الثلاثاء 18 يونيه 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير خلدون البرغوثي صورة من معاناة حرمان الأبوة

    آخر تحديث: الأحد، 16 ديسمبر 2012 ، 00:00 ص

    بصوت حنون اشتاق لعناق الأب بعدما غيبته السجون الصهيونية، وأبعدته عن أحبابه، تقول الصغيرة رغد لأبيها خلدون البرغوثي بعدما حرمها السجان حضنه ومصافحته: "أبي انتبه لنفسك فالجو بارد وآمل أن تعتني بنفسك جيدا من هذا البرد القارس، نحن بخير ونريدك سليما معافى فاصبر لان الله مع الصابرين".
    كلمات تبكي الحضور في غرفة الزيارة حتى الوالد الذي يقاوم دموعه حتى يحافظ على معنوياته طفلته رغد (12 عاما) التي يستمد من كلماتها الصبر والصمود والتي تجسد الصورة التي تعيشها عائلته المؤمنة والصابرة بعدما تكررت اعتقالاته، وتجرعت مر الفراق، وألم العقوبات التي يفرضها الاحتلال، فذاقوا الفراق واشتاقوا للعناق المؤجل حتى إشعار آخر.
    إنها عائلة الأسير خلدون روحي عصفور البرغوثي (40 عاما) من بلدة كوبر قضاء مدينة رام الله، وهو أب لستة أبناء أصغرهم غنى، والتي جاءت على هذه الدنيا ووالدها في الأسر وعمرها الآن شهران ونصف، وتقول أم عبيدة، زوجة الأسير خلدون: "اعتقل خلدون عام 2003 وحكم بالسجن أربع سنوات وفي تلك المحكمة فرضوا عليه وقف تنفيذ لمدة خمسة سنوات، الأمر الذي يخيف العائلة من إعادة احتساب وقف التنفيذ من الحكم في الحكم القادم مما يعني مأساة كبيرة له ولنا".
    وتضيف: "خلدون لم يعش حياة الأمن والاستقرار معنا، بسبب اعتداءات الاحتلال، والاعتقال المتكرر، وفي كل مرة يتعمد المحتل تغييب الأمن والطمأنينة عن أطفالنا لنحرم منه ونعاني في غيابه".

    الاعتقال الأخير
    ليلة اعتقال خلدون كانت مروعة وقاسية عندما انتزعه الجنود من بين أطفاله، وتقول أم عبيدة: "الاعتقال الأخير وقع فجر 21 / 3/ 2012 اقتحموا حياتنا واعتقلوه واقتادوه لرحلة الظلم والمعاناة التي تنقل فيها بين سجون بئر السبع ثم النقب وآخرها عوفر".
    وتضيف: "عانى طيلة فترة اعتقاله من المعاملة السيئة ومن قسوة التحقيق، حتى أصبح يعاني من ألم في معدته بسبب الضرب والتعذيب القاسي". وتقول أم عبيدة: "حكم خلدون في أول محكمة له بعد الاعتقال، بستة أشهر إدارية بذريعة الملف السري، وعندما انتهت وضع تاريخ 29 / 11 / 2012 تاريخا للمحكمة الثانية، إلا أننا طلبنا من المحامي تأجيل المحكمة، لأن إدارة السجون والمحكمة، وقبل أن تحكم على خلدون، طلبت غرامة وقدرها 300000 شيكل تم تخفيضها إلى 200000 شيكل، ولذلك تم تأجيل المحكمة إلى 18 / 12 / 2012".

    معاناة كبيرة
    في انتظار قرار المحكمة وسط دعوات الزوجة والأبناء، تتحدث أم عبيدة عن معاناتها في ظل عدم وجود الأب والزوج وتقول: "إن البيت أشبه بالفارغ لأن خلدون غير موجود، وأنا لدي أطفال ستة، وتربيتهم ليست بالأمر الهين، وإنني أفتقده بيننا كثيرا، فقد كان يساعدني في تدريس الأطفال ومتابعتهم أولا بأول، أما الآن فأنا أحمل عبئا ثقيلا، وأسال الله عز وجل أن يعينني عليه وأن أكون على قدر المسؤولية".
    أما أطفال خلدون، فهم يفتقدون أباهم في كل لحظة وقالت رغد: "أكثر ما نفتقده أبانا عندما نرجع من المدرسة فنتخيله بانتظارنا وكأنه موجود لكننا نحزن عندما لا نراه، ونحن لا تكفينا زيارته ورؤيته من خلف الزجاج بل نريد أبانا أمامنا حقيقة لا مجرد صورة بعيدة"، وتضيف زوجته: "ألمنا كبير بسبب استمرار هذا الاعتقال التعسفي وحتى عندما أنجبت ابنتنا لم نفرح لغيابه كل حياتنا تتعلق به".
    وتضيف: "كل فرد في العائلة ينتظره معنا ويشاركنا الدعاء لله عز وجل، بأن يفرج عنه وعن جميع الأسرى الأبطال، فكان الله في عونهم وفي عون أهالي الأسرى جميعا، فللشوق نار تلهب قلوب المشتاقين ولا يعلم بها إلا الله".
    من جانبه، قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: "إن عائلة البرغوثي من العائلات المناضلة في فلسطين وقد قدمت العديد من الأسرى والشهداء وخلدون من هؤلاء الأسرى الذين قدمتهم هذه العائلة وهو مثال للمناضل المحبوب بين جموع الأسرى"، وأضاف: "خلدون أسير خدوم يحب أن يساعد الجميع ويقدم الخدمات داخل السجن لكل أسير وهو من الشخصيات التي تحظى بإجماع داخل صفوف الحركة الأسيرة الفلسطينية".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 14/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهادي أنور العطوي من سرايا القدس يقتحم محررة كفار داروم وسط قطاع غزة فيقتل ويصيب عددا من الجنود الصهاينة

18 يونيه 2005

استشهاد الأسير الحاج رمضان عاشور البنا في سجن الرملة نتيجة الإهمال الطبي وهو من سكان القدس

18 يونيه 1971

القوات البريطانية تنسف 70 منزلاً في القدس القديمة تسكنها 150 عائلة مقدسية

18 يونيه 1936

اغتيال المجاهد يوسف بشارات من سرايا القدس من قبل وحدة صهيونية خاصة أثناء عودته لمنزله في جنين

18 يونيه 2002

الأرشيف
القائمة البريدية