السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    زوجة الأسير فطافطة: زوجي يعاني من عدة أمراض

    آخر تحديث: الثلاثاء، 09 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    بين الانتفاضتين جسد صورة المناضل الفلسطيني الذي يكرس حياته لشعبه وقضيته فشارك في نضاله ومعاركه وكافة الفعاليات متمسكا بالمبادئ والقيم والأهداف التي آمن بها منذ انخراطه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فلم تنل من عقيدته وعزيمته وروح العطاء النابض اعتقالات وسجون، فبين الاعتقال والآخر كان يزداد قوة وإرادة تعاظمت مع اندلاع انتفاضة الأقصى مما جعله مستهدفا من الاحتلال الذي طارده حتى اعتقل وصدر بحقه الحكم القاسي الذي لم ينل من صموده فازداد عطاءه وأصبح من قادة الحركة الأسيرة ومنظمة الجبهة الشعبية في الأسر ليقود مع رفاقه معركة الكرامة والحرية التي توجت بالانتصار.
    إنه القيادي في الجبهة الشعبية الأسير حسن محمد أحمد فطافطة 51 عاما من بلدة ترقوميا قضاء الخليل التي ولد ونشأ وترعرع ودرس فيها حتى حصل على الثانوية العامة، وبين محطات نضاله ودراسته الجامعية انتقل للإقامة في رام الله حيث تنتظره زوجته وأبناءه الأربعة في منزل يتزين بصوره التي تبث روح العزيمة والصبر لدى زوجته الصابرة أم تامر التي كرست حياتها لزوجها الأسير وأبنائه.

    صفحات من حياته
    يغيب الاحتلال منذ 10 سنوات الأسير فطافطة عن منزله وعائلته ولكن ذكره لا يغيب عن لسان زوجته التي تستلهم من ملاحم بطولته وصور صموده وتضحيته الحكايات التي ربت عليها أبنائها الأربعة، وتقول: "روح حسن تعيش معنا وتلازمني في كل خطوة رغم السجن وعذاباته ولأننا فخورون ببطولاته حرصت على زرع تلك الصور في ذاكرة الأبناء ليفخروا دوما بوالدهم ويحققوا أمنياته التي تزيد صموده وترفع معنوياته"، وتضيف "كلما اذكر اسم حسن أمام أبنائي أراهم يكبرون ويفهمون ويستوعبون رسالته ودورهم في الحياة لنتقاسم الصمود والثبات حتى يتحقق اللقاء وكسر تلك القيود الظالمة".

    استهداف ونضال
    وتقول الزوجة أم تامر: "حسن مناضل من زمن البطولة والتحدي حب الوطن كان حياته وفلسطين وحريتها شكلت أحلامه لذلك تفانى في النضال مما عرضه للاستهداف من الاحتلال فتتالت اعتقالاته التي بدأت عام 1987 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية"، وتضيف "لم يكد يغادر السجن حتى اعتقل عام 1991 لمدة عام ونصف إداريا، وفي عام 1994 اعتقل 3 سنوات إضافة إلى 10 شهور إداريا أيضا ورغم المعاناة والاعتقال استمر زوجي في تأدية واجبه النضالي وبناء حياته".
    وتكمل "حسن كان محب للعلم لأنه شخص مثقف جدا ويتميز بحبه لأبناء شعبه والوطن بشكل كبير، إضافة لذلك كان يحب الأسرة والأطفال هادئ وحنون ويتمتع بشخصية حازمه في عمله وحظي باحترام وتقدير وحب الجميع".
    في نفس الوقت، تقول الزوجة أم تامر "تمسك بمواصلة تعليمه الجامعي رغم الاعتقال فحصل على شهادة البكالوريوس في علم نفس والاجتماع من جامعة بيرزيت ثم عمل موظفا في وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عام 1998 لغاية عام 2003 حيث كان اعتقاله الأخير والمستمر".

    انتفاضة الأقصى
    حياته الأسرية التي انضم إليها أربع أبناء، ونجاحه في وظيفته وحياته المهنية لم تشكل عائقا أمام تأدية واجبه النضالي مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وتقول زوجته: "بدأت قوات الاحتلال بملاحقته عام 2001، وتعرض منزلنا للمداهمات حتى حرمنا من رؤيته بسبب الكمائن ومحاولات الاغتيال التي نجا منها"، وتضيف "رفض حسن الخضوع لتهديدات الاحتلال الذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين للتصفية وتمكن من اعتقاله في عملية خاصة في منطقة عين مصباح في رام الله في 2003.
    تعرض حسن لكافة أشكال التعذيب فصمد وتحدى المحققين الذين عجزوا عن إدانته بأي تهمة ورغم ذلك حوكم كما تقول زوجته " وفق قوانينهم الظالمة بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية".

    العائلة بعد الأسر
    صمد حسن رغم الحكم وجراء رفضه الاعتراف بالمحكمة وإعلانه عدم شرعية الحكم عوقب بمنع الزيارات لمدة أربع سنوات، وتقول الزوجة أم تامر: "شكل قرار منع الزيارات أكبر عقاب لي ولأبنائي الذين حرموا من والده خاصة أصغرهم محمد الذي كان يبلغ من العمر عامين ونصف لدى اعتقال والده". وتضيف "بعد معاناة بالغة سمح لنا بزيارته وكان أول لقاء قاسيا ومؤلما ورغم أني أبلغت حسن أننا فخورين به ولن ينال منا السجن وعاهدته على الصبر والانتظار وتربية أبناءه إلا أن محمد لم يتعرف على والده، وبدا عليه الحزن خلال الزيارة وقال لي هل أنت متأكدة أن هذا أبي؟"، وتكمل "كانت أسئلته ووصفه لوالده صدمة بالنسبة لي لعدم تعرفه عليه وخصوصا أنه وقبل فترة اعتقال والده كان بينهما علاقة حميمة لذلك بذلت كل جهد لتغيير تلك الصورة وأخرج ابني من دائرتها القاسية ومع الوقت تحسنت الأوضاع رغم أن علاقته حاليا مع والده رسمية لعدم تمكن طفلي من العيش معه لفترات طويلة".
    وبينما كان يسطر حسن صور الصمود والتحدي خلف القضبان، انهمكت زوجته بتربية الأبناء، وتقول: "السجن لم ينل من معنوياتي واحتضنت أطفالي وفي الفترة الأولى من اعتقاله كان الوضع أبسط وأسهل لأنهم كانوا صغار وكانت متطلباتهم قليلة أما عندما كبروا ازدادت متطلباتهم ومسؤولياتهم أكثر"، وتكمل "مما زاد من صعوبة أوضاعنا كوني أعيش في بلد بعيد عن عائلتي، فأصبحت بالنسبة لهم كل عائلتهم وأقوم بدور الأم والأب والصديق والصديقة والمعلمة أحيانا، وفي بعض الحالات أقوم بدور المرشدة والناصحة لهم لشق طريقهم لوحدهم والحمد لله كونهم يستوعبون ويأخذون النصائح وكبر أولادي وهم يحاولون أن يتحملون قدر من المسؤولية التي تقع على عاتقي ويقدرون جهودي التي أقوم بها اتجاههم وأصبحنا معنا نرسم أحلام المستقبل بانتظار حرية والدهم الذي لم يغب يوما عنهم".

    ثمرة الصمود
    تفخر أم تامر أنه رغم اعتقال زوجها والظروف العصيبة فإنها تمكنت من تنفيذ وصاياه وتحقيق أحلامه، وتقول: "الفضل لله أولا ثم لزوجي الذي كان يرفع معنوياتي ويساعدني رغم سجنه على تربية الأبناء وتحفيزهم وتحدي كل الصعاب والتمسك بسلاح التعليم، ففي كل زيارة ورسالة كان يؤثر بشكل كبير في معنويات الأبناء رغم أنهم كبروا وقضوا حياتهم على بوابات السجون"، وتضيف "استجاب الله لدعواتنا وكرمني وزوجي الأسير حسن بنجاح أبنائي فكانت ثمرة الصمود رغم كل الظروف القاهرة أن نجحوا جميعا في مدارسهم، وحاليا ابني تامر طالب جامعي في القدس المفتوحة تخصص إدارة أعمال، ديما طالبة في جامعة في بيرزيت تخصص تسويق، وداليا في جامعة بيرزيت تخصص صحافة والإعلام، ومحمد ما زال على مقاعد الدراسة".

    صور أخرى
    تعرض الأسير حسن لعقوبات متعددة خلال اعتقاله وأشدها صعوبة للزوجة أم تامر تحكم السلطات الصهيونية بالزيارات، وتقول: "منذ فترة أصبحت وابني تامر نزور حسن مرة واحدة في كل عام ونأمل بعد انتصار الأسرى في الإضراب تنفيذ البند الذي نص على إلغاء المنع الأمني الذي يعتبر عقوبة اكبر من السجن".
    في سجن نفحة يقبع حسن حاليا، وتأثر بسبب ظروف الاعتقال والعزل وأصيب بعدة مشاكل صحية، وتقول زوجته: "رغم أنه لم يعاني من أية أمراض قبل وبعد اعتقاله أصيب فجأة بألم شديد في أذنه والرأس ورفضوا علاجه وبسبب الإهمال المتعمد أصبح لا يستطيع السمع بشكل جيد".
    وأضافت "ما زلنا نتابع قضية علاجه ونأمل أن يكون هناك جهودا أكبر لإرغام إدارة السجون على علاج المرضى ورفع الظلم عنهم لأن عقاب الإهمال الصحي أخطر من السجن".

    عقوبات مستمرة
    رغم وضعه الصحي، أصر الأسير حسن على قيادة رفاقه الأسرى في معركة الإضراب التي يعتبر من قادتها الذين تحدوا تهديدات إدارة السجون ورفضوا التراجع فكان من الدفعة الأولى التي أعلنت الإضراب، وتقول زوجته: "استهدفت الإدارة حسن بعدما اتهمته بقيادة لجنة الإضراب وعاقبته بالنقل والعزل وخلال شهر نقلته للزنازين الانفرادية في خمسة معتقلات للضغط عليه"، وتضيف "استمر الإضراب بفضل صمود الأسرى وقيادة الحركة الأسيرة، ورغم الضغوط والعقوبات رفض فك إضرابه حتى انتصر الأسرى ولكن مسلسل الانتقام استمر بحرمانه من الزيارات لمدة 4 شهور" .

    أمل الحرية
    وتقول الزوجة الصابرة أم تامر: "أكثر محطات الألم بالنسبة لأبنائي هي المناسبات التي تأتي في غياب والدهم ولكن رغم ذلك معنوياتنا عاليه وفخورين ببطولات زوجي الذي قهر السجن وانتصر مع الأسرى على السجان ليبشرونا أن الفجر قادم وأن أمل الحرية أقرب بقريب من ظلمات السجن وبطش السجان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 6/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية