الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    جمانة طفلة غزية قتل المرض أمها واعتقل الاحتلال والدها

    آخر تحديث: السبت، 01 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    جمانة طفلة بعمر الزهور كل ما تحلم به أن تقول:" بابا..بابا" حرمتها سجون الاحتلال بأن تقولها بعد أن غيب والدها الأسير علاء أبو جزر خلف قضبان السجون المظلمة، في وقت كان عمرها لا يزيد عن أربعة شهور، ليتبعها وفاة والدتها لتكون يتيمة قبل أن تنطق كلمة "ماما..بابا".
    جمانة الطفلة الغزية حملت على جسدها الصغير معاناة أكبر بكثير من طفولتها البريئة خاصة بعد وفاة جدها واستشهاد عمها الذي كانت تقول له "بابا" ما جعلها تردد كل يوم "ماما ماتت..بابا أسير..بابا أيمن استشهد لمن أقول بابا؟!".
    ورغم معاناتها وألمها الكبير إلا أنها كانت ولا زالت تحصل على الترتيب الأول في عامها الدراسي ليفتخر بها والدها في حديث يدور كل يوم بينها وبين صورة والدها الأسير.

    جمانة
    كان كل ما في جمانة ينطق بالذكاء رغم طفولتها الصغيرة، ومع ذلك فكانت تفهم الأمور بشكل يفوق عمرها الصغير كيف"لا"؟ وهي حملت اليوم على كاهلها الصغير قضية "طفلة أسير".
    كانت هذه الزيارة من الزيارات الصعبة خاصة حينما تبدأ الحكاية على لسان الجدة والأم "أم علاء" وهي تروي معاناة في ألوان مختلفة تتجمع عند طفلة في عمر الزهور. قالت أم علاء: "الحمد لله الله أكرمنا في ثمرة طيبة.. الحمد لله الذي رزقنا بجمانة فهي حبيبة قلبي، فحينما تبتسم أشعر بأن قلبي هو المبتسم وحينما تحزن وتتألم أشعر أن فؤادي يتقطع عليها".
    وبعد أن أخذت نفسا عًميقا لتعيد تفاصيل وأحداث الذاكرة الشاهدة على كل يوم في حياة حفيدتها جمانة، اتبعت حديثها: "كانت جمانة عمرها لا يتجاور أربعة شهور حينما تم اعتقال والدها من قبل جيش الاحتلال فكان في سفر مع والده المصاب بفشل كلوي ولا يبصر بالوقت ذاته فذهب به للعلاج بمصر وعند العودة لقطاع غزة اعتقلته سلطات الاحتلال. واستكملت حديثها وحروف الحمد لله تلازم لسانه الرطب بذكر الله تعالى: "لقد تم الحكم عليه 18 سنة وما هي إلا فترة قصيرة حتى أصيبت زوجته بمرض الكبد الوبائي وتوفيت وهي لا زالت في شبابها الذي لم يتجاوز 19 سنة". وبينت، أنه بذلك أصبحت حفيدتها جمانة بدون أب أو أم لتكون طفلة أسير ويتيمة في الوقت ذاته وهي عمرها لا يتجاوز أربعة شهور.
    وذكرت، أنه بعد اعتقال علاء أخذت صحة والده في تنازل شديد حيث لم يستطع استكمال العلاج وكان يشعر بالألم لأن نجله تم اعتقاله أثناء اصطحابه للعلاج وما هي إلا سنة ونصف السنة حتى توفي وهو يتمنى أن تلمس أنامله نجله علاء، فكان كل من يقترب منه يقول له"علاء".

    صورة بابا
    طفولة جمانة البريئة لم تتعرف على والدها إلا من خلال الصور التي كانت تحتفظ بها الجدة لتتعرف عليها جمانة. وأشارت أم علاء وقد امتزجت حروف كلماتها بدموعها التي حاولت أن تخفيها: "حينما أصبح عمر جمانة "3 سنوات" أخذتها لزيارة والدها في سجون الاحتلال فكان هنالك سياج يفصل بين والدها وبينها فكان والدها يحاول أن يدخل أنامله حتى تلمس شعر جمانة وهي تضحك تقول: "بابا..بابا". وتتابع: " ورغم ذلك إلا أن الاحتلال لم يرق له ذلك فجاء الجندي بدون رحمة وأنزل جمانة على الأرض فبذلك لم تستطع أن ترى والدها فأخذت تبكي وتقول:"بابا..بابا" وبتصرف طفله حرمت من والدها أخذت تبصق في وجه الجندي".
    وأضافت: "الجندي لم يرحم طفولة جمانة فجعلها ضمن قائمة الممنوعة أمنياً رغم أنها طفلة عمرها لا يتجاوز 3 سنوات، حيث تبين ذلك خلال الزيارة التي تبعت هذه الزيارة فبعد قطع مسافات طويلة من الخوف قال جندي العدو الصهيوني بدون رحمة "جمانة أبو جزر ممنوعة أمنياً" فأخذت جمانة تبكي فأبكت الحجر قبل البشر".

    حفل الزفاف
    وبعد أن أخذت السنوات تمر يوما بعد يوما لتكون جمانة في الروضة قالت جدتها التي تقول لها جمانة ماما: "حينما ذهبت جمانة في يومها الأول للروضة جاءت حزينة فأسرعت إليها لأعرف السبب فقالت لها كيف أنت ماما وبالوقت ذاته أنت أم بابا؟!" هذه الكلمات جعلت أم علاء تحضر ألبوم الصور لتعرفها على والدتها وأفراد عائلتها. واستكملت حديثها: "فكانت جمانة تقول وهي ترى صورة حفل زفاف والديها ووالدتها من التي بجوار بابا العروس الحلوة قلت لها إنها ماما ريم هي والدتك توفيت والآن هي بإذن الله تعالى بالجنة" فبذلك أصبحت لها ماما ريم وماما جدتها ولا تقول لي إلا يا ماما".
    وبينت، أن جمانة متعلقة بها كثيرا فحينما تأتي جمانة للبيت ولا تجد جدتها فإنها تجلس في ركن من المنزل وتكون حزينة فهي لا تحب أن تأتي للبيت ولا تجد جدتها حيث تقول لها: "لا ترحلي كما رحلت ماما وجدو".

    عمو أيمن
    ومن المواقف المؤلمة جدا على قلب جمانة الصغير قالت جدتها: "لقد كان نجلي أيمن يعامل جمانة مثل طفلته وكان حنونا عليها كثير مما جعلها تقول عنه بابا أيمن". وذكرت، أنها كانت متعلقة به كثيرا فكانت تشعر من خلاله بحنان الأب، وفي تاريخ 2/2/2009 م قبل أن تذهب للمدرسة أخذ عمها أيمن يلاعبها ويقبلها و بأكثر من كل يوم وقبل أن تذهب إلى باص المدرسة قدم لها المصروف مثل كل يوم.
    وتابعت بقلب الأم النابض بالأسر والشهادة: "حينما عادت جمانة من المدرسة وجدت جنازة فقال لها أبناء المنطقة إنها جنازة عمك أيمن فأخذت تبكي وتصرخ لا..عمو أيمن لم يمت ففقدت الوعي". وبينت، أنها حينما عادت لوعيها قالت "ماما" –لجدتها-: "هل عمو أيمن مات؟؟ فأخبرتها جدتها بأنه استشهد وهو الآن عريس بالجنة فحينما علمت بأنه بالجنة قالت:" الآن طمنتيني على عمو أيمن" وأخذت تبكي بحرارة كبيرة.
    وأشارت أم علاء، في بداية الأمر تم أخبارها بأن أيمن مصاب وهو بالمستشفى فأسرعت للمستشفى وقلبها يقول: أيمن استشهد وحينما وصلت للمستشفى أخبرني من كان هنالك الله يعوضك بأيمن فأخذت بالسجود حمدا لله تعالى فظن من كان حولي بأنني قد وقعت على الأرض فأخبرتهم أنني أحمد الله تعالى على ارتقائه شهيدا وأن مأواه الجنة.

    تاج الوقار
    وأوضحت، أنها رغم المعاناة التي تحمله قلب الطفلة جمانة إلا أن تحصيلها كان دائما الأول فهي تحصل دائما على شهادة شكر وتقدير من المدرسة على اجتهادها، ومع ذلك تكون يوم تسلم الشهادة حزينة فالأطفال من حولها بصحبة والديهم بينما هي والدتها توفيت ووالدها بالأسر.
    ورغم طفولة جمانة البريئة إلا أن قلبها يحمل الحنان لجدتها فحينما علمت بأن من يحفظ القرآن الكريم يلبس والديه تاج الوقار فأخذت تحفظ أجزاء من القرآن الكريم فكانت تقول لجدتها الآن لمن سوف أقدم تاج الوقار لماما ريم أو لماما جدتي؟ فقالت لها الجدة لمن تريدين يا حبيبتي فقالت لها جمانة:" أنت ماما التي ربتيني وعلمتيني القرآن الكريم سوف أقدمه لك".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية