الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاحتلال يعاقب أشقاء الأسير مخلص صوافطة

    آخر تحديث: الإثنين، 27 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    في سجن "جلبوع" استقبل الأسير مخلص صدقي صوافطة العيد الأربعين محروما للعام العاشر على التوالي من معايدة وزيارة أشقائه بعدما رحل والديه قبل أن يتحقق حلمهما بعناقه حرا وزفافه، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها شقيقه صلاح خلال شهر رمضان للحصول للتصاريح له ولأشقائه لزيارة مخلص لكن سلطات الاحتلال رفضت لأنها تصر كما يقول: "على عقابنا والانتقام منا ومن أخي الذي يحاصرونه في قلب حصار وظلمة السجن وكأنه يقضي حكما بالنفي الذي يضاف لحكمه القاسي بالسجن مدى الحياة".

    العقاب المفاجئ
    لم يجد صلاح وسيلة ليعبر فيها عن شوقه لشقيقه وللتواصل معه سوى كتابة رسالة معايدة وكله أمل أن تصل إليه في الموعد المحدد مع العيد، ويقول: "رفعنا شكوى ضد قرار مصلحة السجون منع أخي من الزيارة ولكن دون جدوى ورغم كل الجهود وتدخل كافة المؤسسات لا زال أخي يعيش في المنفى وليس السجن، فحتى الصور و الرسائل التي يمكن أن تخفف عنا ممنوعة وآخر صورة وصلتنا منه قبل عدة سنوات".
    ويضيف "رغم انتظامنا بزيارته في السنوات العشر الأولى ولكن فجأة عوقب مخلص وأصبحت وإخواني الإثني عشر الآخرين محرومين من زيارته وكل مرة نقدم فيها طلبا لتصريح نتلقى نفس الاسطوانة المقيتة الزيارة ممنوعة بدواعي الأمن الذي يعتبر سيفا مسلطا على رقابنا خاصة كون أخي من ذوي الأحكام العالية، وتعتبر الزيارة بالنسبة له شريان الحياة والأمل الوحيد الذي يخفف عنه محنة السجن وسنوات الغربة التي طالت". ويكمل صلاح "في كل عيد يزداد ألمنا مع مضي الأعوام دون بارقة أمل بالإفراج عن أخي الذي شطب اسمه من كل الصفقات رغم أنه اعتقل قبل أوسلو، لذلك آمل أن تصله بطاقة المعايدة ولا تعتبر خطرا على الأمن الصهيوني كما يجري التعامل مع رسائله".

    كل شيء ممنوع
    أجواء حزن كبيرة سادت طوال أيام العيد في منزل عائلة مخلص في طوباس، فقد رحل الوالدين وما زال الابن أسيرا وحتى صوره ممنوعة، ويقول صلاح: "لا نستبعد ابتداع الاحتلال أشياء جديدة ليستمر في حرماننا من زيارة أخي التي أثرت على كل الأسرة في العيد فالجميع يتمنى رؤيته ومعايدته لكنهم يحرموننا حتى صوره"، ويضيف "منذ سنوات لم تصلنا ولا صورة منه لأنها أصبحت ممنوعة امنيا رغم أن تلك الصور تسمح بها قوانين إدارة السجون فكيف يمكن أن نحتمل كل هذا الظلم والضغط والاستهداف الذي لم يتوقف منذ اعتقاله؟".

    محطات من حياته
    منذ ولادته عام 1974، اختلفت حياة مخلص عن كل أطفال العالم فكانت أولى محطات المعاناة بالنسبة له ولعائلته كما يروى صلاح "وفاة والدتي الحاجة نظمية عن عمر 47 عاما بعد شهرين من ولادته بسبب مرض عضال لم يمهلها طويلا، فعاش طفولة حزينة رغم كل محاولات والدي وعمتنا الحاجة رحمة أبو سمرة التي كانت بمثابة الأم له تعويضه ورعايته وتربيته مع أفراد أسرتنا البالغ عددها 18 نفرا كان مخلص السادس فيها"، ويكمل "درس حتى المرحلة الإعدادية ولم يكملها إثر اعتقاله الأول في عمر 16 عاما، فقد التحق في حركة فتح وشكل حبه لفلسطين طريق حياته وكان الجميع يقول أن عطاءه ونشاطه وخبرته اكبر من سنه".

    الاعتقال والحكم
    اندلعت الانتفاضة الأولى فشارك مخلص في فعالياتها لكنه قرر في أحد الأيام تطوير أشكال مقاومة، ويقول صلاح: "لم نعرف بدوره النضالي حتى اعتقل، ففي تلك الفترة وبعد اغتيال القائد "أبو جهاد" سارع مع مجموعة من المقاتلين لتشكيل مجموعة عسكرية سرية لحركة "فتح" أسموها مجموعة الشهيد "أبو جهاد" والتي نفذت نشاطات عسكرية بشكل سري".
    تتالت عمليات المجموعة حتى اكتشف الاحتلال سرها، وتمكن مطلع عام 1993 من اعتقال مخلص في عملية للوحدات الخاصة، ويقول: "عاقبوه بقسوة بسبب عملياته وحنكته العسكرية وعزلوه 7 شعور تحت الأرض بعد تعذيب أثر لاحقا على صحته في عدة سجون حتى حكم بالسجن مدة الحياة".

    عقوبات وأحزان
    يصف صالح حكم شقيقه بالردع ورغم ذلك تعرض للعزل في كافة السجون وخاصة في سجن تلموند حيث عاش في غرفة انفرادية لمدة 8 أشهر تعرض خلالها لكافة الممارسات بما فيها حرمان الزيارات ومنع الكنتين. تحدى مخلص وصمد خلف القضبان ولم يتوقف عن عطائه رغم الظلم الذي لحق به خاصة شطب اسمه من صفقات التبادل، بينما طال المنع الأمني والده المسن الحاج صدقي قبل رحيله. ويقول صلاح: "لم يميز الاحتلال في ظلمه بين مسن أو صغير، فتجرع أبي مرارة ليس فقط حرمانه من الزيارات بل شطب اسم مخلص من كل الصفقات فكلما كنا نسمع عن إفراجات نستعد ونفرح ولكن أبي كان أكثر من يدفع ذلك الثمن لأنه كان يخشى أن يرحل قبل أن يشاهد ابنه حرا "، ويضيف وهو يمسح دموعه"وهذا ما حدث فالمرض أصابه لحزنه وبكائه على ولده وفي عام 1997 رحل دون أن يراه، كما أن دولة الاحتلال حرمت أخي حتى من وداع والده وكانت تلك أصعب المحطات التي أثرت عليه خاصة مع منعنا من زيارته".

    متى يأتي العيد
    ويقول صلاح: "عام جديد يستقبله أخي في سجنه، ودعنا رمضان والعيد بجروح لم تندمل ودموع لن تتوقف وألم يتجدد ما زال أخي أسيرا لذلك أملنا الكبير أن نتمكن من زيارة مخلص وان بيننا في العيد القادم وهذا رهاننا وأملنا بالرئيس محمود عباس لنكسر القيود ونشطب من قاموس حياتنا اسم السجن ونتحرر من جحيم المنع الأمني"، ويضيف "كل صباح يسألني أبنائي الذين لا يعرفون عمهم إلا من خلال الصور متى سيأتي عمنا ويعود لمنزلنا، وأنا أقول لهم وللجميع لم ولن نفقد الأمل ولكني أضم صوتي لهم ونسال متى يأتي العيد ونعوض حرماننا من الزيارات لعقد كامل بتحريرهم لنحرر الفرحة المسلوبة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 24/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية