السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الحاجة آمنة السعدي: ذكريات مؤلمة وحزينة خلال شهر أيلول

    آخر تحديث: الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    تتضاعف معاناة وأحزان الحاجة آمنة ذيب السعدي خلال أيام شهر "أيلول " الذي يعتبر أكثر أشهر السنة ألما لها ولعائلتها،ففيه تفتقد أحبتها ابنها الشهيد سامر أحمد عبد الله السعدي قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين الذي اغتالته القوات الصهيونية في 2005-9-29، و ابنها نهار 28 عاما أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي القابع في سجن بئر السبع.
    ومثلما تتفتح جراح الشعب الفلسطيني في كثير من الذكريات المؤلمة في شهر أيلول ليستذكر مجازر الاحتلال التي لم تبدأ أو تنتهي في صبرا وشاتيلا، فإن السعدي كما تقول: "تعيش ذكريات الكثير من صور العذاب والمعاناة التي عايشتها في مثل هذه الأيام خاصة خلال انتفاضة الأقصى، التي طورد فيها أبناءها ولم يسلم أحدا منهم من الاعتقال والملاحقة والإصابة، "فلم يمضي يوم بحياتي على مدار السنوات العشر الماضية دون قلق وخوف والاحتلال يستهدف أبنائي خاصة سامر رحمه الله ونهار فرج الله كربه ".

    ذكريات وغياب
    وبمرور السنوات وتعدد أشكال المعاناة لا زالت السعدي تحتضن وترعى أحفادها سارة ويارا وأحمد أنجال الشهيد سامر وتعيش في ظلال ذكريات تستمد كما تقول: "رغم قساوتها منها القوة والعزم لتصبر حتى يلئتم الجرح بعناق نهار الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 4 مرات إضافة إلى 20 عاما، وكلما انقضى يوم اشطبه من قاموس حياتي لاستحضر الأمل بغد يتحقق فيه الفرج لنهار وكل الأسرى من ذوي الأحكام العالية"، وتضيف "فكل عائلة أسير هي أسيرة معه والسجن ليس قضبان وأبراج مراقبة وسجان ومحاكم ظالمة، فنحن نمضي نفس محكومية ولدنا نهار، وكلنا أسرى حتى إشعار آخر ولن نشعر بمعنى الحرية ما دام هناك أسير في سجنه".

    محطات من حياة نهار
    خلال هذه الأيام خاصة تكتوي الحاجة آمنة بمشاعر الحزن وهي تعجز عن عناق ولقاء سامر ونهار، تبكي بحرقة ونجلها يدخل عامه العاشر في سجنه فلا تتوقف عن الدعاء له، و تقول ظابني نهار الأمل وفجر الحياة لحياتنا جميعا، ففي عام 1982 أنجبته ليكون الابن السادس في عائلتنا المكونة من 11 نفرا، ودرس حتى أنهى المرحلة الإعدادية، فرغم صغر سنه لم يتردد وشقيقه سامر على المشاركة في الانتفاضة الأولى، واعتقل سامر لمدة شهرين، وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية أصبح نهار و سامر مطلوبين للقوات الصهيونية التي حولت حياتنا لجحيم ورعب ومعاناة مع توالي حملات الدهم والتفتيش ونصب الكمائن"، وتضيف "كريمتها سالم،" في تلك الأيام نجا أخي رامي 23 عاما من الموت بأعجوبة، فقد أصيب بشظايا قذيفة دبابة صهيونية خلال مواجهات في حي السيباط، مما أدى إلى بتر 3 أصابع من يده اليسرى وترقيع في يده اليمنى وفي صدره وقدميه ويوجد لديه عجز 90 %".
    وتكمل "في 15 - 9- 2003، نجا نهار من الاغتيال لكنه اعتقل في عملية للوحدات الخاصة في المنطقة الصناعية في جنين، وفورا اقتادوه لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وتعرض للاعتداء بالضرب على قدميه وظهره وبطنه، وعانى من ألم في البطن جراء ظلم وتعسف المحققين، وبعد رحلة عذاب قاسية كان الحكم أكثر قساوة بتهمة الضلوع بالعملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة هبة دراغمة والتي تبنتها سرايا القدس.

    معاناة في السجن
    استمرت القوات الصهيونية في ملاحقة سامر، كما تقول والدته: "وبينما كنت أصلي لنجاته، لم أخفي حقيقة شعوري ككل أم بالراحة و تنفست الصعداء لنجاة نهار من الموت بعد التهديد المستمر بتصفيته خلال ملاحقته، لأني كنت على قناعة أن السجن لن يقفل بابه على أحد، وسيأتي اليوم الذي يتحرر فيه نهار ويعود إلينا".
    وتضيف "لكن الاحتلال لم يتوقف عن عقابه، فبعد انتهاء التحقيق عزل في الزنازين الانفرادية لمدة عام كامل وتعرض للعقاب والعزل والإبعاد لسجن رامون – وهو منفى يعيش فيه الأسير ظروفا قاهرة وقاسية - ومكث هناك مدة 4 سنوات.

    رحيل الوالد
    وتمضي الوالدة التي تجاوزت العقد السادس في سرد تفاصيل معاناتها باعتقال نهار، لتتوقف عند محطات تغرقها بالدموع وهي تتذكر لحظات رحيل رفيق دربها الزوج الذي تأثر كثيرا كما تقول على استشهاد سامر واعتقال نهار، فقبل 3 سنوات رحل عن عمر يناهز الـ 68 عاما ولسانه لا يتوقف عن ذكر نهار الذي حرمه الاحتلال مشاهدته ووداعه وحتى التعزية به، وكانت تلك اللحظة مؤلمة وكلما تذكرتها أبكي وأصلي لله أن يرحمني ويرفق بي ليمنحني العمر والقوة لأعيش حتى أعانق نهار وافرح بزفافه، فرغم زواج كل أبنائي فلن يكون في حياتي فرح ما دام ابني خلف القضبان.

    رفض علاجه
    تتمنى الوالدة آمنة أن تتمكن الجهات المعنية من مساعدة نهار على الحصول على العلاج الذي تحرمه إدارة السجون منه، وتقول"لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية أمراض، وبسبب ظروف التحقيق والعزل والعقاب يعاني حاليا من معدته وآلام شديدة في ظهره وخواصره ومشاكل في أسنانه، وقدم عشرات الطلبات للخروج إلى المستشفى لمتابعة عالجه لكن الإدارة ترفض الطلبات".
    وأضافت "لذلك أناشد كل المؤسسات أن تتحمل مسؤوليتها لإنقاذ أبنائنا فرحلة اعتقالهم طويلة وهم بحاجة لكل رعاية للصمود في مواجهة محنة الاعتقال التي يعتبر فيها المرض الموت بشكل يومي يرافق الأسير".

    الشهيد سامر
    نفس الدعوات ترددها كريمتها سالم التي كانت تجلس لجانبها تحمل صورة شقيقها الشهيد سامر الذي استشهد في نهاية أيلول قبل 8 سنوات، كما تقول: "بعد محطات من العذاب لم تتوقف منذ اندلاع انتفاضة الأقصى حيث أدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين بدعوى الانتماء لكتائب الأقصى، وبين الدهم والتفتيش والكمائن والتهديد بتصفيته رفض سامر الذي أصبح قائد الكتائب في شمال الضفة تسليم نفسه".
    وتضيف "كلما كانت تشتد المواجهات المسلحة مع القوات الصهيونية في جنين وخاصة الحي الشرقي يزداد غضب الاحتلال عليه، حتى كان فجر يوم 29 - 9، فقد تسللت الوحدات الخاصة السرية للحي الشرقي ونصبت الكمائن في الأحياء والمنازل ثم اقتحمت دوريات الاحتلال المنطقة لتحاصر المقاتلين الذين كان يقودهم سامر".
    اندلعت الاشتباكات ورفض سامر الانسحاب وخلال تصديه لهم باغتته قناصة الوحدات الخاصة الذين أطلقوا النار عليه فأصيب بعيار ناري بالرأس، ورغم استشهاده منع الاحتلال سيارة الإسعاف من نقل جثمانه للمستشفى، أطلقوا عيار ناري آخر على صدره للتأكد من تصفيته.
    تقول الوالدة وهي تعانق صغاره الثلاثة سارة التي تبلغ من العمر 12 عاما واحمد 11 عاما ويارا 9 سنوات، "رحل سامر لنعيش الصدمة والألم حزنا على أطفاله الذين حرموا من النوم في حضنه يوما واحد منذ ولادتهم كونه عاش مطاردا واستشهد وهو يتمنى أن يقضي عيدا بينهم". وتتابع "ويعجز لساني عن وصف أيام عيدنا الأخير ودموع أحفادي قرب ضريح والدهم الذي اغتالوه في ريعان الشباب لأنه أحب وطنه فلم يبخل بحياته من أجله، وحزني لغياب نهار في السجن، ورغم ذلك كله فالحمد لله نحن صابرون ثابتون على عهد ورسالة سامر وأملنا بالله كبير أن يتحقق أملنا في عودة نهار".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية