الأربعاء 08 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير العماوي .. عائلته بانتظاره منذ عشرين سنة

    آخر تحديث: الخميس، 22 أغسطس 2013 ، 00:00 ص

    منذ ثلاثة أسابيع يحبس إبراهيم العماوي أنفاسه كلما مرّت نشرات Ø§Ù„أخبار على ذكر قضية الأسرى أصحاب الأحكام العالية المنوي الإفراج عنهم.
    يتلمس إبراهيم الطمأنينة من أحاديث 15 محرراً خرجوا قبل أيام، التقاهم في ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، حيث أكدوا له أن والده الأسير حلمي العماوي من الأسماء المنوي الإفراج عنها قريباً، دون أن يثق بوعود الاحتلال التي تركته 23 سنة وحيداً.
    يقول إبراهيم: "أتوقع أن كل الأحكام العالية مثل أبي سيخرجون إن شاء الله، وبصراحة نحن نعيش أجواء صعبة في البيت فقد توقعنا تحرره طوال السنوات الماضية والصفقة الأخيرة".
    يراقب ووالدته عقارب الساعة المعلقة على الجدار هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى ويحسبون كل دقيقة تسقط من غيابه عن البيت ولا يملون من سؤال كل محرر من سجون الاحتلال عن الأب الغائب.
    أكثر ما يذكرهم بالأب الأسير هو حفيده الصغير الحامل لاسمه "حلمي" (ثلاث سنوات) والذي يلحّ في ارتداء بزّة عسكرية كلما حلت مناسبة تخص الأسرى تقديراً لتضحية جده.
    لا يبدي إبراهيم رغبة في الحديث عن قصته أكثر مما يميل للعودة متحدثاً عن قرب اللقاء، فيضيف: "قابلت المحررين أيمن أبو ستة وسلامة المصالحة وآخرين أكدوا لي أنه من الأسماء المرجح خروجها في أي تطور إيجابي بقضية الأسرى".
    وكان الأسير حلمي العماوي (44 عامًا) من مدينة دير البلح قد اعتقل سنة 1993 بتهمة الضلوع في قتل مغتصب صهيوني، حكم بعدها بالسجن مدى الحياة تاركاً خلفه زوجته ونجله الوحيد. 

    مشتاق لاحتضانه
    يلف الصمت منزل العماوي القريب من حدود مدينة دير البلح مع فلسطين المحتلة والذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن خط الحدود، ولا يخترق الصمت إلا خطوات ثقيلة لسكان البيت أو صوت حلمي الصغير لاهياً في الفناء.
    يعود إبراهيم بالذكريات خمس عشرة سنة ويقول: "عندما كنت أزوره وأنا صغير كان نفسي أظل في حضنه ولو عشر دقائق! لكن اليهود كانوا يسمحون بثلاث دقائق فقط خلال الزيارة! رغم أن الزيارة كلها نصف ساعة وأنا لم أكن أشبع من مقابلته".
    يتأمّل صورة والده المعلقة على جدار الحجرة وهو يقاوم حالة التأثر التي طغت على صوته وهو يروي حكاية اليتم القسري التي رمته في أحضان جده خمس عشرة سنة قبل أن يتزوج وينتقل للسكن مع أمه في منزل مستقل.
    ينقر أحدهم على باب الحجرة نقرات رتيبة تخترق جدار الصمت فيغيب إبراهيم ويعود بقليل من العبارات، مبرراً غيابه للداخل باتصال مفاجئ جاء من داخل السجون يحمل التحية والسلام من والده.
    غاية ما تمناه إبراهيم طوال سنوات مضت أن يرقد في حضن والده مزيداً من الدقائق، فالدقائق الثلاث التي كان يحظى بها كان يتمنى لو امتدت فقط لعشرٍ إضافية تمنحه مزيداً من الحنان المفتقد، كما يقول.
    ويتابع: "حين اعتقله جنود الاحتلال كان عمري 3 سنوات فقط وأخبروني أن عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية حاصرت البيت في حي البركة جنوب دير البلح ثم اعتقلوه وأخذوه لسجن غزة المركزي، وهناك تعرف على كثير من الشخصيات منها الشهيد عبد العزيز الرنتيسي".
    لم يفهم إبراهيم سبب غياب والده عن البيت مع صغر سنه حيث عادت عيناه تصافحان صورته من جديد بعد سنة من سجنه في بئر السبع وقد كبر الأب في ذهن الابن خلال الزيارة التي انقطعت بينهما سنة 2006.
    يستطرد خلال الحديث عن قصته متفاعلاً مع حكايته الكامنة بين ضلوعه، فيتابع: "اليوم أنا بأقول يكفي عشرين سنة من السجن ! نفسي يكون جنبي في الأعياد والمناسبات".
    يحفظ إبراهيم عن ظهر قلب موشحة الزيارة المعتادة في كل مرة، فالابن مشتاق متلهف لرؤية الأب والأب يتحمل ملح الجروح ويشدّ من عزم الصغير فيوصيه بأمه وأهله ويطمئنه عن نفسه وصحته.
    تنقل الأسير حلمي العماوي (44 سنة) بين عدة سجون أهمها السبع ونفحة وريمون، وقد عانى عدة مرات من تردي أحواله الصحية حيث رفضت "مصلحة السجون" الالتفات لحالته خاصةً ضعف عينيه ونظره.

    والد العريس
    "والد العريس أسير!".. اخترقت الجملة سمع إبراهيم يوم زفافه وزادت من اشتياقه إليه، فالمناسبات المهمة مرت كثيراً لكن الزواج كان مختلفا في غياب الأب وقلب الابن.
    عن ذلك يضيف: "لم يكن والدي عندي لما تزوجت ولم أشعر بالفرحة! أنا أطلب من كل وزير، من كل رئيس أن يشعروا بقضيتنا، نحتاج تحركا في قضية آبائنا حتى نجتمع بهم من جديد".
    يفترّ ثغر إبراهيم حين يرد إلى خاطره قرب اللقاء ليتردد اسم "حلمي" مرتين في البيت مرةً للأب وأخرى للابن، فيتابع: "لما رزقت بابني البكر والوحيد حلمي سميته على اسم والدي، وهو منذ بدأ يتكلم يسال دائماً ويقول وين سيدي! وقال لي أبي إنه فرح كثيراً يوم جاء حفيده ووزع حلويات في السجن، لما أنادي على ابني الصغير أشعر أنني أناديه!".
    ويؤكد إبراهيم أن الأسرى لا يخرجون إلا بخطف مزيد من الجنود الصهاينة، مشيراً أن كافة أهالي الأسرى بانتظار الأنباء المفرحة التي تقربهم أكثر من رؤية ذويهم بعد سنوات من الغياب.
    ولا تجمع إبراهيم بوالده الأسير حلمي سوى بعض الاتصالات الهاتفية المتباعدة؛ حيث منعه الاحتلال من الزيارة، راجياً أن لا يتذوق مرارة البعد سنة إضافية.

    (المصدر: المركز الفلسطيني، 20/8/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد محمد الشاعر من سرايا القدس أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة فى منطقة التفاح بخانيونس

08 مايو 2003

الجماهير الفلسطينية تنتفض تضامناً مع الأسرى في السجون الصهيونية وتقدم 8 شهداء في أيام متقاربة

08 مايو 2000

استشهاد الأسيرين المحررين أنور أحمد أبو لبن وبسام محمد شريتح الكرد في اشتباك مسلح على الحدود المصرية

08 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية