الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    اعتقل بعد شهر من زواجه ويستقبل رمضان العاشر خلف القضبان

    آخر تحديث: الإثنين، 13 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    لم تدم فرحته بزفافه سوى شهر واحد فقد كان الاحتلال له بالمرصاد لينتزعه من بيته عقابا وانتقاما في انتفاضة الأقصى بسبب بطولاته ونضالاته التي لم تتوقف منذ الانتفاضة الأولى رغم الاعتقال، وفي سجن "نفحة" يستقبل ممثل الدائرة الإعلامية والعلاقات الخارجية لأسرى حركة فتح الأسير محمد عدنان مصطفى أبو الهيجاء (32 عاما) شهر رمضان المبارك مصمما على الصمود والثبات مع إخوانه الأسرى في معركتهم المستمرة مع إدارة السجون التي لم تراع حرمة شهر رمضان فاقتحمت القسم الذي يقبع فيه وعاقبتهم بالحرمان من الزيارة بعدما دمرت وأتلفت كما روى "جميع أغراضهم ومستلزماتهم لتنغص عليهم أيام الشهر الفضيل التي يمضونها بالإيمان والعبادة والصبر والدعاء لله ليفرج كربهم ويعيدهم لأسرهم ليجتمع شملهم في العيد القادم"، وأضاف "منذ انتصارنا في معركة الأمعاء الخاوية تحاول الإدارة تنغيص فرحتنا والالتفاف على الانجازات التي انتزعناها ولكن لم نتوقع أنها لن تحترم حتى حرمة شهر رمضان لتدهم القسم بعد السحور مباشرة وتحتجزنا لأكثر من 13 ساعة تحت أشعة الشمس الحارقة رغم أننا صائمون، وعندما عدنا لغرفنا صدمنا لأن حالتها بدت كأنه ضربها زلزال".
    ويكمل "لم نتمكن من الإفطار ولا زالت معاناتنا مستمرة لأنها صادرت الأجهزة الكهربائية وخاصة المراوح لتزيد ألمنا وعذاباتنا لأن الغرف تعتبر قبر بوجود المراوح فكيف بعد مصادرتها، ورغم ذلك نحن صابرين ولدينا أمل كبير أن تنتهي هذه المعاناة ويكون موعدنا مع الحرية وعناق أسرنا في العيد القادم قريب".

    الحرمان من الزيارات
    نفس الأمنيات، ترددها الوالدة زينب في منزلها في بلدة اليامون حيث شكل عقاب الحرمان من الزيارات أقسى صدمه لها مع دخول شهر رمضان وهي محرومة للشهر الثاني مع كافة أفراد أسرتها من زيارته، وتقول: "صبرنا واحتملنا كل محطات الألم وإجراءات العقاب والانتقام وإجراءات السجان وظروف السجن ولكن قرار منع زيارة محمد عقوبة أقسى من السجن والحكم"، وتضيف "كل دقيقة عشتها في الشهرين الماضيين خاصة مع دخول شهر رمضان وأنا محرومة من وجوده في بيتنا ومشاركتنا موائد رمضان ثم منعنا من رؤيته وزيارته حولت حياتي لجحيم اكتوي بناره لذلك تمتزج دموعي بالدعوات ليرفع الله هذا الظلم عن ابني وكل الأسرى ويكرمنا بحريتهم في العيد القادم".

    رمضان العاشر
    ووسط دوامة الحزن والألم في مسلسل حياتها اليومي خاصة في شهر رمضان، تجد الوالدة الصابرة أم هشام في تحضير الوجبات التي يحبها أسيرها على موائد الإفطار الطريقة الوحيدة لاستحضاره والتخفيف من مشاعر الشوق والحنين لرؤيته التي أصبحت ممنوعة حتى إشعار آخر، وتقول: "لا يوجد معنى لرمضان في منزلنا سوى طقوسه الإيمانية الصلاة والدعوات ليكون ابني محمد حرا بيننا في القريب العاجل، ومن شدة حزني وحرصي على أن تبقى سيرته حياته وكسر قضبان السجن أجهز الطعام والحلويات التي يحبها لأنها تذكرني به وتشعرني أن أمنيتي في احتضانه بإذن الله ستكون قريبة رغما عن الاحتلال وسجونه التي تغيب ابني عني للعام العاشر على التوالي".

    بين الانتفاضتين
    ويعتبر محمد الابن الثالث في عائلة أبو الهيجاء المكونة من 11 نفر، وفي مرحلة مبكرة من عمره التحق على مقاعد الدراسة في صفوف حركة فتح وعندما كان يتابع دراسته ويستعد للصف العاشر اعتقل، وتقول والدته: "انتمى لحركة فتح في بداية الانتفاضة الأولى، وبدأ مشواره النضالي في مقاومة الاحتلال الذي طارده على مدار 7 شهور حتى تمكن من اعتقاله في كمين قرب اليامون وحوكم بالسجن لمدة عام"، وتضيف "تجربة الاعتقال والسجن صقلت شخصيته وأصبح أكثر عطاء ونضالا وبعد فترة وجيزة اعتقل للمرة الثانية وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 6 شهور".
    مع بداية انتفاضة الأقصى، لبى محمد النداء وشارك في مقاومة الاحتلال بين بلدته "أخي محمد بطل وشجاع نفخر ببطولاته رغم خوفنا عليه خلال ملاحقة الاحتلال له بعدما أصبح من قادة الانتفاضة الميدانيين اثر مشاركته في معركة مخيم جنين، دوما كان في مقدمة الصفوف"، ويضيف "تزوج محمد ولم نكد نفرح بزفافه حتى تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله بعد حصار منزلنا في تاريخ 12/8/2002 وبعد التحقيق حوكم بالسجن لمدة 11 عاما ونصف بتهمة الانتماء لفتح ومقاومة الاحتلال الذي واصل عقابه بالنقل والعزل لمرات عديدة".

    لحظات معاناة
    وتكررت مداهمات الاحتلال لمنزل أم هشام لتستقبل رمضان عام 2006 محرومة من ولديها محمد ومصطفى الذي اعتقل وحوكم بالسجن لمدة عامين ونصف، وتقول: "لم يكن السجن ومعاناة الزيارات وما يمارس في حقنا من إجراءات تعسفية ما يؤلمنا، وإنما تفريق الاحتلال لأبنائي بشكل متعمد، فاحتجز محمد في سجن شطة ومصطفى في مجدو"، وتضيف "أصعب اللحظات عندما كانت تأتي زيارتهما في يوم واحد، فأبكي لأن أحدهما سيحرم من الزيارة التي تعتبر المتنفس الوحيد لهما، ورغم طلباتهما المتكررة لجمعهما خاصة في الأعياد ورمضان رفضت سلطات الاحتلال ذلك".
    تداهم الدموع أم هشام وهي تتذكر زوجها الذي رحل وهو يتمنى عناق محمد ومصطفى، وتقول: "لم يكتف الاحتلال بمأساتنا واعتقال ولدي، ففي أحد الأيام داهموا منزلنا واعتدوا على زوجي الستيني دون مراعاة سنه، نكلوا به بشكل وحشي وضربوه بأعقاب البنادق على إذنه ثم اعتقلوه لمدة يوم واحد"، وتضيف "الضربة أثرت على صحته وأصيب بمضاعفات خطيرة لازمته دوما، وفجأة أصيب بمرض السرطان ورغم صبرنا وإيماننا بقضاء الله وقدره، كانت صدمته الكبرى عقب انضمام مصطفى لمحمد فأصيب بالشلل وبعد يومين من اعتقاله توفي وهو يردد أسماءهما خاصة محمد الذي كان يتمنى أن يراه ويحتضنه بين ذراعيه قبل رحيله".

    جراح لا تندمل
    خلف القضبان، استمر محمد في تأدية واجبه النضالي والتنظيمي في صفوف الحركة الفتحاوية الأسيرة، فأكمل دراسة الثانوية العامة وشارك في كافة معارك الأمعاء الخاوية وتدرج في المواقع التنظيمية حتى أصبح مسؤولا عن الإعلام والعلاقات العامة في حركة فتح في سجن نفحة.
    أما في منزل أسرته وحياتها فقد تعددت صور المعاناة التي كانت تتزايد لدى والدته خاصة مع زفاف أحد أبنائها، وتقول: "كل لحظة فرح تحولت لدموع لغياب محمد فروحي معلقة به ورغم التفاف الأهل والأحبة حولنا في زفاف أبنائي وما رزقت به من أحفاد لم أشعر بأي سعادة، وكانت أقسى أيامي عندما تزوجت شقيقاته حنان وهناء تمنيت أن يكون معهن في أجمل لحظة لكل عروس وعائلتها"، وتضيف "اليوم رزق أشقاؤه بالأبناء الذين لا يعرفون عمهم وخالهم إلا من خلال الصور وهم يتمنون رؤيته واحتضانه ودائما يتساءلون متى سيخرج عمنا من عتمة السجن؟ ومتى سنراه بيننا وبين أفراحنا وأعيادنا ومناسباتنا؟"، وتضيف "وقلبي يسأل معهم قبل لساني إلى متى سنبقى نعاني من المحتل الذي يفرق بين الأخ وأخيه والأم وابنها والزوج وزوجته؟، حرموني حتى معايدته في رمضان لكن أملي بالله كبير وإرادتنا أقوى وصمودنا كبير ومعنوياتنا أكبر، ونقول لمحمد اصبر فلابد للقيد أن ينكسر وستعود إلينا قريبا".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية