26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر المبعد إياد أبو خيزران فرحتنا تتحقق بتحرير الأسرى والأرض والإنسان الفلسطيني

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    ينسى العريس في طريقه للقفص الذهبي ولحظات حفل زفافه كل الهموم والآلام ليعيش فرحة العمر بأشكالها وصورها المختلفة، ولكن المحرر المبعد إلى غزة إياد ذياب احمد ابو خيزران رفض ان يشارك المشاركون في أجمل لحظات عمره والتي انتظرها وعائلته التي تنحدر وتعيش في قرية رأس الفارعة في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية على مدار سنوات اعتقاله العشرين المراسم التي يؤديها العرسان في اعراسهم، وبينما احتفل وغنى الأهل القادمون من الضفة وأهل العروس الغزية واصدقاؤه من المحررين ومن تعرف إليهم منذ وصوله للقطاع، اكتفى بالجلوس على مقعده كعريس والمشاهدة دون أن يتوقف عن الدعاء لإخوانه الذين تركهم خلف في السجن ينتظرون لحظة الانعتاق من القيد وتحقق احلام ذويهم بالفرح بزواجهم.

    لحظات العودة للسجن
    وفي أجواء الفرح، بدأ المحرر إياد  40 عاما كمن يغادر بروحه وعينيه نحو السجن، وقال: "رغم حب الجميع والتفافهم حولي لمشاركتي فرحة العمر التي صلت لأجلها أمي وأبي لسنوات طويلة، شعرت بغصة وألم ورفضت أن أرقص على أغنيات الفرح الخاصة بالعرسان لأنني أعيش جزءا من مشاعر الأسرى، لم استطع أن أشعر بفرحة بحكم ألمي لمن بقي من رفاق دربي في السجن، في كل لحظة أتمنى أن أراهم مثلي أحرارا وللحقيقة هم لا يغيبون عن ذهني لحظة، وخاصة في لحظات الفرح أتذكر في مثل هذه الأيام العام الماضي كنت معهم نتحدى ونصمد ونواجه السجن والسجان ونرسم الأمل".
    وأضاف: "ولا يمكن أن أفرح اليوم وغدا دونهم، لنا الفخر لشعورنا دوما أن الإنسان في السجن يدفع ضريبة تحرير أرضه وواجبه نحو وطنه، ولكن يجب أن لا ننسى أن السجن هو مأساة ومعاناة وظلم يقع على الانسان، ولكنه يتحمل الظلم لقناعته أنه يضحي في سبيل وطنه والحرية في سبيل حياة كريمة وسعادة دائما، وفي يوم فرحي أنا وكل محرر من البديهيات أن نقول إننا نتجاذب في شعورنا مع من بقي في الأسر ولن أشعر بفرحة كاملة حتى يتحقق الحلم والامل".

    تحقق الأمل
    وبين جموع المهنئين، وفرحة الأهل بحرية وزفاف إياد، لم يتوقف عن الحديث عن أهمية سلاح الإيمان والوفاء والانتماء والأمل للأسير والتي يعتبرها سر صموده وباقي الأسرى في رحلة اعتقاله التي بدأت في 8/ 10 / 1991 اثر اشتباك مسلح مع قوة من حرس الحدود قرب طولكرم وخلاله اصيب بـ 11 عيارا ناريا في كافة انحاء جسدي وخاصة في القدمين وحتى اليوم لازال يعاني من وجود تلك الطلقات في جسده.
    وقال: "منذ اللحظة الأولى استخدموا كل أساليب القهر والعقاب والانتقام بسبب عملياتي الفدائية التي نفذتها، وتعرضت لمحاولات اغتيال خلال التحقيق من قبل المستوطنين والمحققين، ورغم الحكم علي بالسجن مدى الحياة استمر مسلسل العقاب العزل والنقل والنفي والحرمان من الزيارات واهمال عالجي رغم مضاعفات اصابتي الخطيرة، ثم شطب اسمي من كل صفقات التبادل والافراجات، ورغم ذلك تمسكت وتسلحت بالأمل واتذكر كلماتي في ذكرى اعتقالي حيث قلت "اذكركم جميعا بوالدتي الصابرة التي رفضت الفرح مع اشقائي بفرحه عمرهم بزفافهم واحفادهم لأنها حددت موعدا واحدا لفرحة عمرها المصادرة والغائبة منذ 21 عاما وهي حريتي وكل اخواني ممن يهدر السجن والسجان سنوات عمرهم فلا تبخلوا على أم قضت نصف عمرها على بوابات السجون لتعيش ما تبقى من عمرها مع ولدها بفرح بلا قضبان ولا ألواح زجاج وبدون سجون فهذا هو أمل الذي نتمنى على الجميع العمل لأجله وخاصة آسري الجندي جلعاد شاليط فالجميع ينتظرون ويتمنى انجاز صفقة شاملة تعيد الفرح لقلوب امهاتنا بعد وجع السنين بتحررنا وزواجنا".
    واضاف بفرح: "الحمد لله، جاءت صفقة شاليط، وبفضل ثبات وصمود المقاومة وتضحيات شعبنا، تحقق الأمل ورغم ألم الابعاد، ولكن استجاب الله لدعوات أمي، وعدت لحضنها وهي اليوم مع شقيقاتي تزين عروستي لنرسم خطوة أخرى في مشوارنا الذي ندعوا الله أن يوفقنا به بالذرية الصالحة لأبناء مخلصين لمبادئنا ووطننا وشعبنا".

    العروس وأجمل هدية
    بعدما تجاوز إياد اثر محنة الابعاد والنفي عن عائلته ومنزله وبلدته، بدأ يرسم خطوات حياته في غزة، وبين تكريسه غالبية وقته لإثارة قضية الأسرى في كل لقاء ومحفل، فانه يتابع دراسته، وفي نفس الوقت قرر البحث عن عروس لتكون جاهزة مع قدوم عائلته لرؤيته لأول مرة والذي تأخر بسبب ظروف السفر والتنقل بين الضفة ومصر وغزة، وقال: "حاليا على رأس اولوياتي بذل كل جهد لدعم تحرير الاسرى وتعزيز صمودهم، وشخصيا اتابع دراستي ومؤخرا حصلت على دبلوم مستوى أول "شهادة التنمية البشرية" من مؤسسة كامبردج بالتعاون مع جامعة غزة وهذه بشرى خير على نجاحي اكاديميا". وأضاف: "ثم بدأت البحث عن عروس، وقابلت 20 عائلة وكان هناك ترحيب من عائلات غزة بنا لمصاهرتنا كمحررين، وأخيرا اخترت شابة طموحة ومتفوقة ومتميزة ووحدت فيها كل صور أحلامي، وعندما زرت عائلتها في منطقة تل الهوى في غزة، وهي عائلة مناضلة ومثقفة شعرت بالانسجام والتفاهم فهي تمتلك خبرة ومعرفة وقدرة ومتعلمة وكانت تعبر عن فخرها بالأسرى، ومما زاد اعجابي بها انها متفوقة، تخرجت بشهادة دبلوم في برمجة كمبيوتر وتدرس في جامعة الامة هندسة كمبيوتر".
    بفخر، تحدثت العروس رنا محمود أحمد مهنا عن رفيق دربها، وقالت: "لم أتردد في الموافقة على طلب إياد، فهو مناضل وبطل وقضى حياته مخلصا ومجاهدا في سبيل بلده وهو رجل بمعنى الكلمة لم يحتمل الإهانة لبلده واحتلال أرضه وشعبه فدافع بما قدر عليه، إياد ضحى ولم يستسلم كما فعل البعض لذلك اعتبره رجل أحلامي التي تتحقق".
    وأضافت: "لم أهتم بمسالة الابعاد فهو اصلا يعاقب لأنه مناضل ودفع من عمره وحياته في سبيلنا، لذلك سأعمل كل شيء لنعيش بفرح وسعادة نضمد جراحه ونمسح آلامه ونبني احلامنا وفي مقدمتها العودة لبلدته وعائلته التي هي أسرتي وشعرت بفخر عندما قابلتهم وعشنا معا عرس حبنا الحقيقي".
    وأضافت وهي في طريقها نحو القفص الذهبي: "اجمل هدية قدمها لي إياد في حفل زفافنا، هي إياد نفسه، ثم معرفتي بعائلته فقد كانت هدية رائعة لأنها أسرة مناضلة".

    لقاء الأهل
    تحدد موعد عرس إياد مع وصول عائلته لغزة، فكان عناق طويل مع والده الذي قال: "أجمل يوم في عمري أن أرى إياد، دوما كنت قلقا أن أرحل قبل اجتماع الشمل، السجن أبكانا وألمنا وأحزننا وكدنا نفقد الأمل وهم يرفضون الافراج عنه، ولكن انتصرت المقاومة واعادت ابني إلينا لنفرح بحريته، أما الوالدة أم أحمد 70 عاما فقالت: "منذ الافراج عنه وأنا احصي الدقائق حتى نصل اليه لأراه وأتأكد انه حر، فعلى مدار سنوات اعتقاله عشت اياما مرعبة وخوفا وكان الأمل بالافراج عنه ضعيف وحتى لم اتوقعه ولم اصدق حتى سمعت صوته وشاهدته صورته بالتلفزيون بغزة".

    عرس وطني
    وفي عرس وطني وشعبي حضره والداه واشقاؤه وشقيقاته وانسباؤه واصدقاؤه من ال مهنا وال الدغمه وال زقوت وال سالم وعدد من قادة السلطة السابقين في غزة، وانصار ال البيت، جرى زفاف إياد وسط اهازيج شقيقاته اللواتي حرمن البكاء والدموع منذ تحرره، وقالت شقيقته أم الأمين التي كانت تتابعه وترعاه في سجنه: "لن انسى لحظة بشرى تحرر إياد لم أنم حتى تأكد الامر وعندما علمنا بإبعاده بكينا جميعا بما فينا والدي لأننا كنا نتأمل أن يعود لمنزله". وأضافت: "احصيت الدقائق والثواني في انتظار وصولي لغزة وعندما شاهدته تمنيت أن تتوقف عقارب الزمن حتى لا يفارق حضني ومما يسعدني أننا نعيش فرحتين، علما أنني لم اشارك بحياتي بعرس أو فرح بسبب حزننا على إياد ولكن اليوم قررنا الغاء الدموع وحتى دموع الفرح لنعوض كل الأيام ونعيش حياة الأفراح وادع و الله أن يطعم هذه الفرحة لكل الأسرى وذويهم".
    الوالدة أم أحمد، وبعد أن قدمت هديتها الخاصة للعروس، تبادلت التهاني مع بناتها، وقالت: "زوجت 6 أبناء و 4 بنات ولم افرح إلا في عرس إياد لأنه اكتمال الفرح، لدي 30 حفيدا أحبهم، ولكن لم يكن هناك سعادة لغياب اياد، وللحقيقة في عرسه اليوم فرحتنا اكتملت ونأمل أن يعيش سعيد مع عروسه حتى يعودان لطوباس".

    فرحة عزة
    الشقيقة عزة 30 عاما، والتي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات لدى اعتقال إياد، قالت: "في لحظة عرس إياد شطبت كل اسم او معنى للحزن وحلفت يمينا أن لا نبكي بل أن نفرح وننسى الحزن والألم ولكن في كل لحظة أتوجه اليه وأعانقه لأنني لم اصدق أنه عاد، فاشتم رائحته واقبله لأمسح من ذاكرتي محطات العذاب لفراقه وخاصة عندما تزوجت عام 1998، كنت أبكي لغيابه، ففرحه أجمل لحظة في عمري".
    أما شقيقه الأصغر محمد  35 عاما فقال: "خلال 20 عاما من اعتقال أخي لم يسمح لي الاحتلال بزيارته إلا 3 مرات، وبحمد الله لن نحتاج بعد اليوم للاحتلال لأننا سنعيش معه، غزة جزء من أرضنا ووطننا ورغم عناء المشقة بالسفر حضرنا جميعا ومعنا ابن عمي محمد، وجميعنا أنا واخواتي ووالدتي وأهل غزة والمحررون رقصننا في عرسه الذي أقيم في صالة الحرية في المدينة ".

    أوضاع قاسية
    اكتملت لوحة فرح إياد، وبدأت خطوات القفص الذهبي في بيت مستأجر اجرته الشهرية 550 دولار مع خدماتها في تل الهوى في مدينة غزة، وقال إياد: "بحمد الله أعيش شعور السعادة وليس للزواج بحد ذاته وانما بمعناه كانسان حر خارج السجون ويواصل حياته بشكل صحيح ولكن أمامنا عدة معوقات على الأرض، فقد فوجئنا كمحررين بتخفيض قيمة رواتبنا بشكل مفاجئ وبعد تحررنا، ورغم أن الحديث يجري عن ترتيبات لإنجاز قانون لنا ولكن اعتقد أنه كان هناك استعجال بتخفيض الرواتب ونأمل أن يتم تغيير الأمور ضمن نظام التفريغ العسكري، لأننا نرفض ادارجنا على سلم السلف ونشعر بالإهانة والامتهان ونامل علاج ذلك".
    وذكر انه لم يحصل على أية مساعدة في تغطية مصاريف الزواج وايجارات الشقة وقال: "كلنا امل ان يتم حل كافة قضايانا ونرفض أي حديث عن اننا نبحث عن اموال ولأننا نطالب بحقوقنا". إياد الذي شكر كل من شاركه الفرح، قال في رسالته الاخيرة: "حتى قبل اربعة شهور، كنت اقول انه حلم، ولكنه اصبح حقيقية وهذا ما يعزز املنا تجاه ملف اخواننا الأسرى الذين نقول لهم خاصة اصدقائي لن يطول شد الوثاق موعدنا مع افراح حريتكم قريبة ومع ارادة وصمود وثبات شعبنا بشرى الفرح قريبة".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/12/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية