    آخر تحديث: الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    "إلى متى سيبقى أبي داخل السجون؟"، سؤال يردده الطفل عبيدة على مسامع والدته كل يوم وخاصة في المناسبات وخلال تنقله بين السجون لزيارة والده الأسير ياسر طايل شحادة مشعطي ( 38 عاما) فلا تجد إجابة سوى الدموع لأن كلماتها تعجز عن التخفيف من حزن طفلها الذي كان لا زال جنينا في بطنها عندما اعتقل الاحتلال والده الذي يقضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما بتهمة العضوية في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فكبر وأصبح اليوم في عمر 11 عاما ولسانه لا يتوقف عن الحديث عن والده والسؤال عنه والتمني أن يعيش في كنفه ككل أقرانه.
    ورغم المعنويات العالية التي تتمتع بها أم عبيدة الزوجة التي لم تفرح بزواجها ولم تكتمل الأحلام التي رسمتها ورفيق دربها، تعبر عن حزنها الكبير وسنوات العمر تمضي في غياب زوجها حتى في أجمل اللحظات، وتقول: "منذ زواجي وحتى اليوم لم أشعر بالفرح والاستقرار والطمأنينة بسبب الظلم الصهيوني الذي سلبنا كل معاني السعادة، وكيف أفرح وبعد أشهر محدودة فرق الاحتلال شملنا وافتقدت ياسر"، وتضيف "بعد 6 شهور من زواجنا اعتقلوه وخلال حملي ثم إنجابي لوحيدنا عبيدة لم يكن أيضا موجودا بجانبي، والآن وفي رمضان والأعياد لن يكون موجودا فمن يحتمل هذا الظلم والعذاب؟".

    المطاردة والاعتقال
    وفي منزلها في قرية دير الحطب قضاء نابلس، تحرص أم عبيدة على استحضار زوجها في كل لحظات حياتها لأنها الطريقة الوحيدة التي تخفف حزن طفلها الذي يشاطرها كل محطات العذاب والألم رغم صغر سنه، وتقول: "كبر ابني قبل أوانه وأصبح حساسا جدا لتأثره لغياب والده واللحظات الوحيدة التي تحرره من أحزانه الحديث عن بطولات وتضحيات والده الذي التحق في الجبهة الشعبية وأدى واجبه النضالي والوطني خاصة عقب اندلاع انتفاضة الأقصى".
    وتضيف "يتمتع ياسر بروح وطنية عالية ويرتبط كثيرا بوطنه وقضيته لذلك تفانى في العطاء وخدمة أبناء شعبه وشارك في المسيرات والمواجهات ولم يعيقه زواجه وحتى عندما علم بحملي فرح ولكنه واصل المشوار".
    أدرجت السلطات الصهيونية اسم ياسر ضمن قائمة المطلوبين في وقت كان ما زال المهنئين يتوافدون على منزله لمشاركة فرحة زواجه، وتضيف أم عبيدة "أيام عصيبة عشتها خلال ملاحقة زوجي، خوفي على حياته وخوي على مستقبل الطفل الذي حملت به فاستمر الاحتلال برصده على مدار 4 شهور حتى اعتقلته القوات الصهيونية في 19-2-2001 لتبدأ محطات العذاب خلال التحقيق معه ثم حكمه القاسي بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية ".

    الولادة والتحقيق
    تجاوزت أم عبيدة آثار محنة الاعتقال وصبرت وقررت التحدي وفاء لعهد زوجها وحفاظا على جنينها فعندما اعتقل ياسر كانت حاملا في الشهر الثاني، وتقول: "صدمتي كانت كبيرة باعتقال زوجي لأنني كنت أتمنى أن يكون لجانبي في لحظة الحلم الأجمل والمشترك لكنهم مارسوا بحقه كل صنوف العذاب والعقاب والتي تجرعت مراراتها ولكن الله كرمني وحقق أمنيتنا وتجاوزت المخاض الصعب". وتضيف "لن أنسى أبدا أصعب اللحظات التي مرت في حياتي هي مرحلة إنجابي لعبيدة ووالده غائب عني وعنه والتي اعتبرها أصعب من لحظة اعتقاله، السجن لم يؤلمني وإنما حرمان زوجي من فرحة أول طفل تجعلني ابكي دوما".
    منغصات الاحتلال على أم عبيدة وأسيرها لم تنته بعد زجه في السجون وإنما أخذت بعدا أكثر مأساوية كما تقول: "عندما منع الاحتلال زوجي من رؤية مولودنا الذي كان ينتظره على أحر من الجمر، فقد عوقبنا بنقله وحرمان زيارته وكانت أول مرة يراه فيها وهو بسن 6 شهور، فرحتنا جعلتنا ننسى السجن والسجان واحتفل كل الأسرى معنا رغم الحزن لان حياة طفلي ستبدأ بمعاناة مع والده ما دام أسير".
    وتكمل "لم ينته المشهد المأساوي، لأن الاحتلال قرر حرمان زوجي من فرحته واستمر عقابه الأقسى من كل أيام السجن وكانت المرة الثانية التي يسمح لطفلنا بزيارته ورؤيته وهو بعمر 4 سنوات".

    الصمود والتحدي
    ولم تتوقف مسيرة النضال والعطاء لياسر الذي تابع مشواره مع رفاقه الأسرى رغم ألم الفراق عن وحيده وزوجته التي ساندها وحفزها وشجعها دوما وهي تتحدى كل الصعاب وتكرس حياتها لعبيدة، وتقول: "مثلما كان بطلا في حريته جسد كل صور التضحية في اعتقاله وأضافه لدوره التنظيمي والوطني في صفوف الجبهة فإنه حصل على الثانوية العامة في السجن وانتسب لجامعة الأقصى وبدأ تعليمه الجامعي حتى قررت إدارة السجون منعه"، وتضيف "في نفس الوقت، كنت أتولى رعاية وتربية طفلنا وحاولت بكل قواي أن أؤدي دور الأب والأم في آن واحد رغم صعوبة ذلك خاصة عندما كبر عبيدة، فعندما كان طفلا كانت المسؤولية أخف، واليوم وكلما كبر عاما بعد عام تكثر المصاعب خاصة لحاجته لوالده فلا يمكن أن يعوضه أحد حتى أنا عنه".
    وتروي أم عبيدة أن أصعب سؤال وجهه عبيده عندما بلغ عمر الثماني سنوات لوالده خلال زيارته: كم ستبقى داخل السجون وأنا محروم من عناقك وحضنك؟" وتضيف "بكى ياسر ولم يستطع إجابته، ولازال يردد عبيد ذات السؤال مرات ومرات".

    عقوبات ومواقف
    لم يكن ذلك المشهد الوحيد الذي أبكى الأسير ياسر في معركة البطولة والتحدي، فكانت اللحظة الأقسى عندما رحلت والدته "أم الزعيم" عن عمر يناهز 62 عاما وهي تتمنى عناقه، وتقول أم عبيدة: "كانت علاقته مميزة ووطيدة مع والدته التي داهمها المرض الخبيث وأصبحت عاجزة عن زيارته وتوفيت وهي تتمنى رؤيته واحتضانه، وحاليا والده نالت منه الأمراض ولم يعد قادرا على زيارته رغم شوقه الكبير له".
    وفي نفس الوقت، أشارت إلى فرض الاحتلال عقوبة المنع الأمني على أشقائه، فمنذ اعتقاله لم يتسن لإخوانه زعيم وشريف وأشرف وأحمد زيارته لأن السلطات الصهيونية ترفض منحهم تصاريح بسبب المنع الأمني.

    رمضان والأسر
    تتحدث أم عبيدة بفخر واعتزاز عن بطولات زوجها وصموده مع رفاقه الأسرى لمدة 28 عاما خلال معركة الأمعاء الخاوية رغم عزله وعقابه في زنازين الجلمة وتدهور حالته الصحية ومعاناته من ألم في المعدة وفقدانه 15 كيلو من وزنه، ولذلك تعيش على أمل أن تستمر معركة النضال لتحرير الأسرى ليحققوا الانتصار الكبير بحريتهم ويجتمع شملهم في العيد، وتقول: "أصعب الأيام في هذا العام هو الشهر المبارك لأنني حتى اليوم ومنذ اعتقاله لم أعش أجواء رمضان مع زوجي، وللعام الثاني عشر استقبله واقضيه وحدي مع طفلنا"، وتضيف "لكن أملي بالله كبير وسيبقى كبيرا لأنه هو الواحد الأحد الذي سيفرج عنه قريبا، لن يموت الحلم والأمل وسنفرح بوجوده بيننا لأنها ستكون الفرحة الكبرى وسيكون ميلاد جديد بالنسبة لي وحياة جديدة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 9/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية