17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    معاناة عائلة الأسير إسماعيل عابد مستمرة

    آخر تحديث: الإثنين، 10 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    يوميا وعلى مدار الساعات صباحا ومساء وخاصة في لحظة التوجه للمدرسة أو الزيارة للسجن، لا يتوقف الطفلان سعيد 9 سنوات ومحمد 6 سنوات ونصف عن ترديد عشرات الأسئلة على مسامع والدتهم أم سعيد عن والدهم ورحلة اعتقاله إضافة للتعبير عن حزنهم لغيابه عنهم في كل اللحظات حيث تزداد مشاعر الشوق وتتجدد أمنياتهم بمرافقته لهم للمدرسة أو النوم في أحضانه و شراء الألعاب والهدايا لهم كأبناء عمومتهم أو أقرانهم في المدرسة أو البلدة.

    الطفولة المسلوبة
    وبين طفولتهم التي حرمهم الاحتلال منها، واستمرار اعتقال والدهم الأسير إسماعيل سعيد محمد عابد (34 عاما)، لم تعد الوالدة الزوجة قادرة على تقديم الإجابات الشافية لأن كل حياتهم ترتبط كما تقول "بالاحتلال الذي فرق شمل أسرتها وفرض على زوجها نكسة السجن التي يدفع ثمنها صغارها الذين ما زالوا يرفضون التأقلم مع الواقع ويصرون على المطالبة بكسر تلك القيود واستعادة والدهم"، ورغم رعايتها لهم وتكريسها حياتها لتربيتهم وتخفيف معاناتهم، تضيف "السجن لم يعتقل زوجي أو يصادر حريته فقط، بل حول حياتنا لسجن فاعتقال زوجي يعتبر مصدر لألم وحزن دائم في حياة أطفالي الذين لم يعيشوا طفولتهم كباقي أطفال العالم، فقد تفتحت عيونهم على بوابات السجون ورغم أنني ألبي كافة طلباتهم وأحاول تعويضهم ولكن لا يمكن لأحد أن يسد مكان الوالد". وتكمل "في كل عام يمضي، وكلما يكبر أبنائي تتضاعف معاناتنا لأنهم لم يناموا ليلة واحدة في حضن والدهم أو يحصلوا منه على عيدية وفي العيد الأخير امضوا أيامهم في البكاء والحزن لأنهم كانوا يريدون أن يرافقهم والدهم لملاهي الأطفال وأن يعيشوا معه، ولكنهم أمضوا العيد في زيارته ومرة أخرى فرق السجن بينهم وبين والدهم".
    تبكي أم سعيد وهي تنظر لصور زوجها، وتقول "تعبت من وضعنا خاصة وأن أطفالي لا يتوقفون عن السؤال عن والدهم، والسؤال متى سيخرج؟ و لو أنه موجود لحقق لنا جميع طلباتنا؟ إلى متى سنبقى محرومين منه؟ وماذا يأكل بابا ومتى ينام و متى يستيقظ؟ "، وتضيف "كل الإجابات لم تعد تقنعهم لذلك أصلي ليل نهار حتى تنتهي مأساة اعتقال إسماعيل ويعود لمنزله وطفليه ويعوضهما عن ألم الفراق والحنان الذي لم يعرفوا طعمه يوما".
    وتقول الزوجة الصابرة "حتى في السجن يمنع الاحتلال زوجي من عناق أطفاله ويفرض عليهم الزيارة ورؤيته من خلف الزجاج الفاصل الذي يثير غضبهم وينغص عليهم تلك اللحظة التي تزيد المنى وأوجاعنا خاصة بالنسبة لصغيري محمد"، وتضيف "فعندما كنت حاملا به، كان إسماعيل مطلوبا للسلطات الصهيونية وبسبب ملاحقته ورصد تحركاته لم يتمكن من رؤيته سوى بعد أسبوع من ولادته ثم اعتقل وعندما نطق ابني كلمة أبي كان والده في السجن وهناك تعرف إليه وبدأت أقسى أيام المعاناة التي ما زالت مستمرة".

    الأسير في سطور
    في غياب زوجها القسري، تحرص أم سعيد على حضوره في حياة أطفالها فصوره تزين جدران المنزل وكل يوم تروي لهم حكاية جديدة من تضحيات ونضال والدهم، وتقول "حرصت على ربط علاقة وطيدة بين أطفالي ووالدهم من خلال الحديث المستمر عنه وتعليمهم بالقيم والمبادئ التي امن بها والدهم فقرر أن يناضل ويضحي ليكفل لهم ولكل أطفال فلسطين حياة حرة وكريمة"، وتضيف "في مرحلة مبكرة التحق في صفوف حركة فتح، وبين نشاطه الوطني ودوره في مقاومة الاحتلال تمسك بالتعليم ودرس قبل اعتقاله لمدة عامين في جامعة القدس المفتوحة تخصص إدارة أعمال".
    وتكمل "التحق زوجي  ÙÙŠ الأجهزة الأمنية ليؤدي واجبه في بناء دولته وحماية استقلاله وأمنه حتى اندلعت انتفاضة الأقصى فلم يتقاعس عن مشاركة أبناء شعبه حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال الذي بدا بملاحقته عام 2008".
    أدرج اسم إسماعيل ضمن قائمة المطلوبين بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وتقول زوجته "استمروا في ملاحقته ونصب الكمائن له حتى أصيب بعدة أعيرة نارية في قدمه اليسرى بعدها وخلال علاجه تمكنوا من اعتقاله في 10 /11 / 2008 في جنين"، وتضيف "حرمونا من زيارته خلال ممارسة التعذيب بحقه في سجن الجلمة لمدة ثلاثة شهور نقل بعدها إلى سجن مجدو وحوكم بالسجن الفعلي لمدة خمس سنوات بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى".

    أيام صعبة
    وتكثر الأيام الصعبة والعصيبة في حياة أم سعيد، فبالإضافة لهموم طفليها تعيش القلق والخوف على صحة زوجها الذي يعاني من آثار إصابته برصاص الاحتلال وقرحة في المعدة، وتقول "خلال التحقيق تدهورت صحته بسبب أساليب التعذيب وآثار الإصابة، وعلى مدار السنوات الماضية عالجوه بالمسكنات رغم المضاعفات المستمرة فالعلاج ممنوع وكلما تدخلت مؤسسة يمارسون الخداع والتضليل ينقلونه لمستشفى الرملة للعلاج ولكن الدواء الوحيد المسكنات"، وتضيف "هناك إهمال طبي متعمد وقلقنا يزداد خاصة في فصل الشتاء لأن الإصابة تؤدي لمضاعفات تحرمه حتى النوم".

    عقاب الزيارة
    ورغم حالته الصحية الصعبة، عاقبت إدارة السجون إسماعيل بالعزل عدة مرات وفرض عقوبات قاسية وأكثر ألما للزوجة، وتقول: "لا أعلم من أين اخترعوا هذه القضية فجأة أصبحت تشكل زيارة زوجي خطر على الأمن الصهيوني وسحبوا تصريحي وبعد معاناة ومشقة لا يسمح لي بزيارته سوى مرة واحدة 6 شهور"، وتضيف "نأمل أن يكون هناك متابعة واهتمام من المؤسسات المعنية لإلغاء المنع الأمني الذي يعتبر أقسى من عقاب السجن".
    وناشدت أم سعيد الجميع الوقوف لجانبها لعلاج زوجها وتامين زيارة منتظمة حتى يتحقق حلمها بحرية زوجها التي تنتظرها وأطفالها، وتقول "لا يوجد معنى لأي شيء في الحياة ما دام زوجي غائبا عن أطفاله ومنزله نصلي جميعا ليكون العيد القادم بيننا ويحصل محمد وسعيد على العيدية التي انتظروها طويلا".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 7/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية