17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة الأسير أبو الهيجاء.. صمود وثبات وتمسك بالأمل

    آخر تحديث: الإثنين، 03 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    مبكرا نهضت من نومها لتعانق الحفيد الأول مها عله يخفف لحظات الألم التي تتجدد مع حلول الذكرى العاشرة لاعتقال زوجها الذي يغيبه الاحتلال عنها وعن أسرتها ومنزله في مخيم جنين منذ ربع قرن قضاها مطاردا أو جريحا أو أسيرا، فتفرح رغم كل المنغصات كلمات نادته فهو يحمل اسم جده زوجها الذي مازالت دولة الاحتلال تحرمها من زيارته فحرصت على وجوده طوال السنوات الماضية بصوره التي تزين كل ركن وزاوية من منزلها لكنها تشعر اليوم بسعادة اكبر لأن اسمه أصبح يتردد في كل لحظة وثانية منذ ولادة حفيدها جمال قبل أشهر معدودة عقب اعتقال والده باكورة أبناءها عبد السلام.

    قوة وأمل
    لم تبكي المحررة الزوجة أسماء أبو الهيجاء وزوجها القيادي في حركة "حماس" الشيخ جمال عبد السلام أبو الهيجاء يستقبل عامه الحادي عشر في رحلة اعتقاله الأخيرة بعيدا عنها ومحروما حتى من اجتماع شمله مع نجله في الأسر، وبدت أكثر قوة وتماسكا وهي تحتضن حفيدها الأول الذي لم يراه جده ووالده معبرة عن قناعتها كما تقول بأن ثمرة الصمود والتضحية والنضال ستثمر وتحقق الأمنية التي أصلي ليل نهار لأراها أمامي بتحرر أبو العبد وكل إخوانه الأسرى لأنهم الأوفياء والمخلصين والثابتين على العهد والحافظين للوعد وهؤلاء بشرهم الله دوما بالفرج والفوز والنصر المبني"، وتضيف "تعودنا على دولة الاحتلال وظلمها وبطشها فمنذ سنوات طويلة وزوجي مغيب عن بيته مستهدف لم يفرح بطفل أنجبناه ولم يشاركنا فرح حتى زواج أبناءه ولكننا نؤمن دوما أن الظلم لا يدوم وبعد كل محطات المعاناة هناك نصر كبير ولقاء قادم قريب وولادة حفيدي جمال ليحمل اسم جده بشرى كبيرة أن الأمل لا يموت".
    وتكمل "إرادتنا وعزيمتنا أقوى دوما من دولة الاحتلال التي لم تتوقف عن استهدافنا لكن ذلك لم يوقف حياتنا ولم يؤثر على معنوياتنا، وابني عبد السلام نموذج لذلك ففي غياب والده كباقي أشقاءه ربيته وكبر حتى أصبح رجال شارك في معركة مخيم جنين وعندما اعتقل تجرع كل صنوف المعاناة 78 شهرا، وأفرج عنه وبمباركة والده تزوج وأعيد اعتقاله وزوجته حامل، ورغم حزننا لأنه لم يشاهد طفله حتى اليوم متمسكين بحقنا المشروع بالحياة وأملنا بالله كبير دوما أن هذه المحنة لن تطول وبعدها فرج".

    يوم الذكرى
    قرب جدارية كبيرة تحمل صورة الشيخ جمال ورفيق دربه الأسير إسلام جرار، جلست أم العبد تضم حفيدها وحولها أبنائها في طقوس خاصة لإحياء الذكرى الجديدة لاعتقال زوجها، بعضهم يتلو آخر رسائل الشيخ ومعايدته التي أرسلها لهم من سجنه بعدما ودع رمضان العاشر واستقبل العيد الـ 21 محروما منهم جميعا، فالزوجة معاقبة بالمنع الأمني كما تقول: "بذريعة أنني أشكل خطر على دولة الكيان التي لم يراعي مرضي ووضعي الصعب وبعد اعتقال زوجي اعتقلوني إداريا لمدة عام، وعلى مدار السنوات الماضية قرعت كل الأبواب للحصول على تصريح واحد ولكنهم عاقبوني بالمنع وفرضوا على الشيخ العزلة لعشر سنوات حتى إضراب الكرامة الأخيرة، ولكني كلما نظرت في عيني حفيدي جمال أرى بشرى فرح أن غياب والده وجده لن يطول".
    أما الابنة المحامية بنان والتي اعتقلت أيضا لمدة شهر قبل سنوات، فانهمكت في كتابة رسالة عهد ووفاء في ذكرى اعتقال والدها أرفقتها بصورة لطفلتها التي أنجبتها ولم تزور جدها فهي كما تقول "ممنوعة أمنيا مع زوجها وطفلتهم من زيارة والدها الذي غيبه الاعتقال عنها طوال حياتها حتى في أجمل وأهم مناسبات العمر"، وتقول "كتبت لوالدي دعواتي وأمنياتي ليعود إلينا لأننا اشتقنا إليه كثيرا ولا معنى أو قيمة لحياتنا في غيابه الذي طال، ورغم اعتزازي ببطولات وتضحيات أبي لن أنسى ظلم الاحتلال لنا عندما حرمني من شهادة التخرج من الجامعة أنا ووالدي فقد حصلت عليها وأنا أسيرة رغم أنني كنت أتمنى أن أكون حرة ومعي أبي"، وتضيف "عندما تزوجت لم اشعر بفرحة العروس رغم أن والدي أرسل لي المباركة وهديته الجميلة الخاصة من سجنه فلا يمكن أن يسد أحد مكان أبي".

    أمنية العيد القادم
    وبدون فضائيات وبعيدا عن وسائل الإعلام، تابعت عائلة الشيخ جمال اليوم الخاص لذكرى اعتقال والدها المحكوم بالسجن المؤبد 9 مرات إضافة لـ 80 عاما في وقت جهز فيه المحرر عماد الذي تذوق طعم الأسر مرات عديدة، لوالده صورة خاصة مع خطيبته كريمة الأسير المهندس الوزير السابق وصفي قبها والذي أتم اتفاق عقد القران مع رفيق دربه الشيخ جمال في سجنهما، ويقول "كل يوم لا تغيب عنا ذكرى والدي، ولكن في يوم اعتقاله نريد أن نعيش معه لنحرره من سجنه هم قادرون على اعتقال جسده أما روحه فهي حرة معنا"، ويضيف "في رسالتي أردت من والدي أن يفتخر أنه رغم غيابه وحزننا واستهداف الاحتلال لعائلتنا حيث لم يسلم أحد منا من الاعتقال بما فينا والدتي وشقيقتي إلا أننا والحمد لله كبرنا وأصبحنا قادرين على حمل الرسالة والمسؤولية وأتمنى أن يكون معنا في العيد القادم ويشاركني في زفافي لنعيش الفرحة التي ستبقى منقوصة ما دام هو وأخي خلف القضبان".

    لحظات اللقاء
    في الذكرى، أصرت أم العبد أن يجتمع شمل العائلة بما فيهم الصغير جمال مع زوجها رغم أسره في سجن "أيشيل"، فلم تكتفي بالدعوات والصلاة لحريته، بل تمكنت من كسر الحواجز والقضبان من خلال المشاركة عبر الإذاعة المحلية في توجيه رسالة للشيخ ومعايدته في العيد والتمني والتضرع لله أن يفرج كربه لتعود الفرحة لحياتهم في العيد القادم، وتقول: "رغم أنها رسالة من طرف واحد نتحدث فيها ولا نسمعه ولكنها لحظات جميلة أن نتحدى القيد والمنع الأمني ليسمعنا وتصله مشاعرنا وآمالنا ونؤكد له أننا على العهد ننتظره ولن نفقد الأمل"، وتضيف "والاهم من ذلك كله أن الاحتلال لن يتمكن من حرمان الشيخ من حفيده، من المؤلم والمحزن أنه لم يراه أو يعانقه ويؤذن في أذنه كما تمنى جده ولكن شاركنا الصغير جمال رسالة الوفاء بصوته بين البكاء والضحك، وكأنه يقول لجده كل عام وأنت بخير أو يشاركنا الدعاء، لقد شعرت لحظتها أن أبواب السجون ستفتح قريبا ويتحقق الأمل الموعود بإذن الله".

    لا أعياد أو فرح
    في تلك اللحظات، شاركت الطفلة ساجدة الوحيدة التي يسمح لها بزيارة والدها، بالحديث لأسرتها عن رسائل والدها التي حملها إياها في آخر زيارة، وتقول: "في كل رسالة لم يتوقف أبي عن مطالبتنا بالفرح والسعادة والحياة والنجاح والصبر والصمود، اذهب لرفع معنوياته فإذا به يسلحني بالإرادة والعزيمة والمعنويات حتى ادعوا الله أن يمنحني القوة لأحطم تلك الألواح الزجاجية وأعانقه ونعود سويا لمنزلنا"، وتضيف "منذ ولادتي لم أنام مرة في حضن أبي ولم احصل على عيديته، بحياتي لم أشعر بفرح أو سعادة، الأعياد محرمة علينا لأنه في بعض السنوات مرت وأنا وحيدة في منزلنا بينما أبي وأمي وكل إخوتي في السجن، في ذكرى اعتقال أبي أتضرع لله أن يحررنا من السجن ويخرج أبي من قبر الأحياء وأن أعيش حياتي ككل أطفال العالم أعياد وفرحة وسعادة".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 31/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية