الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة الأسير السيد تعيش على الأمل بانتظار حريته

    آخر تحديث: الخميس، 16 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    ارتسمت معالم الحزن والألم لدى الصغير عبد الله ( 11 عاما) لعجزه عن زيارة والده الأسير عباس السيد في سجن جلبوع خلال شهر رمضان المبارك بسبب مشقة السفر والأساليب القهرية التي تمارسها السلطات الصهيونية بحق الزائرين بما فيهم الأطفال على الحواجز أو في السجون. ورغم محاولات الزوجة والوالدة أحلام التخفيف من الم وحزن صغيرها ولكن حالته أصبحت أكثر صعوبة منذ مطلع الشهر الفضيل، وتقول أم عبد الله: "تأثر عبد الله وشقيقته مودة كثيرا لأنهما تغيبا عن الزيارة كونه رمضان الأول الذي يستقبله والدهم دون عقاب العزل والزنازين الانفرادية و يعيش بين الأسرى، ولكن رغم استعدادهما مع موعد الزيارة لم يحتمل قلبي إرسالهما في ظل ما يفرض على الزائرين من سياسات قاسية لا يحتملها بشر، فكيف بطفلاي وهما يذهبان وحيدين لأنني ما زلت ممنوعة من الزيارة".

    أيام صعبة
    وبين منزل عائلته في طولكرم وسجنه "جلبوع"، تتكرر نفس صور المعاناة جراء الفرقة ومعاناة السجن ليشكل حلول شهر رمضان لهذا العام أصعب أيام حياة الزوجة وأبنائها الذين كبروا في غياب والدهم الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 100 عام، وتقول: "منذ اليوم الأول للشهر المبارك بدت علامات التأثر على عبد الله ومودة اللذان عاشا معي رغم صغر سنهما كل لحظات العذاب عقب اعتقال والدهما خاصة في محنة عزله ولكنهما كبرا اليوم ولا يتوقفان عن طلب والدهما والتعبير عن شوقهما"، وتضيف "ليس ما يؤلمني سجن زوجي وحكمه القاسي وإنما عجزي عن إجابة تساؤلات أطفالي على كل مأدبة إفطار وسحور، فهما يكرران دوما متى سنفطر مع أبي؟ إلى متى سيبقى يحرمنا الاحتلال منه؟ ما هو طعامه في السجن؟ ومتى سيعود إلينا ونعيش معه وليس على بوابات السجون؟".
    الزوجة أم عبد الله التي كرست حياتها لعهد الوفاء لرفيق دربها الغائب الدائم في كل محطات حياتها التي يتحكم بها الاحتلال، تجتهد دوما في توفير إجابات لتلك الأسئلة محاولة رفع معنويات صغارها وبث مشاعر الفخر والاعتزاز فيهم بتضحيات والدهم والإيمان والأمل بحريته، وتقول: "في رمضان استحضر روح عباس لترافقنا على مائدة الإفطار لأن حزن أطفالي يكبر كل عام وأنا أصبرهم بالانتظار لرمضان القادم وازرع في قلبهما الأمل فيأتي رمضان وبعده الأعياد وما زال القيد والسجن يفرقنا فاعجز أحيانا عن الحديث ولكي أحرر أبنائي من المهم لا نملك سوى الصلاة والدعاء فلدينا أمل دائم بالله تعالى ليفرج كرب زوجي وكل الأسرى واجتماع شمل كل العائلات بلا سجون".

    18 رمضانا دون الوالد
    تلك السجون واستهداف الاحتلال لزوجها القيادي في حركة "حماس" الذي انتخب مؤخرا رئيسا للهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة في السجون غيبته فترات طويلة بين الانتفاضتين، وتقول أم عبد الله: "استقبلنا رمضان 18 مرة ونحن محرومون من الاجتماع معه على مائدة واحدة لأن الاحتلال لم يتوقف عن استهداف زوجي، والأشد مرارة أنه منذ بداية الانتفاضة حرمنا منه بسبب المطاردة وتضاعفت معاناتنا بعد اعتقاله"، وتضيف "لم يكتف الاحتلال بما مارسه بحقه من تعذيب وعقوبات وحكم قاس فحرمنا منه حتى في السجن، فقد صدر قرار بعزله ونفيه في الزنازين الانفرادية ولإكمال الحصار عليه أصدرت المخابرات قرارا بمنعه من الزيارات".
    وتكمل "أربع سنوات عجاف عشناها تساوي كل رحلة المعاناة التي عشناها بسبب الهجمة الشرسة التي تعرض لها في الزنازين الانفرادية والتي رافقها منع زيارات وتنكيل واعتداء بالضرب وتجديد المحكمة قرار عزله بتوصية من المخابرات بذريعة أن وجوده في السجن بين الأسرى كونه من اخطر قادة حماس يشكل تهديدا للأمن الصهيوني"، وأردفت تقول "هدف ذلك كله الانتقام المبرمج من زوجي وعائلته فحتى أطفاله شملهم المنع الأمني فلم نعرف طعم أو نكهة رمضان منذ اعتقاله في 8- 5- 2001، وكل يوم كنا نشعر إننا أسرى مع عباس ولكن لم تضعف عزيمتنا في لحظة لأننا لدينا قناعة أن الله سيكرم هؤلاء الأبطال الذين يفدون شعبهم ووطنهم ومقدساتهم بحياتهم وسيكون اجر المؤمنين الصابرين كبير وكل شيء بفضل الله".

    العقاب المستمر
    في يوميات رمضان، تتبادل الزوجة أحلام مع عبد الله ومودة الأحاديث عن والدهم وبطولاته، فمسلسل حياتهم شريط من الذكريات التي لا تقدمها الفضائيات أو ترويها الإذاعات رغم أنها حكاية بطولة وصبر لا يتوقف لسانها عن الدعاء ليكللها الله بالنصر التالي بعدما انتصر زوجها ورفاقه الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، وتقول: "بعد الإفطار نجتمع سويا للحديث عن عباس، أروي لأبنائي محطات نضاله وتفانيه في سبيل شعبه ووطنه ولحبه لهم ولأطفال فلسطين وهم يتحدثون عن فرحتهم بصمود والدهم الذي روى لهم في زيارته الأولى بعد خروجه من مدافن الأحياء صور المعركة التي انتصر بها والأسرى فاسقطوا سياسة العزل".
    وتضيف "بعد أربع سنوات من العزل استعاد أبنائي إثر زيارة والدتهم قوتهم ونشاطهم لأنه زرع فيهم الأمل ورفع معنوياتهم لذلك هم يتأملون أن يكون بينهم في العيد".

    بشرى النصر
    أم عبد الله التي قضت سنوات عمرها على بوابات الصليب الأحمر وخيم الاعتصام، تنتصر لزوجها والأسرى وتطالب بحريتهم، تعيش في رمضان آمالا كبيرة أن تنطوي تلك الصفحات من عمرها المليء بالذكريات المؤلمة لذلك تكثر من الصلاة والدعاء في شهر رمضان،وفي الانتظار وحتى تمنح أبنائها شحنات الصبر تحرص على تجهيز وجبات الطعام وخاصة الحلويات التي يحبها وما زال محروما منها، وتقول: "ابني عبد الله يحب نفس الطعام والحلوى التي يحبها والده لذلك يطلب مني دائما تصنيعها لأنه يشعر بنفس والده من خلالها كما انه يوزعها على الأهل والأصدقاء ليشاركوه في هذه الأيام المباركة الدعاء"، وتضيف "عندما انتصر عباس وخرج من العزل وزعنا الحلوى واستبشرنا خيرا، ونأمل في شهر رمضان أن تكتمل البشائر باستجابة الله لدعواتنا لنوزع حلوى كسر القيد وحرية زوجي وكل الأسرى الذين يجب أن يكون مكانهم بين أبنائهم أحرار وليس في السجون".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 12/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية