السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير البرق: ابني يموت في السجن وما من أحد يسأل

    آخر تحديث: الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    "من المؤلم أن تكون أنبوبة غاز ونصف شيكل زيادة في سعر البنزين فقط أغلى وأهم من أسرانا الذين يضحون بحياتهم من أجل حريتنا ويموتون في السجون"، بهذه الكلمات خاطبت المواطنة أم مروان عائلة الأسير سامر البرق خلال شاركتهم في اعتصام تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام وبينهم البرق الذي يدخل اليوم من معركته الأمعاء الخاوية، وتابعت "كل الضفة انتفضت من أجل غلاء الأسعار ونتفهم ذلك، ولماذا لا يتحرك أحد ليمنع إعدام أسرانا، أين الحراك الشعبي من سامر وحسن الصفدي وأيمن الشروانة وسامر العيساوي؟ "، نفس الأسئلة رددتها والدة البرق وهي تحمل صورته وتقاوم دموعها وتقول: "ابني يموت في السجن وما من أحد يسال وكل الدول العربية الإسلامية أغلقت أبوابها في وجهه فأين هي الإخوة والعروبة والمروءة والنخوة والإسلام"، وتكمل "عندما صرخت مسلمة وامعتصماه قاد المعتصم الجيوش دفاعا عن كرامتها وأنا اصرخ واعراباه ولا أريد الجيوش العربية لتحريرنا وإنما أن تفتح الحكومات أبوابها لاستقبال ابني الذي قررت السلطات الصهيونية إبعاده عن وطنه وعائلته وبيته والمؤلم والمحزن أن الجميع يرفض استقباله".

    أين الحراك؟
    ومن بلدتها جيوس قضاء قلقيلية وحتى رام الله تتحرك عائلة سامر (38 عاما) ولسان حالها يتساءل بحسرة ومرارة عن أسباب غياب الحراك الشعبي رغم التقارير التي صدرت مؤخرا وحذرت من تعرض حياة ابنها لخطر، وتقول والدته أم سامر: "يؤلمنا أن الصوت الفلسطيني لا زال غائبا ورغم المعركة البطولية التي يخوضها ابني ورفاقه في سبيل الحرية والكرامة في مواجهة سياسة الاعتقال التعسفي الظالم فان مستوى الحراك لم يرتق لمستوى تضحياتهم وخطورة وضعهم"، وتضيف "نتفهم حالة الغليان التي شهدها الوطن بسبب ارتفاع الأسعار ولكن هل يفترض أن يكون ابني سلعة لها ثمن حتى يتحرك الجميع، الكل يتحدث عن الإنسان وأهميته وكرامته والجميع ينشد القصائد ويصدر البيانات التي تمجد الأسرى ولكن أبنائنا الأموات مع وقف التنفيذ بحاجة لفعل رسمي وشعبي"، وتكمل وهي تبكي بمرارة "إن ابني يساوي بالنسبة لي الدنيا بحالها وكل إنسان غالي على أهله، وسامر ابن لهذا الشعب العظيم أفلا يستحق أن يقف الجميع معه وهو يتعرض لظلم الاحتلال وحتى الأشقاء العرب الذين يرفضون استقباله فأين الحراك الشبابي الفلسطيني والعربي وهل مطلوب استشهاد ابني ليتحركوا؟".

    115 يوما
    لا تتوقف أم سامر عن ترديد الدعوات لله لكي يحمي ابنها ويفرج كربه مع دخوله ال 115 من إضرابه المفتوح عن الطعام، وتقول: "هكذا نحن الشعب الفلسطيني الجميع علينا ولكننا متوكلون على الله الذي حمى ابني ورعاه رغم القمع والعقاب والتنكيل والإضراب ونصلي ليل نهار ليجد له مخرجا وفرجا"، وتضيف "لأن اعتقال ابني تعسفي وغير قانوني وبعدما رفض فك إضرابه رغم الضغوط والقمع قررت السلطات الصهيونية إبعاده ورغم حسرتنا وألمنا لأننا لم نتمكن من رؤيته منذ سنوات عاش خلال محن عديدة لكن ما باليد حيلة لأن الاحتلال يرفض بشكل مطلق الإفراج عنه إلى بلدتنا ومنزلنا"، وتتابع "لكن المؤلم أن كافة الدول العربية والإسلامية رفضت استقباله، الله اكبر على الظلمة والظالمين ابني يموت كل يوم وأصبح عاجزا عن السير وكل الزعماء يكرسون مقولة الاحتلال أنه يشكل خطرا على الأمن، فلماذا لا نسمع صوتا لشباب الحراك العربي للضغط على الحكام لاستقبال سامر وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان".

    حياة السجون
    تتحسر عائلة البرق على ضياع سنوات عمره خلف السجون من باكستان حتى دولة الاحتلال، ويقول والده: "حصل سامر على شهادة الماجستير في التحاليل الطبية خلال دراسته في باكستان التي استقر فيها وتزوج وعمل مدرسا حتى اعتقل من قبل السلطات الباكستانية بشكل مفاجئ وبعد معاناة مريرة أبعد للأردن واعتقل لعدة مرات منذ عام 2002"، ويضيف "أمضى أبني سامر أربع سنوات ونصف، متنقلا بين السجون الأردنية دون أي محاكمة ودون تهمة واضحة، بل بناءً على شكوك تتعلق بانتمائه لتنظيم إسلامي جهادي، استناداً إلى أفكاره وتوجهاته الفكرية والعقائدية".
    بين اعتقالاته استقر سامر مع زوجته الباكستانية في الأردن وعمل في عدة مختبرات طبية ولكن فجأة اعتقلته السلطات الصهيونية في 11 - 7- 2010 لتبدأ معاناته، ويقول والده: "لم تتمكن السلطات الصهيونية من إدانته بأي تهمة رغم التحقيق معه وجرى تحويله للاعتقال الإداري بذريعة الملف السري واستمر تجديده مرة تلو الأخرى وسط حرماننا من زيارته".

    الإضراب عن الطعام
    فشلت كافة الجهود في إطلاق سراح سامر فخاض مع الأسرى الإداريين ثم الحركة الأسيرة معركة الأمعاء الخاوية حتى وافقت السلطات الصهيونية على الإفراج عنه بعد تجديد اعتقاله الإداري ولكن قبل الموعد المحدد صدر قرار بتجديد اعتقاله فاستأنف إضرابه في 5-21 احتجاجا على القرار التعسفي، خلال ذلك تعرض سامر لضغوط مكثفة وقمع من الإدارة بينما كان يتابع مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير قضيته أمام المحكمة العسكرية ويطالب بالإفراج عنه خاصة بعدما صدر أول تقرير من طبيب مسؤول في "مصلحة السجون الصهيونية" أكد خطورة الوضع الصحي للأسير، وقال بولس: "التقرير صدر بناء على طلبنا لقاضية المحكمة للإفراج عنه بسبب خطورة وضعه، وأكد فيه الطبيب أن سامر فقد من وزنه 20 كغم منذ إضرابه وقد يتعرض إلى تغيير جذري في حالته الصحية أو أي نكسة مفاجئه دون أن يكون هناك أي مقدمات الأمر الذي يمكن أن يؤدي للموت المفاجئ، وأن استمرار إضرابه عن الطعام قد يؤدي إلى أضرار في جسمه لا يمكن علاجها لاحقا".
    وأوضح التقرير الطبي بأن الأسير البرق بحاجة إلى مراقبة صحية في المستشفى، وقد أخضع للفحص مرتين في اليوم، كما أنه يتناول الفيتامينات وبعض المواد المدعمة إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون بديلا عن الطعام ولا يمكن أن تكون سببا في عدم تعرضه لأي خطر".
    رغم ذلك، رفضت القاضية الإفراج عن سامر الأمر الذي اعتبره بولس تهديدا مباشرا لحياة البرق لأنه معرض للإصابة بأي مكروه، وأضاف "إن عدم اخذ القاضية لما ورد في التقرير وطلبنا بالإفراج عنه يعتبر انتهاكا خطيرا لكافة الأعراف والقوانين لذلك حملنا الاحتلال بكافة مؤسساته وأجهزته المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير البرق وجددنا طلبنا بالإفراج الفوري عنه".
    بتاريخ 28 / 8/ 2012، تم تحويله إلى مستشفى (أساف هروفيه) ومكث فيه يومين، وإلى غرفته داخل المشفى وصلت قاضية صهيونية ومحاميه (جميل الخطيب) وممثل عن الادعاء الصهيوني، ورجل شرطة، وأبلغه هؤلاء بقرار تثبيت أمر اعتقاله إداريا لمدة ثلاثة شهور، وأخبروه بأن هناك مواد جديدة ضده أضيفت إلى ملفه.
    ووسط الجهود الحثيثة التي تبذلها كافة المؤسسات التي تعنى بالأسرى والاتصالات المستمرة مع عدة أطراف للضغط لإنقاذ حياته وإيجاد دولة توافق على استضافة سامر قبل فوات الأوان، قال بولس: "تواصل السلطات الصهيونية احتجازه في ظروف غير إنسانية في عيادة سجن الرملة وقد تعرض للاعتداء مرتين رغم أنه فقد القدرة على الوقوف والحركة ولا تتوفر الرعاية الصحية المناسبة بينما ما زلنا ننتظر قرار المحكمة التي لا يوجد أي مبرر أو مصوغ لاستمرارها في التأجيل والمماطلة"، وهو الأمر الذي اعتبره والده بمثابة حكم بالإعدام على سامر، ويقول: "هم يدركون أن الدول العربية لن تستقبله لذلك قرروا إبعاده ويمارسون الضغوط عليه رغم وضعه الخطير وحتى عندما ينقل للمستشفى يعاملونه بطريقة سيئة ويقيدونه، والمحكمة ترفض الإفراج عنه، فإلى متى سنحتمل؟، وما هو الحل؟.

    معاناة مستمرة
    وفي غياب الحل، تتعدد صور معاناة وعذاب البرق، وأفادت رئيسة مؤسسة مانديلا المحامية بثينة دقماق التي كانت آخر من زاره في عيادة سجن الرملة مؤخرا، أن الأسير يعيش في عزلة كاملة و فقد من وزنه 35 كغم، ولا يتمكن من الوقوف على قدميه وفقد القدرة على الوقوف علما أنه يعيش على الماء والملح فقط وإبر الجليكوز، ولا يتناول أي شيء من البروتينات، ويعاني من عدم التوازن العام وتردي شبه كامل في وظائف أعضاء جسمه الرئيسة كالكلى والكبد والبنكرياس وضعف النظر وضمور العضلات.
    ووصف الأسير البرق وضعه لدى نقله إلى مشفى (أساف هروفيه) بأنه كان مكبل اليدين والقدمين بالسرير الذي يرقد عليه، وكانت يده موصولة بإبرة جليكوز، وتعرض لضغوط لفك إضرابه ولكنه رفض.

    استمرار الإضراب
    وفي نداء من سجنه، أعلن الأسير البرق استمراره في إضرابه المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطلبه في الحرية، داعيا المؤسسات الإنسانية والدولية والرئيس محمود عباس للتدخل شخصيا للإفراج عنه وإنقاذ حياته لأنه كما قال "لن يتراجع عن معركته ويوقف إضرابه حتى الشهادة أو الحرية".
    ومن جانبه، قال وزير الأسرى عيسى قراقع: "انه قدم طلبا رسميا للحكومة المصرية لمتابعة وضع الأسير والضغط بقوة للإفراج عنه وإجراء اتصالات مكثفة مع الدول العربية لاستقباله ومنع حكومة الكيان من إعدامه".
    أما رئيس نادي الأسير قدورة فارس، فقد طالب الحكومة النرويجية خلال لقاءه مع ممثلها "هانس فريدنلوند"، بالتدخل ومتابعة قضية الأسرى المضربين عن الطعام وإمكانية التدخل من أجل إيجاد حلول لقضيتهم في ظل التعنت الصهيوني باعتقالهم، وطالب فارس حكومة النرويج بإمكانية دراسة استقبال الأسير البرق من أجل إنقاذ حياته، وضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى حسن الصفدي وأيمن وسامر عيساوي، وكذلك الإفراج عن الأسرى المرضى المصابين بأمراض مزمنة.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 15/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية