السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    فرحة عائلة جرادات بزفاف باكورة أبنائها تتحول إلى حزن

    آخر تحديث: الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    تجمع كل الأهل والأحبة حول الشاب عبد الله في حفل زفافه في منزل عائلته في بلدة السيلة الحارثية بهدف رفع معنوياته والتخفيف من حزنه وألمه لغياب والده القسري عن فرحة العمر خاصة وانه باكورة الأبناء والعريس الأول في العائلة التي تتجرع منذ سنوات الماسي والحسرات جراء استهداف الاحتلال لها .
    بصوره التي زينت منصة العرس حضر سامي سليمان عبد الله جرادات، 43 عاما، الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 23 مرة إضافة لـ 50 بتهمة قيادة سرايا القدس والضلوع في عدد من عملياتها خلال انتفاضة الأقصى وفي مقدمتها عملية مطعم مكسيم التي نفذتها ابنة عمه الشهيدة هنادي جرادات ردا على اغتيال شقيقه القائد في السرايا صالح وشقيقها ابن عمه الشهيد فادي تيسير جرادات، ورغم توافد الأهل والأحبة، اغرورقت عينا عبد الله بالدموع وأعمامه يعلنون المنصة لتهنئته، ويقول : "رغم أن والدي أرسل لي نقوطا خاصة ومباركة وتهنئة من سجنه وبارك زفافي لكني شعرت بألم وحسرة فلا يوجد أحد يسد مكان أبي الذي يحرمنا الاحتلال منه للعام العاشر ولم يسمح له باتصال هاتفي ليشاركني الفرح في زفافي .
    نفس المشاعر والصورة عاشتها الزوجة أم عبد الله التي تقول أن الصور هي لغة التواصل الوحيدة بين الأسير سامي وعائلته الممنوعة امنيا من زيارته، والحكم القاسي لم يكن كافيا للاحتلال فالحظر الأمني سيف مسلط على رقابنا، ولن يتمكن سامي من رؤية ابني وعروسه إلا من خلال الصور فعبد الله ممنوع من الزيارة منذ عامين ونصف، وأنا أواجه نفس المصير منذ عدة أشهر، فالاحتلال يتفنن في ابتداع أشكال العقاب والانتقام من عائلتنا المناضلة الصابرة .
    وبفخر واعتزاز تتحدث أم عبد الله عن سيرة زوجها سامي الذي منذ الصغر عرف الطريق للجهاد الإسلامي فآمن به وحمل لواءه ووهب حياته للجهاد ومقاومة الاحتلال وتعرض للاعتقال عدة مرات، واعتقل للمرة الأولى عام 1988 لمدة أربعة شهور ونصف وبعد خروجه من المعتقل واصل مسيرته في ملحمة الانتفاضة الأولى فقاد المظاهرات والمسيرات واعتقل مرة ثانية عام 1993 وحكم بالسجن 3 سنوات بتهمه الانتماء للجهاد الإسلامي، كما اعتقل شقيقه عدنان عام 1982 لمدة عام ، وفي عام 1988 لمدة أربع سنوات ونصف وفي عام 1996 اعتقل عدة مرات، أما شقيقه الشهيد صالح رحمه الله فقبل اغتياله تعرض لعدة عمليات اعتقال أبرزها عام 1992حيث حكم بالسجن لمدة عامين ونصف لمقاومته الاحتلال، وكان قد انخرط في صفوف المقاومة حتى أصبح مطاردا تلاحقه أجهزة الأمن الصهيونية التي اتهمته بقيادة سرايا القدس والضلوع في عمليات ضد الأهداف الصهيونية، ورغم زواجه أصر صالح على القيام بواجبه وعندما كانوا يهددونه بتصفيته كان يهزأ بهم ويقول لن أسلم نفسي المقاومة مستمرة، فطاردوه وتعرض لعدة محاولات اعتقال وتصفية حتى تم نصب كمين له وتصفيته واغتياله في جنين، وقد قتلوا صالح وابن عمه فادي بدم بارد أمام زوجته وطفله الصغير وأمام ابنة عمه الشهيدة هنادي وعائلتها رغم انه كان بإمكانهم اعتقالهما ولكنهما نفذوا تهديدهما بالانتقام منه وتصفيته .
    تقول زوجة سامي: "عقب اغتيال صالح بعدة أشهر، هاجمت قوات الاحتلال بلدتنا في حملة لم يسبق لها مثيل في المنطقة بهدف اعتقال سامي ولن أنسى أحداث ذلك اليوم إذ أن أكثر من30 دورية وآلية عسكرية اجتاحت البلدة ومئات الجنود حاصروا الحي الذي نقيم فيه واحتلوا الحي بعدما فرضوا حظر التجول على البلدة واحتجزوا المواطنين بالشوارع حتى أصبح منزلنا معزولا ومحاصرا بالدبابات والجنود والمخابرات وبالطائرات، وطلبوا من سامي تسليم نفسه فرفض فبدأوا باقتحام المنازل ونصب القناصة وسط إطلاق النار وطوال 6 ساعات لم يتمكنوا من اقتحام المنزل حتى هددوا بنسفه علينا حتى تمكنت تلك القوة من اقتحامه وسط إطلاق القنابل والقذائف التي مكنتهم من اعتقال سامي ونقله للتحقيق حيث تعرض للتعذيب واتهم بالوقوف خلف عملية الثار التي نفذتها الشهيدة هنادي جرادات .

    هدم المنزل والحكم
    وتتذكر أم عبد الله تفاصيل الليلة الأقسى في حياتها فجر2- 12 – 2003: في حوالي الساعة الثالثة فجرا اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، ولكننا لم نستيقظ إلا بعدما حاصر الجنود منزلي، سمعتهم يصرخون اخرجوا من المنزل وإلا هدمناه على رؤوسكم، كان الوضع مخيفا فعندما فتحت الباب وجدت عشرات الجنود مدججين بالأسلحة وجاهزين لإطلاق النار ولم يراعوا كوني امرأة فهاجموني وقالوا أنت زوجة المخرب سامي جرادات اخرجي فورا سنهدم البيت، وانتزعت الأطفال من النوم وخرجنا بالبرد الشديد والمطر فقاموا بتفتيشنا وصلبنا واحتجزونا في المطر، وقال لنا أحد الجنود ابقوا هنا لتشاهدوا العقاب سنهدم منزلكم ومنزل كل من يقترب منكم انتم أعداء لنا، ورفضوا السماح لنا بإخلاء أغراضنا وهكذا وبلمح البصر هدموا المنزل على محتوياته .
    ومثلما صمدت احتضنت أم عبد الله أطفالها السبعة وربتهم حتى كبروا وعيونهم تتفتح على بوابات السجون في مواجهة حقيقة غياب والدهم وحكمه القاسي، ورغم ذلك فإنها ما زالت تتمتع بمعنويات عالية وتقول: "نحن أقوى من الاحتلال وسجونه وأحكامه لن تردعنا أو ترهبنا فنحن شعب مؤمن بعدالة قضيته وبأن الله معنا حتى ننتصر ونحقق أهداف الشهداء فالاحتلال لن ينتصر على إرادة شعبنا مهما مارس من قمع وعدوان فالحق سيعود والسجون ستزول وفلسطين لنا جيلا بعد جيل".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية