السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    معاناة عائلة الأسير حسام عابد مستمرة

    آخر تحديث: الأحد، 23 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    ليس اعتقال نجله حسام (31 عاما) وحكمه القاسي بالمؤبد هو فقط ما يؤثر ويثير مشاعر الحزن والمرارة لدى الوالد عدنان توفيق عابد من بلدة كفر دان قضاء جنين، فالأشد مرارة عدم قيام الجهات المعنية بإعادة بناء منزل عائلته الذي هدمته سلطات الاحتلال خلال ثوان معدودة وحتى عدم تسديد قيمة الإيجارات التي تراكمت عليه بعدما استأجر منزلا لإيواء أفراد العائلة بعدما شردتهم قوات الاحتلال، فظلم الاحتلال يقول: "يمكن أن نصبر عليه ونتحمله ونقاومه بالصمود لأنه يسعى لعقابنا والانتقام منا ولكن مأساتي بسبب الظلم الكبير المستمر بحقي وعائلتي لأن الكثير من المنازل التي هدمت أعيد بناؤها وتعويض أهلها بينما ما زلنا ننتظر دون أي بارقة أمل؟".

    استحقاق وواجب ولكن
    منذ اعتقال حسام وعقاب الاحتلال للعائلة بهدم منزلها لم تبق جهة إلا وطرق المواطن عابد أبوابها لمساعدته في تنفيذ حق هو كما يقول "استحقاق وواجب، قدمنا كافة الأوراق والمستندات وراجعنا كل المكاتب وتنقلنا بين الدوائر وأرسلنا مئات المناشدات ولكن دون جدوى"، ويضيف "فإلى متى ستستمر هذه المأساة الكبرى التي تعتبر عقوبة أقسى من سجن ابني والتي يضاف إليها ألمنا وحزننا على اعتقال ابننا الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة إلى 50 عاما ؟".

    بداية الحكاية
    في بلدة كفر دان ولد الأسير حسام ليكون الخامس في عائلته المكونة من 11 نفراً، أنهى دراسته للصف العاشر ثم عمل في الزراعة وبسبب الظروف الصعبة في مطعم في حيفا لمدة عام حتى اندلعت انتفاضة الأقصى وفرض الحصار والإغلاق، ويقول والده: "لم نعلم بنشاط ودور ابني خلال الانتفاضة حتى اعتقل، فقد كان التحق بشكل سري في حركة الجهاد الإسلامي وفي يوم زفاف شقيقته سهام في 25 - 9- 2003 داهمت قوات الاحتلال منزلنا واعتقلت حسام وابني الأكبر علام الذي قضى 38 شهرا بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى"، ويضيف "تحول الفرح إلى الحزن وبكى الجميع لآن حفل الزفاف انتهى باعتقال أبنائي، واقتيد حسام لأقبية التحقيق والتعذيب لفترة طويلة".

    الحكم والهدم
    ويضيف الوالد عابد "حكم حسام بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة لـ 50 عاما بتهمة العضوية في قيادة سرايا القدس والضلوع في عمليات والتخطيط لأخرى، وبينما كنا نعيش صدمة الحكم فوجئنا وبعد 10 شهور من اعتقاله، وبتاريخ 2004/7/14 باقتحام الاحتلال لمنزلنا لهدمه"، ويضيف "شعرت بحزن ومرارة من هذا الإجراء الظالم فقد أفنيت عمري أعمل وأكدح وأبنائي لتوفير وبناء هذا المنزل ولكن خلال 14 دقيقة هدموه بشكل كامل رغم أنه يتكون من طابقين ويسكن فيه 14 نفرا".
    ويكمل عابد "احتسبت ما حدث عند الله، وصبرت وكل ما يهمني في تلك اللحظة منع تأثير الصدمة ووقع الخبر على أبنائي علام وحسام ومن الله علينا بالصبر لأننا متوكلين عليه دوما ونفخر بحبنا للوطن".

    خلف القضبان
    لم ينته العقاب، فاستمر الاحتلال باستهداف عائلة حسام، ويقول والده: "تعمدوا نقله بين السجون وعزله عدة مرات لفترات مختلفة كعقاب، وفي السنوات الثلاث الأولى من اعتقاله منعونا من زيارته، وبعد شكاوي واحتجاج يسمح لنا حاليا أنا ووالدته بزيارته رغم أن هناك مشقة كبيرة بسبب سفرنا مسافات طويلة وسط إجراءات قاسية لمنعنا من التواصل مع أسرانا"، ويضيف "أشقاءه ممنوعين من الزيارة وكل عام يحصلون على تصريح لمرة واحدة باستثناء عالم كونه أسيرا سابقاً فهو ممنوع امنيا".

    محطات المعاناة
    في رحلة العذاب أثرت على والدي حسام، فالوالدة رمزية "أم عالم" البالغة من العمر (56 عاما) لا تتوقف عن الحزن والبكاء مما أدى لإصابتها بالضغط، بينما والده يعاني من السكري الذي اثر على عينيه حتى امتدت مشاكله للبصر، ورغم ذلك يقول: "نحن مستمرين في زيارة ابني والتواصل معه لأن الجميع ممنوع وهذه وسيلتنا الوحيدة للاطمئنان عليه ورفع معنوياته الشعور بالأمل لان حياتنا دون رؤيته الم وعذاب مستمر". ويفخر الوالد عابد بإرادة ابنه وما يتمتع به من معنويات عاليه، ويقول: "رغم الحكم والمعاناة هو صامد ويؤدي واجبه مع الأسرى وناشط ويحب ويخدم الجميع، وتابع تعليمه حتى حصل على شهادة الثانوية العامة والتحق بالجامعة العبرية المفتوحة تخصص علوم سياسية وتاريخ، لكن حاليا محروم كباقي إخوانه من التعليم".

    معاناة بعد الهدم
    في ظل هذا الواقع، وبعدما استأجر عابد منزلين لإيواء أسرته الكبيرة في قريته كفر دان استمرت جهوده لإعادة البناء، ويقول: "تلقيت الوعود أولا بتسديد أجرة المنزلين ولكن لم يساعدني أحد وللأسف نسمع الكثيرين يمجدون الأسرى وصمودهم ويعلنون دعمهم وتعزيز ثبات أسرهم ولكن لم تمد لنا يد المساعدة في إعادة بناء منزلنا"، ويضيف "حتى عندما وعدوني بتغطية نصف قيمة ثمن المنزل مخصوما ما قدم لنا من مساعدات لم ينفذ الوعد لذلك وبعد 8 سنوات من المعاناة قمت ببناء منزل والله يعلم كيف دبرت أموري وانتقلت وأسرتي إليه".

    مناشدة
    أمام استمرار معاناة أسرته، ناشد عابد الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض تبني قضيته، وقال "ابني محكوم مؤبد وصبرنا ولم ولن نندم، هدموا منزلنا ولم يبق لنا قطعة أثاث وصبرنا ولكن إلى متى يستمر تهميشنا وإهمالنا ، لذلك أملنا الوحيد أن يتابع مكتب الرئاسة قضيتنا ويصدر الرئيس ورئيس الوزراء تعليماتهم للجهات المعنية للوقوف إلى جانبنا في المحن والمعاناة التي نجمت عن هدم منزلنا".
    وأضاف "رغم كل الألم، أوجه التحية لابني والأسرى الأبطال جميعا الذين ضحوا بحريتهم في سبيل حرية هذا الوطن وكرامة المواطن ونتمنى لهم من الله الفرج القريب والعاجل، ونناشد الرئيس والمسئولين وضع قضيتهم على راس الأولويات وتكريمهم بحريتهم.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 21/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية