17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والد الأسير جمال أبو محسن رحل قبل تحقيق حلمه

    آخر تحديث: الإثنين، 03 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    "ألم غياب ابني وحرماني منه أقسى وأكبر بكثير من نوبات الألم، فهل يتحقق حلمي وأعيش معه ولو عيدا واحدا؟"، كلمات رددها الحاج خالد إبراهيم أبو محسن والد عميد أسرى محافظة طوباس جمال أبو محسن القابع في سجن "هداريم "، ورحل الحاج السبعيني بعدما اشتد عليه المرض قبل أن يتحقق حلمه ولكن حتى آخر رمق يقول نجله وليد " كان يردد اسم جمال ويقول سلاماتي لحبيب روحي وكونوا معه ولا تتركوه في السجن".

    الوالد المناضل
    أبو محسن الذي قضى حياته على أبواب السجون منذ اعتقال نجله جمال بتاريخ 4 تشرين الأول 1991 بتهمة انتمائه لحركة "فتح" والقيام بعمليات فدائية، ورغم العقوبات المتتالية التي تعرضت لها عائلته وخاصة هدم منزلها وقف دوما لجانب ابنه ورفع معنوياته ولم يتأخر كما يقول وليد "عن زيارته والمشاركة في الفعاليات التي تطالب بتحرير لأسرى خاصة بعد الصدمات القاسية بشطب اسمه من الإفراجات والصفقات رغم انه اعتقل قبل أوسلو".

    وصية الزوجة الأم
    وذكرت الابنة ليلى، أن والدها تذوق حسرة حيل زوجته ورفيقة دربه وهي تتمنى حرية جمال، وتضيف "اكبر صدمه عاشها أبي رحيل والدتي وهي تخطط لمستقبل جمال وعروسه وفرحه لأنها آمنت دوما أن يوم الحرية قادم لا محالة، ولكن المؤلم أن يومها كان أسرع فرحلت في 3- 8- 2010 ولسانها يردد اسم جمال وتوفيت قبل أن تتحقق أمنيتها برؤيته ولو لمرة واحدة ولكنها أوصت والدي بتحقيق الحلم".

    رحل قبل اكتمال الحلم
    وفي انتظار حرية جمال والحلم، دخل الوالد أبا الوليد منذ مطلع العام الجاري حالة مرضية إثر إصابته بالسرطان، وتقول كريمته ليلى: "تدهورت صحته بسرعة رغم مقاومته ولكن شاء قضاء الله وقدره أن يصاب بمضاعفاته حتى حرم من زيارة أخي جمال الذي عاش الألم والمعاناة بسبب خوفه وقلقه على والدنا خاصة وانه منذ عام لم يزره، وفي كل زيارة لا يتوقف عن حثنا على علاج والدنا فهو نسي السجن وألمه وكل همه صحة أبينا". ويضيف ابنه وليد "رغم معنويات أبي وصموده وقوة عزيمته وإيمانه، لكن جسده لم يحتمل المرض وتوفي في المستشفى الوطني في نابلس وآخر ما قاله اسم "جمال".

    لحظات حزن وألم
    وفي المنزل المستأجر الذي تقيم فيه العائلة بعدما هدمت القوات الصهيونية منزلها كعقاب جراء اعتقال جمال، تتزين جدرانه بصور جمال الذي غادره في سن 20 عاما، ترتسم صور الحزن والألم على رحيل الوالد أبو الوليد رغم توافد جموع الأهل والأصدقاء لمشاطرة العائلة أحزانها ومصابها الجلل، وقال وليد بحزن ومرارة "الاحتلال دوما كان لنا بالمرصاد ليصادر أحلامنا ولحظات حياتنا الجميلة، فلم نفرح يوما بمناسبة وخاصة والدي الذي حرمه الاحتلال حتى من رؤيته وهو يحقق حلمه بالدراسة الجامعية"، ويضيف "كان دوما يتمناه متفوقا وناجحا في حياته التعليمية، ويتمنى أن يراه على مقاعد جامعة النجاح، فبعد نجاحه في الثانوية العامة، ومع بداية الانتفاضة الأولى أغلق الاحتلال الجامعات والمؤسسات التعليمية في فلسطين، وبعدما عجز عن تحقيق حلم بالدراسة في جامعة النجاح، حصل على قبول في جامعة الخليل في كلية الآداب قسم التاريخ، فسجل المواد لإكمال تعليمه الجامعي هناك، ثم عاد إلى طوباس لإنهاء وإنجاز ما تبقى من الأوراق الثبوتية، ولكن الاحتلال اعتقله بتاريخ 4/ 10 / 1991".

    الرحيل
    قبل رحيله بساعات فجر يوم الجمعة كان جمال الحاضر الوحيد في أحاديث ودعاء والده الذي لم يكن يتوقع أحد من أفراد أسرته أنها ستكون الأخيرة كما تقول كريمته ليلى "فرغم كل الأيام العصيبة خاصة خلال صفقات التبادل والإفراجات التي شطب اسم جمال منها كنا نستمد الصبر والعزيمة منها، وفي كل يوم كان تبعث فينا أملا جديدا بأن حرية جمال قريبة وستفرح بزفافه، ولكن شاء قضاء الله وقدره أن يغادرنا وغصة فراق جمال تملا قلبه". وتضيف "وهو الأكثر ألما بالنسبة لنا، فأغمض عينيه وهو يلفظ باسمه ويرضى عليه وعلى كل الأسرى، ليرحل دون أن يتحقق أي من أحلامه، ولنتجرع وجمال مرارة هذه اللحظة الأقسى في حياتنا، والتي تعتبر أحد صور الماسي التي يصنعها الاحتلال بنا، فأي مأساة أكبر من أن ترحل والدتي ووالدي وابنهما أسير، وذلك الأسير يحرم من وداع والدته انه لظلم كبير".

    ردود فعل
    ونعت المؤسسات والفعاليات الفلسطينية والد الأسير القائد جمال أبو محسن، وأصدر وزير الأسرى عيسى قراقع ورئيس نادي الأسير قدورة فارس ومحافظ طوباس الدكتور مروان الطوباسي ولجنة الأسير ونادي ومؤسسة "مانديلا" واللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى وحركة فتح في إقليم طوباس، بيانات قدمت فيها التعازي لعميد أسرى طوباس القائد جمال وعائلته برحيل والده الذي قضى حياته مناضلا في سبيل فلسطين وقضية الأسرى. وأشادت بصمود وتضحيات الراحل وعائلته التي قدمت كل أشكال البطولة على طريق الحرية، معاهدة الراحل بمواصلة دربه حتى تحقيق حلمه وتحرير جمال وكل الأسرى من السجون الصهيونية.

    آخر كلمات
    في لحظات الحزن والألم، ودع وليد باسم شقيقه جمال وأسرته والدهم وسط مشاعر الحزن والألم وهو يقول "44 عيدا قضى جمال في رحلة الاعتقال المريرة وفي كل المحطات الصعبة كان أبي أول من يؤازره ويدعمه ويعمل لحريته، لم ينقطع عن مسيرة أو اعتصام ولم يتأخر عن زيارته ولكنه اليوم رحل وهو لا يتوقف عن طلبه والدعاء له ليصبره".
    وكانت آخر كلمات الحاج أبو محسن وهو يضم لصدره صورة جمال قوله "في العيد الجديد ليس لي سوى رسالة واحدة للرئيس محمود عباس أن يحقق حلم حياتي، صورته لا تفارقني وعذاب سجنه يؤلمني أكثر من مرضي، لقد صبرنا وصمدنا ولن نندم على كل ما قدمناه من اجل فلسطين وشعبنا، فأعيدوا إلي ابني".
    ويضيف: "جمال ظلم في كل الصفقات ونحن ظلمنا معه في كل الحياة، خذوا كل شيء حتى حياتي ولكن هبوني يوما أراه فيه محررا، وامنحوني فرحة العيد كاب بعدما حرمت منها أمه المناضلة الوفية، وليعلم الجميع أن عيدنا الوحيد سيكون يوم حرية جمال وكل الأسرى فهل سيأتي ذلك العيد؟".
    وبكت كريمته ليلى بحزن وألم في وداع والدها وهي تفتقد جمال، وتقول "حتى عندما توفي أبي حرموه ومنعوه من المشاركة في إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، أين حقوق الإنسان والعدالة وأي شريعة تجيز ذلك"، وتضيف "سنبقى نتحسر ونتألم لأن والدتي توفيت قبل أن تعانق جمال وأبي رحل دون أن تتحقق فرحة العيد التي تمناها، وقلوبنا تحزن أكثر لأن جمال سيستقبل الصدمة الجديدة في سجنه فلا نملك سوى مواساته والدعاء لله أن يصبره ويكرمنا بفرجه لنحقق وصية وأمانة أبي وأمي التي لن نتخلى عنها أبدا".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 1/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية